《الفصل الخامس "ألست خائفًا؟"》

11 3 0
                                    

{5}

"أنا لا أعمل مندوبًا هنا كما أخبرتكم من قبل ، أنا أعمل محارب لصالح هذه المدينة .."
حل صمتٌ تام بعد تلك الكلمات القليلة التي قالها ، كانت كالصاعقة المفاجئة على الجميع ،
وفي حين كان "أرتي" يحبس ضحكاته وسط نظرات "كوجين" القلقة من ردت فعل الجميع انفجرت "تيانا" بالضحك وبدا عليها أنها لم تفهم الأمر حيث قالت بسخرية شديدة
"مهلاً مهلاً محارب؟ ماذا تعني بمحارب؟ هذه ليست شخصيتك حتى ، ثم لماذا محارب هل الشرطة مقصرة معهم؟ ، ماذا يوجد في هذه المدينة حتى تحتاج إلى 'نايجل' كمحارب؟ "
كانت الأم غير قادرة على استيعاب الأمر ، لكن "كوجين" بادر مجاوبًا على سؤال "تيانا" بصوت متردد
"حسنًا في الحقيقة هناك أمر لا تعرفونه عن موطن أبيكم ، أنا أعرف أني مقصر لأني لم أخبركم عن طبيعة موطني ولم أحكي لكم من قبل عن شيء يخص عائلتي ، لكن قد فضلت أن أنسى تلك الأيام المؤلمة من حياتي ، للأسف لم أستطع ، استطعت الإخفاء والكذب ولكن لم أنسى ، الوطن مهما كان قاسيًا .. مهما كان مليئًا بالمشاكل يظل مكانه في قلبك وكأنه أحد شرايينه إذا قمت بإزالة ذلك الشريان يصبح قلبك ناقصًا وضعيف"
صمت "كوجين" لثانية وتنهد مكملًا 
"عندما قال 'نايجل' قراره في ذلك اليوم شعرت أن ذلك الشريان سيعود مكانه ويعود قلبي معه لذلك لم أتردد في الموافقه عليه رغم أنه الشيء الذي هربت منه في البداية .. "
قاطعت السيدة "لِيان" كلام "كوجين" بغضب فوقفت بخوف
"مالذي تتحدث عنه؟! ، 'نايجل' يقول أنه محارب وأنت تتحدث عن موطنك ما علاقة الأمر بهذا؟! "
ثم التفتت إلى "نايجل" بصوتٍ غاضب
" أيًّا كان ما تفعله مالم يكن أمنًا فهو غير مقبول يا 'نايجل' هل سمعت؟!!"
أمسكت "تيانا" بيد أختها "ليندا" لتهدئتها بعد أن لاحظت أنها توترت من تلك الأجواء وأخبرتها أن تأخذ "أرتي" ليدخلوا في الغرفة حتى تنتهى المشكلة
"لا تخافي عزيزتي إنه سوء تفاهم وسيكون كل شيء بخير خذي صديقك والعبوا بالداخل" ،

أخذ "نايجل" بيد والدته بابتسامته الهادئة وصوته الذي يعتبر نقطة ضعف والدته
"برفق يا أمي ،  أبي يحاول شرح الموقف بهدوء ليس له أي دخل بذلك ،  ثم كيف تنفعلي بهذا الشكل وأنتِ لم تعرفي ما الأمر بعد؟ أليس من الواجب أن تستمعي أولًا؟"
ردت عليه بعد ان هدأ صوتها
"لا يهم ما هو الأمر فهو ليس آمنًا على أي حال أليس كذلك؟ ، لا تخدعني بصوتك الحنون ، كيف لي ألا أكون خائفة ألست خائفًا يا 'كوجين'؟"
ابتسم كوجين وحاول إكمال ما بدأه
"لِيان أحب أن أُفهمك أن ابنك كبير كفاية وقوي ويحق له إختيار الحياة التي تناسب مبادئه ، وإذا لم تتقبلي ذلك الأمر فأولادنا سيبقون أطفال طوال حياتهم ، عليهم أن يأخذوا مغامرة حياتهم بأنفسهم فقد حان وقتهم بالفعل ولقد أتممنا مهمتنا في إرشادهم إلى الطريق ،  هل تفهمين قصدي؟ "
بدَى على "لِيان" استنكار أقوال "كوجين" وردت بصوت حاد
" كل هذه مقدمات لا أكثر أنا لازلت لم أفهم كيف يعمل كمحارب؟ لماذا يعمل كمحارب؟ ضد من يحارب ابني؟ حياة 'نايجل' طالما كانت بعيدة عن الصراعات مالذي يجعله يقع في هذه المشاكل"
عقب "نايجل" على أمه بحماس
" لأني وجدت نفسي يا أمي وجدت ما أجيد فعله وجدت أُناس يشبهوني لا أشعر معهم بالغربة ،
معهم شعرت بالحب والإنتماء شعرت بالمسؤولية ، بالأهمية والهدف ، في ذلك المكان الذي كان آمِنًا بالنسبة لكِ أنا كنت كالسجين فيه لم أجد فيه نفسي مهما حاولت ، الأهم من أن أكون آمنًا هو أن أكون نفسي في كل لحظة ، أن أعيش بدون ندم على أي يوم قضيته في حياتي ، أنا هنا اشعر بالحياة يا أمي ، كلما أنقظت أحدًا من الخطر أو الموت ونظرت في عينيه أرى نظرة الإمتنان والشكر أشعر بِكَم أصبحت شخصًا مهمًا وملهمًا للجميع ، ذلك الشعور يا أمي يجعلني أريد القتال ، قتال أي شيء يهدد حياة أي أحد يشعر بالخوف حتى لا يضطر للهرب كما فعل أبي من قبل "
تعجب "كوجين" من تلك العيون وهذه النبرة الثابتة الحازمة الظاهرة في "نايجل" فهذه صورة من "نايجل" لم يرها من قبل ،

《مفاتيح العناصر  : {الفقدان} 》 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن