《الفصل الأول "أهوال الحرب"》

68 12 16
                                    

{1}

ماذا يقال عن الحرب؟ .. الحرب لعنة تصاب بها الشعوب فيُباد بها كل ما هو جميل و تميت كل ما ينطق بالحياة..
تُحَول الوان الحياة إلى لون رماد الحروق و بقايا الدمار ، وجوه الأطفال الباسمة و صوت ضحكاتهم التي تملأهم بالأمل تطغى عليها أصوات الخوف و صراخ اليأس و صخب التدمير ..
هكذا هم البشر منذ فجر التاريخ يقتلون سلامهم بأيديهم ، يتحاربون تحت راية حب السلام ، كل منهم يرغب السلام لنفسه فقط و إن لم يحصل على سلام نفسه فلا سلام للعالم أكمل ،  إنه سلامٌ زائف أناني .. مجرد رغبة في الحصول على الراحة حتى لو في حياةٍ مليئة بالاكاذيب ؛ فإن لم يكن السلام ممكناً للبشر و لعنة الأنانية تطاردهم فالخداع و الكذب السبيل الوحيد لتهدئة حروب الطمع للحصول على سلامٍ محتكر للبشر ، فما سبيل الخلاص؟.

قبل ما يقارب الالف عام نشأت حرب بين عائلتين عظيمتي القوة ،  منهم مَن أقسمت على نفسها أن تحرر وطنهم الصغير و شعبهم الطيب من حرب الأنانية ، و منهم مَن جعلوا غطرستهم فوق كل معاني السلام حتى و إن كان على حساب حياة الأبرياء ؛ فقط ليقال عنهم العائلة الحاكمه فيعظمهم الجميع ..

قوتين عظيمتين متضادتين تحاربوا علي مر القرون متساويتين في القوة مختلفتي المنشأ فكل عائلة اختارت منشأ القوة الذي يناسب طريقها ..
"عائلة الصقر" التي يُظهر إسمها هالة الشجاعة و البطش ، أسست الطاقة الذهبية و التي تبلورت داخل جوهرة من طاقة و تأسس منها ست جواهر من طاقات الطبيعة
"الرياح.. ، الارض.. ، الماء.. ، النار.. ، الجليد ، والبرق" ..
ولكل عنصر مُحارب تتلمذ تحت تعاليم مؤسس و قائد عائلة الصقر وأول من صنع القوىَ الجوهرية..

و أما عن "عائلة التنين" ، يمكن أن نقول أنهم تنانين محبة للخراب تأكل ولا تشبع ، وتنشر النار واللعنة في حرب بدأتها حين لجأ مؤسسها للطاقة السوداء جالبة الخراب "السحر الاسود" فرغم معرفته بلعنة تلك القوة المقيتة الَّتى حلت لعنتها على كل من مسَّها إلا أن عمى القلب أصابه
أصبح  من القوة سوداء تجسيد التنين الأسود ذو إرادة التدمير التي لا تشبع .. ،

و في مدينة أنهكتها دمار الحرب ، كل البيوت محطمة و الانقاض تملأ الصورة بالبشاعه ،
يقف رجل بزي مزقته المعارك يقف و يوجه يداه لأعلى و عيناه تشتعلان بالغضب و الحقد! .. ، يُطلق هالة سوداء ملعونه و يظهر كتاب عليه كلمات لا تكاد أن تُفهم ، كُتبت بكلمات الظلام ثم يتكون تنين ضخم الطاقة يتوجه إلى الأمام قاصداً تدمير كل ما ومن يقابله ،
يقف أمام ذلك التنين رجل لا يهاب الموت مستعد لكل الضربات وعلى ملامحه آثار التعب والإجهاد ولكنه يقاتل ولا يتراجع او يُسَلم و بدوره يستعد بقواه و يكَون من قوته الذهبية تجسيد قوة عائلته و هو تجسيد الصقر و يوجهه ناحية التنين راغبًا في إبادة كل صور الدمار و الحرب! ،
و بعيني الكبرياء و القوة تحملق في عدوه بسخط ..
كل منهما يحمل في عينيه سخط الحروب .. و في لحظة انطلقت كلتا الطاقتين تجاه الأخرى واصدمت صانعةً انفجارًا مفزعًا يندى له الجبين وترتعش منه القلوب!! ،
فيستيقظ صارخاً طفل صغير لم يكمل الحادية عشر يصرخ من هول ما رأى عقله في حلمه
فيفتح والد الفتى الباب في قلق و لهفه
"بني أرتي! ماذا بك لما الصراخ؟!!"
فيرد صغيرنا أرتي بنبرات الرعب وأنفاس متقطعة بينما تحتضنه ذراع أبيه
" ذلك الحلم مجددًا يا أبي!! ذلك الحلم المخيف مرةً أخرى! رأيت نفس القوتين المخيفتين! يتقاتلون وسط دمار المدينة ! ،  هذا الحلم يراودني منذ فتره! أنا خائف يا أبي ! .."
نظر والد أرتي المدعو "جاك"  إلى إبنه في حيرة  ، ثم غير ملامح وجهه مخفيًا قلقه من رؤية إبنه ذلك الحلم المتكرر .. ، فقال بصوت حنون :
"وما الجديد يا بني فنحن في تلك الحرب منذ الف عام ، ولقد اعتدنا على وجودها و لكن ليس عليك القلق على المدينتنا فلقد أقسمت أنا وأصدقائي من المحاربين و حُمات المدينة أن نحميها بروحنا وها هو والدك محارب الرياح!"

ابتسم جاك و حاول التخفيف من روع ولدِه بنبرة السخرية :
"و هل ترى والدك محاربًا ضعيفًا لكي تخاف بهذا الشكل؟ انا محارب الرياح لا احد يضاهيني ولم يسبق أن هُزمت! لا تقلق سيحميك والدك من اي شيء ، أنت تعرف أني لا أخلف وعودي أليس كذالك يا فتى؟!"
ابتسم أرتي ابتسامة الراحة و ذهب الروع عنه بعد  احتضنه أبوه إحتضان الأمان ، ثم اخبره "جاك" أن يتجهز للذهاب لمدرسته ..

ذهب أرتي لمدرسته بعد رحيل خوفه و"جاك" يراقبه في حنان مبتسمًا ملوحًا بيديه حتى دخل مدرسته بأمان ، وسرعان ما تبدلت ملامح "جاك" من الابتسام إلى عبوسٍ باهت وهو يردد بهمس بعد أن تنهد  :
"تُرى هل يمكن أن نعيش يوماً مع أبنائنا دون أن نخاف من سقوط الظلام فوق رؤوسنا؟! .. متى يمكن أن يعيش أبناؤنا بدون الخوف من أهوال الحرب..؟"..

《☆مفاتيح العناصر "أهوال الحرب"☆》

_كتابة هنا مصطفى

《مفاتيح العناصر  : {الفقدان} 》 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن