الباب الإحدى عشر

25 5 42
                                    

"هنالك أناس يضيئون العتمة وهناك من يسببها وحدهم الذين يضيئونها يستطعون القضاء على مسببها ومساعدة ضحيتها "

في تلك الأيام تدهورت نفسية فدوى لكنها حاولت قدر الإمكان عدم اظهار ذلك ،شعرع أنها وحيدة ولا أحد يكترث لها فبعد رحيل والديها وأختها لما من قد يهتم بحالها ماعدا أسماء التي تطمئن عليها من حين لأخرحسب استطاعتها لأن والدتها تمنعها .
عادت فدوى ذكريات الماضي هل كانت عبئا ثقيلا لهذه الدرجة على عمتها أم انهم هن من كانوا العبئ عليها .
طوال تلك السنوات لم تكن تمتلك العديد من الحقوق كبقية أقرانها لم يكن من حقها اللعب خارجا متى تريد أو تناول طعام دافئ او الخروج في رحلة إستجمام ،لقد كانت هي واختها مجرد طفلتين تسكنان مع عمتهما وأبنائها تحت سقف واحد لكن المعاملة مختلفة فلا أحد سيفهمك مثل والدتك او يدافع عن حقك مثل والدك الوالدين فقط هما الوحدين على معاملة أبنائهما على اكمل وجه .
كل ماكانت فدوى تفعله هو الدراسة لطالما حمدت الله تعالى أنهم سمحوا لها بالدراسة .
فلطالما أحبت العلم والعلوم والكتابة ولو أن الزمن يعود بها لهربت من أجل أن تلتحق بالجامعة ،وتصبح طبيبة تدخل الفرحة والبهجة على المرضى مثلما فعل ذلك الطبيب مع صديقتها ندى .
نظرت من النافذة لترى فتاة في مثل سنها تنتعل حقيبة صغيرة وتركب في حافلة صفراء مخصصة لنقل الطلبة تمنت لو كانت مثلها تركب فيها وتصلها إلى الجامعة ترى كيف هو شكل الجامعة هل هي جميلة ضخمة كبيرة هل تعادل الثانوية أم انها أفضل وأكبر هل يوجد فيها مكتبة لطالما أحبت قراءة الكتب والروايات خاصة الكتب الطبية دائما ترى تلك المكتبة والرفوف مصطفة الكتب فيها في غرفته ولكنها تخشى تفحصها أو حتى سؤاله .
نزلت دمعة تلقائيا منها الفتيات مثلهايدرسن ويبنين
مستقبلهن أما هي فأجبرت على زواج لم ترده وأن تصبح أما في سن صغير هي لم تذق حنان الأم فكيف ستجيد الأمومة لم تكن فدوى منزعجة كونها تعتني بفتاة صغيرة فقد اعتبرتها مثل جنى تماما ،لكنها دائما تتمنى لو أن بإمكانها تحقيق حلمها ،لطالما أمنت بمقولة أن الحياة إن سلبت منك شيئا فستعوضك بشيء أفضل منه عليك فقط التحلي بالصبر وحسن الظن بالله عزوجل .
في هذه الأثناء دخلت تلك الصغيرة الغرفةوهي تحمل اوراقا في يدها لتنتبه لها فدوى وتمسح دمعتها التي نزلت منها وتتصنع الإبتسام.
_ :أمي لقد عرفت كيف أكتب اسمي .
نبست بفرح لتبادرها فدوى :هذا رائع ياكوثر هيا أرني .
_ :أمم حسنا ولكن أغمضي عينيك أولا كما لو أنها مفاجأة .
_:يبدوا أنها ستكون أجمل مفاجأة . أردفت فدوى لتغمض عينها لتسحب كوثر الورقة التي كتبت فيها اسمها قائلة :أمي بإمكانك فتحها الأن .
فتحت عينيها لترى ذلك الخط الصغير قليلا ويبدوا للمبتدئين لترى أنها كتبت حرف التاء مكان حرف الثاء كونها لا تفرق بينهما فقد بدأت التعلم حديثا لكن كونها عرفت تشكيل الأحرف المتبقية فهذا دليل على ذكائها .
_:إذا مارايك يا أمي .
لم ترد فدوى إخبارها عن خطئها لتقول وهي تصفق لها قصد تشجيعها :أحسنتي عملا ياصغيرتي انتي حقا عبقرية .
إقتربت الصغيرة منها وحضنتها :شكرا جزيلا لك يا أمي أنتي دائما تشجيعينني ليس مثل عمتي .
انصدمت فدوى مما سمعته لتقول قائلة :لا تقولي هذا ياكوثر .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنتِ نصفي الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن