بسيطة

8 2 0
                                    

غيوم رسمت نفسها بطريقة مبدعة على السماء التي كانت صافية بالأمس، صوت عصافير الصباح الذي رغم تكراره وكثرته إلا أننا لا نملّ منه ولم نشعر بكَم كونهِ روتينياً.
أجلس كالمعتاد في شرفتي، طاولة أمامي وبالجانب الآخر كرسي فارغ -مؤقتاً-.
تُطل عليّ من باب الشرفة مُخرجة رأسها قليلاً..
- قُل لي "تعالِ اجلسي معي.. "؟
بإبتسامة صغيرة تظهر على وجهـي..
- تعالِ اجلسي معي.
جلستْ مسرعة على الكرسي المقابل..
- حسناً.
ولكن اوقعتني في حيرة، هل استمر في النظر لتلك السماء الرائعة واللوحة التي رسمتها الغيوم أم أن آخذ عيناي ونتأمل في زوجتي؟
كنت أشاهد التلفاز، وإذ تمشي زوجتي من أمامي متجهة لمكان آخر في بيتنا الصغير يصطدم صغيري -إبننا- بها دون أن ينتبه.
تألمت قليلاً ووقع هو أرضاً، جلستْ بجانبه تحاول أن تساعده وابتسمتْ؛
- قُل لي "معذرةً - معلِش- " ؟
يُجيبها صغيري بكل لطفٍ ويبتسم؛
- معذرةً أمي.
وابتسـم أنا من هنـا.
ارتديتُ ملابسي واتجهت نحو باب المنزل، كانت هي تشاهد مسلسلها المفضل، نظرت لها وبادلتني كذلك..
وضعتُ يدي على مقبض الباب فسمعت همساً من ورائي، نظرتُ لها مجدداً وإذ بها أمامي مباشرةً وتنظر لي نظرة طفل انتهى للتو من بكاءه.
- قُل لي "تعالِ معي"؟
- تعالِ معي.
- حسناً، سأرتدي بسرعة انتظرني.
ابتسمتُ، وبالتأكيد لن أفعل كما يفعل البعض وسأرحل قبل أن تأتي.. ولكنني سأنتظرها، سأنتظرها للأبد.

الجانب الآخر منّا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن