هي رأت منظرا خياليا ، اُناس يرتدون ملابسَ راقية ، ويركضون بالأحصنة البيضاء و السوداء ، و أولاد صغار يرتدون سراويل عريضة مع قميص مُجوهر و شعرهم الحريري الاسود الطويل حتى اكتافهم،
لتقول بغباوة :"انا جائعة، لآكل أولا ثم اُفكر اين انا"، نهضت من الارض و عدلت ملابسها شاقةً طريقها نحو مكان يبيع طعاما يسُدُ جوعها الذي لا يُسّدُ حتى بأكل خروف مشوي .
كانت تمشي وتتلفت حولها لترى أي مكان يبيع الاكل او أي شيءٍ صالحٍ للأكل ، لتتوقف قرب كوخ صغير من فُوَهَةِ مدخنته يوجد بخار ، لتطرق ذاك الباب الخشبي بأناملها الرقيقة لتقول:" هل من أحد هُنا؟"،
لِتسمع صوت عجوز يرد عليها من خلف الباب بقوله :" تفضلي بالدخول" ،
لتدخل ببطءٍ وهي تشْتَّم رائحة الخبز لتقول بشهية :"أرجوك اريد واحدة"، رأى العجوز ان هذه الفتاة غريبة، ليتساءل:" مِن أين انتِ؟"،
نظرت إليه وهي جالسة فوق كُرسيٍ خشبي وتلعب برجليها ، لتقول له :" أنا نفسي لا أعلم أين انا ، لذا قلت في نفسي لآكُل أولا ، وبعدها ابحث عن مخرج لِما انا فيه " ،
همهم لها الجد واقترب منها ليجلس امامها ، ليقول :" ارى انكِ غريبة عن هذا المكان "، بالتأكيد لم تترك 'لونا' العجوز يُكمل كلامه بسبب غباءها الذي ظهر بقولها :" كيف عرفت اني غريبة عن هذا المكان؟ "،
ضحك الجد لردة فعل الفتاة القابعة امامه بسبب غباءها الذي يظهر في اوقات جِدِية ، ليقول :" اُنظري ملابسك ، لهجتك ، طريقتك في الكلام ، والان اخبريني من أين اتيتِ؟" ترد عليه دون تفكير :" أتيتُ من الحديقة العامة القريبة من مدرستنا الثانوية ، وفجأة اتت قطرات مياه يُصاحبها ضوءٌ أبيض مُشع ، لأسقط في الجهة اليمنى لهذا الكوخ "
ختمت كلامها بنظرها إلى الرجل العجوز الذي هو بنفسه يناظرها نظرات قلق وعينيه مفتوحة على وُسعهما ، هو للحظةٍ بدأ يُحلل قول 'لونا' ، ليس الجزء الاول ولا الاخير ، بل الاوسط ، ليقول لها :" المعذرة يا آنسة ، انا لا اُعطي طبخي إلى الغرباء ، اُخرجي من هنا رجاءً" ،لترد عليه بانزعاج :" لماذا اِستقبلتني اذا ؟"
فجأة يمُرُ الحرس الملكي ، ليبدأ العجوز في الصراخ وهو يتصنع الضعف :" أنقذوني ، أنجدوني ، هي تحاول أخذ مصدر رِزقي أنقذوني " ، لتقول له 'لونا' بصدمة :" ما اللعنة التي تتفوه بها الان " ،
دخل الحراس ليأخذوها بقوة وهي تصرخ :" أقسم اني لم افعل له شيئا ، لماذا لا تصدقوني " لتصمت في منتصف كلامها لِتُذَكِرَ نفسها انها غريبة عن هذا المكان ، لتركل الحارس الذي يُمسكها بين رجليه ، ليبدأ بالصراخ بتألم ،
أنت تقرأ
حب الثمنية عشرة ثانية
خيال (فانتازيا)في اعماق الاحلام تنمو المشاعر، فكان للحليف رد شاعر لم يترك للحبيب مجال فأخذوا التعذيب هواية و الوحوش رواية و الاحلام تكسرت كقطع من مرايا ، فاتبعت حياتها لتغرق في النسيان و تنشب حروب تعيد الانسان، ظهر المريض حقيقة و السليم غاية، لتكون نيتهم ارجا...