- 5 -

174 42 60
                                    

إنقَبضَ خَافِقِي فِي صَدرِي دَلالَة عَلى الخَوف و الغَضب الّذَينِ إِجتَمَعا فِي دَاخِلي، بَقيتُ أنظُر دَاخِل عَيناه و الحُقد يَملئ كِلانا

" كَيفَ لِي أنّ أعلَم مَن و مَا هِي هَوية إمرَأة إلتَقيتُ بِهَا صِدفَةً؟! "

إستَجمعتُ شِتاتَ ذَاتِي أُلقِي بِالَّلومِ عَلى القَابِع أمَامِي مَع صَوتِي المُرتفِع دِفاعاً عَن نَفسِي بِمجابَهتِه

" أَلَا تَفهمِين مَا الّذِي يَحدُث هُنا، سِيَادَة القَاضِيَة اِيُون كَارلَا؟ "

صَرّ بِقُوّة عَلى أسنَانِه نِهايَة حَديثِه
مَع مُقلتَيهِ المُظلِمة تِلك، يَعتَصر رُسغِي بَين أنامِله

" أفلِت يَدِي لِي مِين هُو "

جِرأَة طَغت عَلى كَامل إحتِرامِي لَه، أُظهِر لَه عَدم إمتِثَالي لِرَغباتِه و حَديثِه الفَارِغ بِالنِسبَة لِي

" إِذاً، سَوفَ تَذهبِين لِلّموتِ، وحدكِ "

أفلَتنِي بِعُنفٍ مُستدِيراً يَتوجَّه إِلَى دَاخِل الجّامِعَة،
آخِر مَا لَمحتُه مِنه كَانَت رمقَاتُه الغَاضِبة و شَيءٌ
آخَر عَجِزتُ تَفسِيرَهُ

" أنتَ دوماً مَا تَضع نِهايَة و حَدّاً سَيّئان
لِـمَا نَتناقَش بِه كُلّ مَرّة "

صِحتُ بِه وَسط الرِّواق، أرَاه يَتجاهَل مَا نَطقتُ بِه كَامِلاً غَير مُكترِث أبداً بِمَا حَصل..
لَم أُعِير المَوقِف أيَّةِ إهتِمامٍ، أعامِلهُ بِالمِثل، فَـقرَرّتُ الّذّهاب بِنَفسِي إِلَى ذَاتِ المَكانِ الّذِي إلتَقيتُ بِه مَع المَدعُوّة شَارلُوت

أصُبُّ كَاملَ تَركيزِي بِالبَحثِ عَنهَا، لَعلَّ و عَسى أنّ أجِدها فِي مَكانٍ مَا عَلى الشّطّ هُنا

" جَيّد، أبدُو بِالفِعل أذهبُ لِلّموتِ وحدِي "

الغَضبُ و الحِقد مَا زَالَا يَغمُرانِنِي، أمقُت مَا تَجلبُه الحَياة لِي مِن حوادِث هَذِه الفَترة

مَرّت الكَثير و الكَثير مِن الدّقائِق الّتِي جَهِلتُ مُرورِهَا و عَدّها، ظَهَرت النّجوم فِي السّماء مُعلِنة وُصول الظّلام الحَالِك مَع ضُوءِه الخّاص، القَمر الّلامِع

جَلستُ عَلى الرّمَال أسْتنشِقُ نَسماتِ الهَواء البَارِدة، أُحاول الحَفاظ عَلى تَركيزِي بَعد أنّ غَمرنِي التّعب و الإرهَاق الشّديدَان

سَاعاتٍ كَثيرَة مِن البَحثِ فِي مكانٍ مُتوسّط الحَجمِ كَهذَا، يَبدُو مُتعباً.. جّداً،
وضعتُ رَأسِي أُسنِدُه بَينَ كُفوفِ يَدِي، أتَنهّد بِتَعبٍ و ضِيقَة واضِحَيّن

𝐋𝐄𝐀𝐃𝐄𝐑 𝐎𝐅 𝐌𝐘 𝐎𝐂𝐄𝐀𝐍Where stories live. Discover now