- 4 -

199 52 41
                                    

تَوقّف جَسدِي عَن التَّحرُّك، كَادَ عَقلِي أَنّ يَنفجِر مِمّا سَمِعتُه مِن طِفلَة صَغيرَة لِلّتوّ

هَل هُو مُتزَوّج بِالفِعل؟
و لَديهِ إبنَة أَيضاً؟
لِمَ يَتصرّف مَعِي كَرجُلٍ لَا يَملِك أِيّاً مِن ذَلِكَ؟

الأفكَار عَلَى وشَك أَنّ تَخرُج خَارِج رَأسِي، نَظرتُ خَارِج النّافِذَة أَراهُ يُعطِي أوامِرُه المَجهُولَة لِجُنودِه، إنصَرف الجّميع لِيَدخُل مَقعَد السَّائِق يَنظُر نَاحِية طِفلَتِه

" أبِي "

مَرّة أُخرَى، تَنعتُه بِذاتِ الَّلقب، تِلكَ الفَتاة الشَّقِيّة لَم تُعِير وُجود أَحدٍ غَريبٍ مِثلِي مَعها فِي ذَاتِ السَّيّارة

إبتَسم لَها إِبتِسامَة وَسيعَة، كَانت المَرّة الأُولَى لِي أرَاهُ يَبتسِم فِي هَذا الشَّكلِ، حَملَ هَيكلِها الصَّغِير بِينَ أَضلُعِه يَضعها أَعلَى حُجرِه

أمسكَت يَدَه تَشقُّ طَريقَها نَحوَ الِّلعب فِي أَصابِعه بِيدَيها الصَّغِيرَة

" طِفلَتُكَ، أَليسَ كَذلِك؟ "

لَم أستَطِع إمسَاك ثَغرِي عَن التَّسائُل، أَردفتُ بِلطفٍ طَفِيف أنظُر نَاحِية كُتلَة الّلطَافة الّتِي تَجلُس بَينَ أحضَانِه، ذَلِكَ تَطلّب مِنّي الإقتِرابُ بِجَسدِي قَليلاً نَحوَ مَقعَدِه

إلتَفتَ بِرَأسِه لِي، قَريبٌ مِنّي بَعضَ الشَّيء، يَنوِي التَّحدّث يُوزّع نَظراتُه الخَالِيَة مِن المَشاعِر أَعلَى مَلامِحي

" هَلّ أنتِ مُتأكّدَة أنّكِ تُريدِين مَعرِفَة الإِجَابَة؟ "

سُؤالُه غَريبٌ قَليلاً، أَومَأت لَه أتجَاهل نَظراتُه و أوجِّه خَاصّتِي نَحوَ الطِّفلَة..
وَضعَ يَدِيه بِسَلاسَة عَلَى مَسامِع طِفلَتُه الصَّغيرَة، يَمنعُها مِن سَماع مَا هُو قَادِم

" إِنَّها طِفلَة شَقِيقِي ضَحيَّة زَوجَتِه "

حَسناً، سَارَت كَهرُباء بِتيَّاراتٍ عَالِيّة فِي سَائِر جَسدِي، الشَّقّ الآخَر مِن حَديثِه يَصطَحِبهُ الغُموض بِشَأنِه

" ضَحيَّة؟ "

هَزّ فِي رَأسِه يُوجِّه أعيُنُه نَاحِية الطِّفلَة الصَّغيرَة الّتِي تَنظُر بِإِستغرَابٍ نَحوَنَا

" لَا دَاعِي لِلّدُخول فِي تَفاصِيلٍ لَا تَعنيكِ، يَجِب عَليكِ مَعرِفَة كَاتِي فَقط، إبنَتِي "

𝐋𝐄𝐀𝐃𝐄𝐑 𝐎𝐅 𝐌𝐘 𝐎𝐂𝐄𝐀𝐍Where stories live. Discover now