《 الفصل الثاني "صديق غير مرحب به"》

28 8 2
                                    

{2}

ذهب الطفل إلى مدرسته بينما عاد والده ليبدأ يومه الشاق من التمارين والإستعداد لأي هجوم على المدينة ، وخلال سير الفتى في فناء المدرسة رأى صديقته المقربة "تريكسي" تنادي عليه بعلو صوتها و بحماس من بعيد :
"أرتي!! أرتي! أنا هنا تعال!"
شعر "أرتي" بالارتباك و هرول إليها مسرعًا مشير إليها بخفض الصوت
"أخفضي صوتكي يا تريكسي! لا أريد أن يسمعنا ويليم!"
أظهرت "تريكسي" نظرات عدم الإكتراث قائلة :
"إهدأ إنه منشغل اليوم عنك لن يقوم بمحاولة ضربك ككل يوم."
تعجب "أرتي" من كلام صديقته فهو و "ويليم" دائما في صراع كحال الصياد و الفريسة فبادر "أرتي" بالسؤال :
"ماذا تعنين بمنشغل؟ إنه دائماً يترقبني ، ما الذي تغير؟!"
فردت "تريكسي" بسخرية :
"لا لم يتغير أي شيء .. إلا أنه فقط وجد لعبة جديدة للتسلية غيرك ؛ فلقد إنضمت إلينا تلميذة جديدة و لسوء حظها وقعت في طريقهِ في أول يوم لها "
تجهم وجه "أرتي" و شعر باللإنزعاج والاستنكار
"ألن يتوقف ذلك المزعج عن هذا الهراء؟! .. يبدو كالقرد الذي يحب الاستعراض "
ثم بدأت تعلو أصوات الضجيج في الفناء فلفت ذلك انتباه الجميع بما فيهم "أرتي" و"تريكسي" فبينما يلتفتون وجدوا المدعو "ويليم" الذي يكبُر "أرتي" بسنتين وقد كان فتى يحب استعراض قوته علي الجميع ولفت الإنتباه ، رأهُ "أرتي" يمسك بفتاة صغيرة من ملابسها ويقوم بالسخرية منها أمام جميع الطلاب حتى بدأت الفتاة بالبكاء الحاد ،
أثار ذلك الغضب في قلب "أرتي" ؛ فتوجه "أرتي" لذلك الفتى بسخط بينما تحاول "تريكسي" إيقافه بتردد
"انتظر يا 'أرتي'! فيما تفكر؟! إنه أقوى منك بكثير انتظر!!"
لم يكترث "أرتي" لكلمات "تريكسي" وواصل التوجه إلى "ويليم" و تخطى الطلاب وسط نظرات الدهشة فأرتي دائما لا يحاول الوقوع بالمشاكل مع ويليم بالخصوص ،
وقف "أرتي" أمام "ويليم" بحزم وبعين غاضبة وقال بنبرة باردة :
"لا يمكن أن يتخلى 'ويليم' عن تفاهفته أليس كذلك؟!
ألا يمكن أن تحاول أن تكون عاقلًا بدل من التصرف كالرضيع الذي يحاول لفت انتباه الجميع؟!!"
اندهش الطلاب من قول "أرتي" الجريء عكس المعتاد منه بينما أصاب "ويليم" الغضب الشديد والغيظ من "أرتي" فقام بترك الفتاة وأمسك "أرتي" قاصدًا ضربه ولكنه أصيب بضربة قوية على رأسه من الخلف بواسطة حقيبة ممتلئة فسقط "ويليم" أرضًا واضعًا يده على مؤخرة رأسه صارخًا وألقى "أرتي" أرضًا ،
نظر "أرتي" للخلف فوجد "تريكسي" تشد حقيبتها و تنادي
"هيا اركض ايها الأبله!"
نهض "أرتي" بسرعة وساعد الفتاة على الوقوف وبدؤا بالركض بعيدًا عن "ويليم" وسط أصوات ضحكات الطلاب.

ركض الثلاثه بسرعة كبيرة حتى وصلوا إلى أحد الفصول الدراسية فتوقفوا حتى يلتقطوا أنفاسهم وعندما هدأت نظروا إلى عيون بعضهم البعض بابتسامة عريضة ظاهرة الأسنان وبدأت ضحكاتهم بصوت مهقهق حتى أمسكوا بطونهم من شدة الضحك ،

ثم سألت "تريكسي" بنبرة التعجب :
" 'أرتي'؟! كيف لك ان تفعل هذا فجأه؟ ويليم لم يتوقع الأمر!"
رد "أرتي" بتفاخر وثقة :
" القوة لا تأتي إلا في أوقات الشدة يا صديقتي ، المهم الأن أن نتعرف على صديقتنا الجديدة ، ما إسمك يا فتاة؟! "
ابتسمت الفتاة ابتسامة راحة وبادرت بالحديث بلهفة :
" أنا إسمي 'ليندا' ، انتقلت جديدًا إلى هذه المدينة وانضممت إلى هذه المدرسة"
تغيرت تعابير وجه "أرتي" و"تريكسي" فور سماع أنها جديدة في المدينة وظهر عليهما ملامح القلق وفي نفس الوقت يحاولون كتم ضحكاتهم ، تعجبت "ليندا" من ملامحهم وبدى عليها التوتر
"أمم؟ هل أنتما بخير؟ هل قلتُ شيئًا غريبًا؟؟"
ابتسم "أرتي" محاولًا إزالة القلق عنها فرد عليها بهدوء
" لا .. لا عليكي لا تقلقي ، أخبريني هل تعرفين أحد في المنطقة؟ "
عادت "ليندا" للتحدث بلهفة من جديد عندما تحدث "أرتي" بأريحية
" في الواقع والدي من هذه المدينة في الأصل وأيضًا أخي يعمل هنا منذ فترة طويلة ما يقارب السنة "
عقبت "تريكسي" بإهتمام و هي تُقلب عيونها على "أرتي"
"هذا رائع هذا يعني أن لديكم علم عن المدينة أليس كذلك؟"
نظر "أرتي" لها نظرة السخرية فهو يعلم مقصدها من السؤال و لكن "ليندا" لا تفهم تلك النظرات فردت بتلقائية
" في الواقع ليس كثيراً فلقد غادر أبي من هنا في سنٍ صغيرة و لم يكن يتحدث عنها أو عن أحوالها حتى إنتقل أخي للعمل هنا منذ عام ثم قرر أبي أن ينتقل للعمل هنا كمحاسب في شركة تسويق.. و لكنه لم يحكي لنا أي شيء عن المدينة لا أدري لماذا.."

نظر كلًا من "أرتي" و"تريكسي" لبعضهم البعض فهم يعرفون إجابة سؤال "ليندا" ولكن لا يعرف أي منهما كيف يصارحوا الفتاة بأن والدها لم يُرِد إخبارها أن المدينة التي ترعرع فيها مصابة بداء الحرب ولكن لم يفهما لما قد يعود شخص إلى المكان الذي يعلم أن الحرب أصبحت من صفاته فبادر "أرتي" بسؤالٍ مُبهم :
" ألم يخطر في بالك أن تسألي والدك عن سبب عودته إلى المدينة؟"

و أكملت "تريكسي" تساؤلات "أرتي" بلهفة :
" وايضاً لم تسأليه ابداً لِما لا يحكي لكم عن مكان طفولته؟!"

تعجبت "ليندا" عن كل هذه التساؤلات المتلهفة ولكنها كانت تجيب بتلقائية ولهفة أيضًا فهي تريد أن تكوِّن معهم صداقة جديدة
"بلى! ، سألته عن سبب قدومنا فجأه فقال أنه يفضل أن نتواجد جميعنا في المدينة التي يعمل بها أخي ولقد وافقته أمي علي ذلك حتى أننا لم نخبر أخي بقدومنا حتى الأن حتى تكون مفاجأه له! .. ولكن لم يخطر لي قبلًا أن اسأل أبي عن المدينة من قبل فهو لم يكن يفتح عنها حديثًا أبدًا لذلك لم يخطر ببالي ، لكن ربما أسأله اليوم بما أننا تحدثنا عنه .."
نظر "أرتي" إلى "ليندا" بإبتسامه وفي نفس الوقت شعر بقلق لم يفهمه لقد كان يتمنى أن تظل "ليندا" بجهلها عن أحوال العالم من حولها و أن تبقى بلا قلق أو خوف مما هو قادم ، تمنى "أرتي" أن لا يضيع أمانها مع الحقيقة المزعجة أن دفء الأمان يمكن أن ينطفئ في أي لحظة الأن ،
قاطعت "تريكسي" تفكير "أرتي" فجأة بإستغراب
" 'أرتي'؟ لماذا ذهبت بعيدًا فجأه؟! أنت بخير؟"
رد "أرتي" عليها مطمئناً :
"أجل أنا بخير لا تقلقي .."
ثم بدأ "أرتي" يسأل من جديد
"أخبريني ماذا يعمل أخوكي و ما إسمه؟ .. "
لكن قاطع "أرتي" شعوره أنه سألها عن الكثير من الأشياء ولاحظ أنها بدأت ترتبك من كثرة الأسئلة فبادر بالقول :
" أنا أسف ، أعلم لقد سألتك كثيرًا ولم نتكلم عن أنفسنا هذا فقط لدهشتي لأننا لا نرى أحد ينتقل إلى مدينتنا أو تلاميذ جدد حديثًا ، أنا أسف"
ابتسمت "ليندا" وردت بلهفة
"لا عليك أبدًا أدري أني أبدو متوترة هذا لأني لست معتادة على تكوين أصدقاء بهذه السرعة .. ليس لدي مشكلة مع الأسئلة.. إسم أخي 'نايجل' و يعمل هنا مندوب للمبيعات في المدينة"
تغيرت ملامح "أرتي" فور سماع اسم ومهنة أخيها وبدى عليه الإرتباك والإندهاش! ولم تفهم "ليندا" و"تريكسي" لماذا ذلك التغير المفاجئ "لأرتي"! .. فنظرت "ليندا" إلى "تريكسي" بإستغراب فبادرت "تريكسي" بالسؤال
" 'أرتي'؟؟ ماذا بك؟ ما هذه التعابير؟" ..

قبل أن يحاول "أرتي" التفسير دخل عليهم أحد المشرفين في المدرسة وبعلو صوته بدأ يوبخهم بغضب
" أنتم! ماذا تفعلون هنا؟!! لقد بدأ اليوم الدراسي وأنتم هنا تعبثون؟! هيا من هنا!!"
وقف الثلاثه أمامه يكتمون ضحكاتهم وفروا هاربين بينما يوبخهم المشرف .

《☆مفاتيح العناصر 2 "صديق غير مرحب به"☆》











_كتابة هنا كصطفى

《مفاتيح العناصر  : {الفقدان} 》 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن