1

589 21 10
                                    

🐾

🐾

كانَ لُطفاً من المُدير حينَ مَنَح موظفيه المُجِدّين رِحلةً إليها بعد فوزِهم بِأهم صَفقة في تاريخ شرِكَته، لقد كان شاكِراً لهم حقاً.

و التَّخييمُ في وَسَطِ الغابة بِآخر يوم كان قراراً لا بأس به ، لقد كانوا حَريصين على استهلاكِ جَميع أيام عُطلتهم جَيّداً كذلك .. لكِن!

[من البداية لم يكُن عليّ الإستماعُ لَكُما ، ماذا سَيحدُثُ لو أنني قَضَيتُ العُطلة في المنزل؟] تحدّثَ يُلقي اللّوم على نَفسه.

[كان عَليكَ الخُروجُ من جَوّك الكَئيب! .. ثُمّ ما المُشكلة بِـ اليونان؟ ، إنها ساحِرة بِحَق!] و أحد صَديقَيه أردف بِسُخطٍ على تذمّره.

[صَحيح ، أنا سَعيدٌ بِكَوْني استطعتُ استنزافَ أسبوعاً كامِلاً بَعيداً عن يورا] الآخر أيّدَ ما قيل.

[وَهل أنتُما سَعيدَين وراضِيَين لِما نحنُ عَليه الآن؟] صَرَخ مُتسائلاً يَشعرُ بِألمٍ اجتاح حُنجُرَته.

‏† Flash back †

‏«11:15 pm»

قُرابَةُ مُنتصفِ الليل حين قَرّر ثلاثةٌ من المُوظّفين استكشافَ الغابة قبل العودة إلى كوريا مُجدداً ، بينما البَقِيّة كانوا ينعمونَ بِنَومٍ مُريح.

كان القمرُ مُكتمِلاً في آخر مَراحله "بَدراً" ، تُعانِقُه النُّجوم وتُحيطُه من كُلّ صَوْب ، لم تكُن السَّماءُ مُعتِمة بَل وَكانت مُتلألِئة لامِعة ، هي فَقَط وَصَلت لِأقصى مَراحِل جَمالِها في تِلك الليلة.

‏«11:50 pm»

"ما رأيكُما بِحَمامٍ سَريع؟" مُتحمّساً كان الواقِفُ في مُقدّمتهم والتف يسأل.

"هاه؟" تساءلَ الإثنين الآخَرين حتى حَصلا على إشارةٍ منه حين قام بِمَدّ إصبعه إلى البُحَيرة الواقِعة أمامهم.

"هل تُمازِحنا؟ ، نحنُ لن نذهب .. الطقس بارد!" اعترض أحدهما على اقتراحه السَّخيف كاسِباً هَمهمة مُوافِقة من الآخر بِجانِبه.

"إذاً أنتُما لا تُريدان ذلك هاه؟"

سأل بِوَجهٍ بَريئ قَبلَ أن يُقلّب عينيه في الأرض مُسَلّطاً الضَوء عَليها ، وابتسامة جانبية أظهرها لِنفسه حين وَقَعت حَدقتيه على سبب الإقناع الأمثل بِنظره ، أدخل المِصباح في جيب بِنطاله وشَمّر عن ساعِدَيه ثُمّ انحنى يجمع أكبر كَمية من الوَحل الرَّطب بين يديه.

قطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن