في قرية هادئة تحيط بها الطبيعة الخلابة، كان يعيش عماد، رجل مسن يتمتع بحكمة عميقة وشخصية هادئة. كان عماد يمتلك ساعة جيب قديمة، ورثها عن جده، لكنها توقفت عن العمل منذ سنوات عديدة. رغم عدم قدرتها على إظهار الوقت، كان عماد يحتفظ بها كرمز للذكريات والتجارب التي عاشها.
ذات يوم، جاء إلى القرية شاب يُدعى سامي، الذي كان يحاول البحث عن معنى لحياته في عالم سريع ومتغير. بينما كان يتجول في القرية، لفت انتباهه أن عماد كان يحمل دائمًا ساعة الجيب القديمة التي لا تعمل. فضول سامي دفعه للاقتراب من عماد وسؤاله عن سبب تمسكه بها.
أجاب عماد قائلاً: "هذه الساعة تحمل ذكريات وأوقاتاً عزيزة، حتى لو توقفت عن العمل، فهي تذكرني بكل لحظة عشتها، وذكريات كل من أحببت."
شعر سامي بفضول عميق تجاه القصة وراء الساعة وقرر أن يظل في القرية لبضعة أيام للتعرف أكثر على عماد وعلى الحكمة التي يمتلكها. خلال تلك الأيام، جلس سامي مع عماد وتعلم الكثير عن الحياة، عن الحب، وعن كيف يمكن للوقت أن يكون أكثر من مجرد دقائق وساعات. اكتشف أن الوقت المنسي يمكن أن يكون مليئًا بالحكمة والتجارب التي تشكل حياة الإنسان.
استطاع سامي، بفضل دروس عماد، أن يعيد ترتيب أولوياته ويجد معنى أعمق لحياته. بعد انتهاء فترة زيارته، عاد إلى حياته القديمة ولكن بنظرة جديدة، مليئة بالتقدير للذكريات واللحظات التي قد يعتقد البعض أنها منسية.
أما عماد، فقد استمر في الاحتفاظ بساعته القديمة، لكنها لم تعد مجرد قطعة من الزمن المنسي، بل أصبحت رمزًا للذكريات الجميلة والعبر التي علمها لغيره.
قصة "الوقت المنسي" تذكّرنا بأن الزمن ليس فقط ما نراه على الساعة، بل هو تجارب وذكريات تشكل قيمة حياتنا الحقيقية.
أنت تقرأ
"رحلة في الإبداع: قصص معبرة تلهم وتعلم"
ChickLit"رحلة في الإبداع: قصص معبرة تلهم وتعلم" تجسد مجموعة فريدة من القصص 📖 تنغمس في عمق الإنسانية وتنقل بأسلوب مشوق تجارب تحولت إلى دروس حياتية ملهمة. من خلال أحداثها المتنوعة كالسر السعادة والضعف الذي يتحول إلى قوة، تستمد القصص قوتها من تفاصيلها العميقة...