«الرابع : شرارة »

82 8 21
                                    


_____________________________


﴿لِلفُقَراءِ المُهاجِرينَ الَّذينَ أُخرِجوا مِن دِيارِهِم وَأَموالِهِم يَبتَغونَ فَضلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضوانًا وَيَنصُرونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقونَ﴾ [الحشر: 8]

_______________________________

" هل أنت مجنون ؟! كيف ؟! "

تساءل رعد والدهشة تفرض نفسها عليه ، ثم وضع يده على جبيني ليتحسس حرارتي وأخذ يتمتم إنها طبيعية أو ماشابه .

" قد تبدو فكرة مستحيلة ، لكنها تستحق المحاولة !"

قلت مدافعًا عن الطموح الذي يراودني ، لا يبدو لي رعد كارهًا له ولكنه لا يستطيع تخيل نجاحها وحسب .

" وكيف وأنت مطلوب ؟ "

" لا أعرف .. لكنني أعرف أن الإيمان والإرادة تصنعان المستحيل !"

صمت لوهلة وجلس بجانبي واتكأ برأسه على كتفي ثم قلت له : " أتشاركني هذا الحلم ؟"

" لماذا تسأل أصلًا ؟ أنا معك بالطبع أيها العبقري ! "

" هل أنت واثق ؟! "

رفع رأسه وتقابلت أعيننا ، كل ما لمحته في عينيه كان الصدق وشرارة أمل قد اشتعل .

مادمتَ لن تتخلى عنه"

" لقد خرج هذا الحلم من أعماق قلبي .. من المحال أن أتخلى عنه قبل أن أبدأ حتى .. "

" لو تخليت عنه سألكمك حتى تعود له ."

ضحكت و جال في بالي أنه سيفعلها حقًا ، فصديقي هذا غشيم بعض الشيء ويده ثقيلة أيضًا .

" لا تقلق ، لا أريد أن أشعر بيدك الثقيلة على جسدي !"

" هذه اليد الثقيلة ستكون عونًا لك ، دائمًا وأبدًا ."

" رعدٌ أيها الصديق .."

في هذا العالم الفسيح ، لم يبقَ إلا أنا وأنت والحلم الذي سيداعبنا ليل نهار .. قلت جملتي التي يكملها هو كلما أصررنا على شيء ..

" نوحٌ أيها الرفيق .. "

وبصوت واحد رددنا اخر جملة ، شددنا على أيدي بعضنا البعض ، في منتصف الليل .. وُلِدَ الحلم .

فرناس 583 .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن