_____________________________
﴿لِلفُقَراءِ المُهاجِرينَ الَّذينَ أُخرِجوا مِن دِيارِهِم وَأَموالِهِم يَبتَغونَ فَضلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضوانًا وَيَنصُرونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقونَ﴾ [الحشر: 8]_______________________________
" هل أنت مجنون ؟! كيف ؟! "
تساءل رعد والدهشة تفرض نفسها عليه ، ثم وضع يده على جبيني ليتحسس حرارتي وأخذ يتمتم إنها طبيعية أو ماشابه .
" قد تبدو فكرة مستحيلة ، لكنها تستحق المحاولة !"
قلت مدافعًا عن الطموح الذي يراودني ، لا يبدو لي رعد كارهًا له ولكنه لا يستطيع تخيل نجاحها وحسب .
" وكيف وأنت مطلوب ؟ "
" لا أعرف .. لكنني أعرف أن الإيمان والإرادة تصنعان المستحيل !"
صمت لوهلة وجلس بجانبي واتكأ برأسه على كتفي ثم قلت له : " أتشاركني هذا الحلم ؟"
" لماذا تسأل أصلًا ؟ أنا معك بالطبع أيها العبقري ! "
" هل أنت واثق ؟! "
رفع رأسه وتقابلت أعيننا ، كل ما لمحته في عينيه كان الصدق وشرارة أمل قد اشتعل .
" مادمتَ لن تتخلى عنه"
" لقد خرج هذا الحلم من أعماق قلبي .. من المحال أن أتخلى عنه قبل أن أبدأ حتى .. "
" لو تخليت عنه سألكمك حتى تعود له ."
ضحكت و جال في بالي أنه سيفعلها حقًا ، فصديقي هذا غشيم بعض الشيء ويده ثقيلة أيضًا .
" لا تقلق ، لا أريد أن أشعر بيدك الثقيلة على جسدي !"
" هذه اليد الثقيلة ستكون عونًا لك ، دائمًا وأبدًا ."
" رعدٌ أيها الصديق .."
في هذا العالم الفسيح ، لم يبقَ إلا أنا وأنت والحلم الذي سيداعبنا ليل نهار .. قلت جملتي التي يكملها هو كلما أصررنا على شيء ..
" نوحٌ أيها الرفيق .. "
وبصوت واحد رددنا اخر جملة ، شددنا على أيدي بعضنا البعض ، في منتصف الليل .. وُلِدَ الحلم .
![](https://img.wattpad.com/cover/360536653-288-k587628.jpg)
أنت تقرأ
فرناس 583 .
Aventura" تذكر يا رعد ، أن هدفنا ليس النجاة ولا الثأر فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها والثأر أعمى يهلك صاحبه ! هدفنا يارعد هو المقاومة لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ... و مقارعة عدونا في المكان الذي يهوى التبختر فيه كثيرًا ... ...