- 3 -

193 53 13
                                    

" مَا هَذا الّذِي قَمتَ بِه لِلّتَوّ يَا هَذا؟ "

تَجرّد إحتِرامِي مِن دَواخِلي أنعَتُهُ بِالنَكِرَة، تَقدّم نَحوِي لَأقُوم بِدوري بِالتَّقدُم بِشكلٍ عَكسيّ لِلوَراء، إرتَطمَ أَسفَل جِذعِي بِإحدَى المكَاتِب المَوجُودة ضِمنَ القَاعِدَة

" أَرى أَنَّكِ تَمتلِكينَ حُبٌّ لَا يُقهَر لِجَذبِ الأنْظَار نَحوَكِ، أَوَلَيسَ؟ "

نَبرَتُه هَادِئَة بِبُرُودٍ أَثلَج أنفَاسِي، وَلكِن كَانَ لِبُندُقِيَّتيِّه رَأيٌ مُختَلف، تَنفُث دُخَّانَها بِقُوّة، مُركِّزَة و جَاعِلَة مِن أَنظَارِه تُخرِجُ نَاراً حَارِقَة

" أَينَ إِحترامَكِ؟، عَلى مَا يَبدُو أَنَّكِ نَسيْتِ مَن أَكُون و مَا هِي هَويِّتِي "

كَانَ يَتحدَّث فِي ذاتِ النَّبرَة، يَزرعُ رُعبَ
كَلماتِه فِي جَوفِي

" هَل تَعتَقِد أنَّك سَوفَ تُخِيفَنِي مَع حَديثَك هَذا؟ "

جَمعتُ شِتَات نَفسِي، أُحاوِل مُواجَهتُه
بِبَعضٍ مِن الثِّقَة

" أَستَطِيع إِغرَاق السَّفِينَة و مَن يَمكُث بِهَا و عَليهَا، اِيُون كَارلَا، تَوقَّفِي عَن الإِستِهَان بِي و فِي مَا يُمكِنُنِي بِإشَارَة وَاحِدَة فِعلُه "

تَوقَّفَ بِخطوَة واحِدَة يَبتَعد عَنِّي بِهَا، يُلغِي القِفلَ الخَاصّ فِي مَدخَلِ القّاعِدَة، يَنوِي الذَّهاب

" و مَا شَأنُكَ بِي أَيُّهَا القَّائِد؟ "

حَضنتُ أَذرُعِي أتَقدّم بِهدُوء، يَجِب عَليّ مَعرِفة مَا يَحتلُّ أفكَارِه، و حِمايَة نَفسِي أيضاً

" أنتِ شُؤونِي "

لَم يُكمِل وُجودُه ثَانِية واحِدَة بَعد مَا أردَفَ بِه، تَصنَّمتُ فِي مَوقِفِي و مَكانِي، أُحاوِل تَفسِير مَا نَوع هُراءِ هَذا القَّائِد

خَرجتُ و عَقلِي تَائِه بَينَ العَديد مِن الأفكَار، تَوجّهتُ نَحوَ مكَانِي السَّابِق، لَا أحَدٌ هُنَا سِوى جُنود الحِراسَة الَّليلِيّة، نَظرتُ فِي الأَرجَاء، حَتّى رَأيتُ ذَاتَ المُقنَّع الَّذِي نَالَ إعجَاب يُورَا

" المَعذِرَة، أَينَ ذَهبَ الجَّمِيع؟ "

تَكلّمتُ فِي هُدوءٍ و سَكِينة ثَابِتَيّن، أَنزَل أَنظارُه حَتّى أَوصَلها إِلَى الأَرضِيَّة، يَضعُ كِلتَا يَدَيهِ خَلفَ ظَهرِه

𝐋𝐄𝐀𝐃𝐄𝐑 𝐎𝐅 𝐌𝐘 𝐎𝐂𝐄𝐀𝐍Where stories live. Discover now