الفصل السادس:كذب حُلو.

17 3 12
                                    

سألت أحدهم مرة :لما يأخذ الموت المقربين منا ؟

فأجابنى :لأن الموت يحب سماع عويل الفراق .

لم أصدقه ... حتى سمعت عويلى .
.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.



"ادريان؟"

تتذكره ... هى الآن تفعل ... تذكر من يكون أدريان جونز ... يكون حبيبها وزوجها وملجأها وأيضا ... أيضا هو بصيرتها .

"ادريان"

نادته ثانيا عساه يكون قريبا منها فينهض ليطمئن قلبه أنها بخير ... هذا ما فكرت فيه وتلك المرة صوتها كان أوضح لكن ليس عاليا ... كون شيئا كان يكتم صوتها ... بعد ثوان اكتشفت أنه جهاز تنفس صناعى ... ثوان إضافية لتشعر بتلك الأنابيب المتصلة بأوردتها فأدركت لحظتها أنها تم نقلها للمشفى ... لكن لما كل هذا؟ ... أأصابها شئ فى طريقها لذلك المقهى ... فآخر ما تذكره لتلك اللحظات كونها كانت متجهة لذلك المقهى المجهول التى شعرت نحوه بالاتنماء ما إن سمعت عنه والآن علمت السبب .

ذكرياتها كانت لا تزال مشوشة فلم تتذكر ما هو بعد ذلك لأولى الثوانى التى استيقظت بها ... لكن إن مرت دقيقة حتى بدأ سيل من الذكريات الهائجة يندفع داخل عقلها مالئا صدرها بجيش مشاعر جياشة لا ترحم .... صوت اصطدام شديد ... صوت أنفاسه الشحيحة الأخيرة ... كلماته لها التى ترسخت بروحها ... مصيره الذى تجهله هى .

نتاج كل هذا كان أنها شهقت بفزع وتوسعت مقلتيها بشدة كمن تستعد روحه لتغادر جسده .... لكنها هنا تمالكت نفسها وأحكمت على روحها لتسارع وبدون تفكير فى إزالة جهاز التنفس عن فمها والاعتدال فى جلستها ... نزعت عنها كل الأنابيب التى اتصلت بجسدها بمنتهى العنف متجاهلة ذلك الألم المرير فى كل جسدها ومعارضة للخمول الذى أصابها فجأة ... هى نهضت من سريرها تصرخ باسمه بألم وقلب مرتجف .

لامست أقدامها الأرضية الباردة تستند على مرتبة سريرها ومتشبثة فى ملائته تحاول جاهدة أن تتعافى على جسدها وتستقيم ناهضة نحوه .... ارتعش جسدها لشدة ما كانت تضغط عليه لكنها لم تأبه وشدت أعصابها أكثر ... حتى نجحت فى النهوض ... وبساقان نحيلتان تتخبطان بشدة خطت أولى خطواتها لمصير مجهول .

بـصـيـرتـىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن