إنتظار العودة.

11 2 0
                                    

تُمسك هاتفها لترى كم الساعة الآن، تجدها قد اقتربت الساعة العاشرة مساءاً.
تركض مسرعةً نحو الباب وتخطف نظرة من العين السحرية، لا يوجد أحد بعد.
تنتظر مكانها، علّها تسمع صوت مفاتيح، ولكن لا شيء يحدث.
تنتظر وتنتظر وتنتظر، لا شيء بعد.
تنظر مرة أخرى خلال العين السحرية، فترى شخصٌ ما فتتراجع للوراء بكل ما لديها من سرعة، وتقف أمام الباب مباشرة بعد أن اتخذتْ ثلاث خطوات للوراء وتتسمر مكانها ثم تُكشّر وتكشف عن أسنانها وتعقد حاجبيها.
من جانب آخر، يُخرج مفاتيحه من حقيبته الصغيرة بكل لهفة واشتياق ويفتح الباب بكل هدوء، كقاتل محترف.
بمجرد أن فتح الباب ودخل وجدها تقف أمامه، فنظر لها بكل ثبات، ثم أغلق الباب بقدميه وببطيء، وتسمّر مكانه بلا أيّ حركة. ظلّ الاثنين هكذا لبضع دقائق، ثم بدأتْ بالحديث؛
- تقدم خطوتين فقط نحوي ولا تحاول أن تفعل أىّ شيء إلا ما أقول.
- حسناً.
ويتقدم خطوتين ويتوقف دون أن يتحرك.
- لم تقترب مني بعد، خطوة أخرى نحوي رجاءً.
يقترب بكل صمت خطوة، ويصير أمامها مباشرةً.
تُكمِل..
- الآن، إرفع كلتا يديكَ للأعلى، ولا تتحرك.
يحاول أن يقول شيئاً..
- ولكن ما الـ...
تقاطعه بكل جدية وحزم؛
- قلت إرفع يدكَ للأعلى..
يفعل ما يُأمر ويرفع كلتا يديهِ للأعلى.
وبكل راحة وبطيء واشتياق، تقوم بإحتضانهِ..
- لقد إشتقت إليكَ ي عزيزي، لقد تأخرت بالعمل اليوم.
يبتسم بكل حنية ويحتضنها؛
- وأنا اشتقت لكِ عزيزتي.

الجانب الآخر منّا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن