مر شهر آخر وبدأ ريو يفقد القدرة على السمع شيئا فشيئا.دخلت قطة من نافذة غرفة ريو وقفزت فوق سريره.
"مياو"
"هل هذه انت،مون؟"
كان صوت ريو خافتا جدا.
"مياو؟"
مدّ يده عشوائيا ولعقتها مون،ربّت ريو عليها بخفة ثم ابتسم.
"هل هربت من سيليا؟ اعتقد انها قد تخنقك يوما ما بعناقها المستمر لك"
ارتعشت مون قليلا عند سماعها لاسم سيليا.
"مياو!"
"لابأس،اعتقد انها لن تاتي الان الى هنا"
حملها ريو عاليا وفتح عينيه،كانت مُقلتاه بيضاء بالكامل وقد فقد بؤبهما لونها الأحمر الباهت.
امالت مون راسها قليلا "مياو؟"
أغلق عينيه وابتسم.
"اعتقد انني اخفتك،اعلم ان شكلي يبدو مرعبا اذا فتحتهما لكن...لكن في بعض الاحيان افتحهما لعلي استعيد القدرة على الرؤية من جديد.. لقد فقدت سَلفاً القدرة على المشي، و قريبا سأفقد القدرة على السمع ايضا."
كان بوسعه أن يشم رائحة الغابة والهواء.
كان بوسعه أن يشم رائحة ورود الحديقة ونضارة الماء.
كان بوسعه أن يشم رائحة الأدوية التي تُقدم له.
لكنه لم يستطع رؤية أي شيء.
بغض النظر عن عدد المرات التي استيقظ فيها وكان متأكدًا من أنه مستيقظ، لم يستطع رؤية أي شيء.
كانت عيناه مفتوحتين ويمكنه أن يخبر نفسه أنهما مفتوحتان ولكن لم يكن هناك لون أو ضوء أو أي شيء.
تماما عندما تتم احاطته بتلك الاشباح المظلمة دائما.
" لكن في بعض الاحيان اخاف من الظلام"
"مياو"
"اعلم ان الامر مضحك،لذا هذا سيكون سرا بيننا"
انزل ريو رأسه وبدأ بالعبث بأصابعه.
"انا..انا خائف من نسيان لون عيني سيل وسيليا ونبرة صوتهما،خائف من ان انسى وجه امي وانني لن اتمكن من من سماع صوتها عندما تكون سعيدة،خائف من نسيان كيف يرتعش حاجب أبي عند انزعاجه..انا فقط خائف؟"
تنهد ريو بعمق.
"اعتقد ان الجميع سينساني عندما اموت،أليس كذلك؟"
دفن ريو رأسه في الوسادة بينما ظلت مون مسلقية بجانبه على السرير.
.
داخل غرفة ذات إنارة خافتة ورائحة دماء كثيفة جلست ألورا على الأرض و حولها عدة أوراق مملوءة بكتابات حمراء غريبة.
كان شعرها اشعثا وأعينها غائرة إضافة لوجود دماء جافة على حافة شفتيها.
أمسكت بشعرها بقوة وبدأت بجذبه بقوة.
"فقط لما لاينجح اي شيء افعله؟ لما لا استطيع ايقاف هذا!؟"
أبعدت جميع الأوراق بقوة.
"مِرارا وتكرارا! لقد حاولت مرارا وتكرارا! لما لا استطيع؟ لماذا لا استطيع ان اكون أُمّا جيدة لمرة واحدة!؟ "
كان صوتها يتخلله الغضب والحزن والإرهاق.
نهضت بتثاقل وجمعت الأوراق ثم رتبتها فوق مكتب خشبي.
دفعت الكرسي واخرجت ورقة جديدة وبدأت بالكتابة عليها." على الاقل غيرت طريقة موته.."
ملأت الورقة تلو الأخرى.
"لاتغير المستقبل ولاتفكر بالماضي، اذا انتهكت احدهما فستكون نهايتك مزرية"
ابتسمت ألورا بسخرية.
"انا غيرت المستقبل و لطالما فكرت بالماضي بفت هاهاها"
ضحكت بجفاء.
كانت لاتزال تملأ ورقة تلو الأخرى بتلك الكتابات الغريبة.
.
منظور سيسيل ألوكا.
اتجهت نحو غرفة ريو.
فتحت الباب ووجدته مستلقيًا وبجانبه مون."لطيف.."
استيقظ ريو وادار وجهه نحوي.
"اسف لايقاظك"
"لا بأس، لم أكن نائما "
دام الصمت للحظات حتى بادر ريو بالحديث.
"لدي طلب منك"
استغربت "طلب؟"
"اذا مت لا اريد منك ان تضع زهورا بيضاء على قبري،ضع زهورا بنفسجيه"
"من قال انك ستموت؟"
"لا تنكر، انا اعرف"
'حسنا من أُخادع'
"حسنا،لكن هل هذا كل شيء؟"
ادار ريو رأسه "ايضا..أيمكنك الذهاب الى البحر من اجلي؟ وعد؟"
"أعدك"
"شكرا لك"
*
*
*
عذرا على الاخطاء
أنت تقرأ
منظور ثانوي في رواية
Fantasy[تكملة للرواية من الفصل 19] فتحت عيني... و وجدت نفسي داخل رواية "صعود الابطال". لكنني لم أتجسد كبطل الرواية بل مجرد شخصية ثانوية أو بالأحرى مجرد شرير ثانوي بها. لكن أنا لا أهتم،سأعيش حياتي كما أريد. أو هكذا كانت "خطتي"