- 6 -

110 22 19
                                    

جَلستُ حَائِرة مِن مَا يَحدُث، هُدوءٌ يُسيطِر عَلَى جَسدِي و فَوضى عَارِمة دَاخِل أفكَاري تُثقِلُ رَأسِي، إنّهَا الثّانِيَة بَعد مُنتَصفِ الّلَيل، الهُدوء و السّكِينَة بَدآ بِزَرع الرّعبِ بِداخِلِي

حَتّى إكتَسحَ مَسامِعِي صَوتَ سَيّارةٍ مُسرِعة تَتوقّف بِجانِب البَاب، بِمَا أنّ شِقّتِي هِي الطّابِقَ الأَرضِيّ، نَقراتٌ مُطمئِنَة نُقِرَت بِخُفوتٍ

هَرعتُ لِفتحِ الفَاصِل بَينَنا، رأَيتُه يَدخُل بِهَمجِيّة و تَسرّع يُكَوّب وَجنتَايّ بَين كُفوفِ يَدِه، يُمعَن النّظَر بِهدوءِ مَلامِحِي، يَتفحَصّ كُلّ إنشٍ مِنهَا

" هَلّ أنتِ بِخَير؟ "

أومَأتُ لَهُ بِخُفوتٍ بَينمَا مَا زَالَت كُفوفَ يَدَاه تُحاوِطُ خَدّايّ، قُمتُ بِإزالَةِ يَدِيه حَتّى رَأيتُه يُخرِج سِلاحَهُ ذَاهِباً لِتَفحُصّ المَنزِل

" لَا دَاعٍ، قُمتُ بِذَلِك فِي وقتٍ سَابِق "

لَم يَكترِث لَحدِيثِي كَعادَتِه، و حِين مَا إنتَهَى، ألقَى بِسِلاحِه أعلَى الطّاوِلَة الخَشبِيّة بِجانِب ذَاتِ الظّرفِ و ذَاتِ الصُّور، إِلتَقطَهم يَقُوم بِفَحصِهم بِتَمَعّن

جَلستُ مُقابِلةً لَه، أنتَظِرُه حَتّى يَنتهِي مِن هَذا التّحقُّقِ العَمِيق الَّذِي يَتطلّب كُلّ ذَلِك

" أَليسَ وَاضِحاً؟ "

تحدّثتُ بِنَبرة مُستَفسِرَة، أجعلُه يُعيرُني إهتِمامُه، نَظرَ لِي بِعينَاه المُظلِمَة يُلقِي بالصَُّوَر جَانِباً، يُشكِّل عِقدَة بِوساطَةِ أنَامِله

" أعلَم بِوضوحِ مَا يَحدُث، و لَكِن الغَريب بِه
أنّهُ مَكشُوفٌ فِي هَذا الشّكلِ "

هَززتُ بِرأسِي أوَافِقهُ الرّأي، أردتُ الإستِفسَار عَنّ كُلِّ شَيء، و لَكِن عَلِمتُ أنّنِي أمتَلِكُ حُدوداً

" مَاذا عَنكَ؟، هَلّ تَأذّيت؟ "

حَملَقَ بِي لِثوانٍ إعتَقدتُها سَنوات، إبتَسم بِخفّة يُميل بِرَأسِه قَليلاً، يُفرّق بَين فِخذَاه

" مَاذا و إنّ تَأذّيت؟، مَا الّذِي سَوفَ تقومِين بِه؟ "

غَريبٌ بَعضَ الشّيء، لَعُوبٌ حَتّى فِي
مَواقفٍ كَهاتِه

" مَاذا و إنّ لَم أقُوم بِإجابَتُكَ؟ "

𝐋𝐄𝐀𝐃𝐄𝐑 𝐎𝐅 𝐌𝐘 𝐎𝐂𝐄𝐀𝐍Where stories live. Discover now