الفصل الأول 🍒

145 12 0
                                    

الفصل الأول

كانت تجلس في ظلام دامس .... لا تعلم اين هي
ولا كيف اتت ...
كل ما تراه هو ظلام ... ظلام وفقط
وايضا تسمع بعض الهمهمات
الصادرة عن بشر
ولكنها لا تعلم اين هم ؟؟
تنظر حولها ولا تجد احد
تحاول ان تنادي على احد ..
ولكن ..
لا احد يسمعها ...



وكأن صوتها لم يخرج من الاساس
ظلت تحاول النداء على احد
ولكن ايضاً ... بدون فائدة

ما العمل الآن ؟؟
تحاول الركض هنا ... وهناك
ولكنها لا ترى شيء
فقط ظلام
ألا للظلام هذا نهاية ؟
*****



تحاول ان تعرف اين هي
وتجري تبحث عن مصدر الهمهمات البشرية
دون جدوى
وكأن مصدرهم هو خيالها
فجأة ..
خطرت علي بالها فكرة
" ماتت "
أميتة أنا ؟!
حسناً ... ولكن أهذه النار
أم الجنة ؟!
ولماذا لا أرى احد ؟!
*****



ظلت هذه الفكرة مسيطرة علي تفكيرها
مما جعلها تعيد حساباتها ...
ولكن
انا عالقة هنا ...
متي ينتهي هذا الظلام ؟!
*****








غرفة جدرانها بيضاء وبها سرير صغير
وعليه جسد يكاد لا ُيرى
مغطي بشراشف بيضاء
موصول بأحد الأجهزة الطبية
وأحد الذراعين موصول بأحد الأنابيب
الخاصة بالمحاليل الغذائية
.........
حضر الدكتور "ياسين" بزيه الطبي
ودخل إلى غرفة بالمشفى
وجد فتاة في أوائل العشرينات
ممده على سرير صغير
وبجوارها امرأة ورجل ...
نظر لهم نظرة سريعة بعد أن
ألقى نظرة متفحصة للغائبة
الممددة على السرير
أومأ لهم كتحية
وسألهم بعملية تامة
: " أأنتم أهل المريضة ؟  "
ردت المرأة الواقفة بجوار السرير
ولم يخلو صوتها من نبرة الحزن

:" نعم دكتور ...انا خالتها ...وهذا زوجي "
وأشارت للرجل الواقف بجوارها ..

رد الطبيب الشاب بتفهم
:"مرحبا سيدتي ... بداية الأمر خالص أمنياتي بالشفاء العاجل
ثانيا وهذه حقيقة أتمنى أن تتفهموها جيداً يجب أن أخبركم أنه
لا يوجد أي تحسن بحالتها ... "

وأشار بعينيه إلى
الفتاه الممددة على السرير
وأكمل حديثه بمواساة ..
:" ولذلك ليس هناك جدوى من وجودكم ليل نهار هنا ...هي ايضاً لم تستفيق
فأقترح مغادرتكم وسيتم إخباركم بأي جديد "

ردت الخالة باستنكار لما قال...
: " لكن دكتور ..كيف سأتركها بمفردها "

حينها قال بتفهم لحالة المرأة أمامه ..
: " لن تكون بمفردها سيدتي لقد عينني طبيبها النفسي المتابع لحالتها
لتكملة الإشراف على الحالة ..ولكن هناك شيء ارجو
منكم مساعدتي به "

ردت الخالة وقد أسترعى انتباهها كلام الطبيب..
: " ما هو دكتور ؟! "

أخبرها قائلاً بمهنية...
ولم يفقد صوته نبرة المواساة والشفقة
" اريد ان اعرف كل شيء عنها ...
حياتها قبل الغيبوبة ... ماذا كانت تحب؟! ماذا تكره ؟
هواياتها !  وايضاً لو هناك صور لها مرتبطة بذكريات لها في الماضي
كصور لأعياد الميلاد صور تخرجها
صور لأشياء خاصه بها كل ما يتعلق بها "

كانت الخالة في حالة عدم استيعاب لما طلب
: " لماذا كل هذا دكتور ؟! "
أخبرها بعملية وتملكته مهنته
: " سيدتي الآنسة ( ليان ) تعيش حالة
انفصال عن الواقع ...كل مؤشراتها الحيوية تعمل بشكل ممتاز ... اما سبب
الغيبوبة فهو سبب نفسي بحت بمعنى ...انها اختارت الفصل عن واقعها
وعدم الرجوع له مره أخرى وكل هذا بسبب الصدمة
التي تعرضت لها... وكل ما طلبته ..سأستخدمه لتنشيط ذاكرتها
أثناء غيبوبتها ...سأجبرها على تذكر كل أحداثها
في الماضي .. للعودة للحاضر .. وخاصة انها لن تقاوم سماعها
فهي مضطرة لسماعها لأنها لن تتحرك فقط كل ما عليكم ...ان تعطوني كل ما يخصها
وان تحكوا لي أدق تفاصيلها التي تعرفوها ... "
ردت الخالة بشيء من التفهم لما قال
: " حسناً دكتور ...سأذهب الي بيتها وآتي اليك بكل ما هو خاص بها .. "

*****


ذهبت الخالة إلى البيت  ولملمت حاجياتها صور لها ...اداتها الموسيقية
" الكمان "
خواطر لها ...ُكتبها الخاصة
روايات تحب قراءتها
وايضاً اسطوانات  مسجل عليها
بعض المعزوفات الخاصة بها
وظلت تنظر للأغراض بين يديها
ولم تتمالك مشاعرها ظلت تبكي..
تنعى أختاً فارقتها في حادث أليم هي وزوجها
وتركوا فتاه في عمر الزهور غائبة
عن الواقع... ولا يعلم أحد متى تستفيق من غيبوبتها
فاقت من أحزانها
وظلت تدعوا بالرحمة لمن فارق الحياة
وتدعو للمسكينة الراقدة لا حول لها ولا قوه
لملمت ما جاءت لجلبه
وذهبت للمشفى مرة أخرى
دخلت للغرفة ووجدت الطبيب المتابع لحالة أبنة أختها
جالس على كرسي يتابع الملف الطبي الخاص بالمريضة
: " تفضل دكتور ... هذه اشيائها الخاصة صور وأداة العزف الخاصة بها
وبعض الكتب والروايات .. "
رد قائلاً :" حسناً سيدتي .. هذا رائع
كل ما هو مطلوب منك ...تحكي لي كل ما هو خاص بكل صورة على الاقل ...اما رواياتها وكتبها فسأقرئهم واتواصل من خلالهم معها  "
ولفت نظره ..الاسطوانات فسألها :" وما هذه ؟!! "
ردت قائلة :"ُمسجل لمقطوعات عزفها بني "

*****

وبالفعل جلست الخالة مع الدكتور " ياسين "
وحكت له عن مناسبة كل صورة وماذا تحب
" ليان " ... وماذا تكره ..
أكلاتها المفضلة ..
دراستها ..
وحكت له عن الحادث الذي حدث
وأدي بها الي حالتها التي هي عليها
الآن .


*********


كانت تسير في ظلمتها
وتتخبط في طريقها ...وفجأة
سمعت هاتف يتحدث .... رجل !
هناك رجل يتحدث .. !
التفتت يميناً ويساراً ولم تجد احد
هل لأنها في الظلام لا تراه ؟
ام هو غير موجود ؟! 
ظلت تنادي ...
يا هذا !  اين انت !
ولكنه لم يسمعها
ولكنه يتحدث اليها
يعرف اسمها ..من هذا يا ترى ؟!
ظلت تستمع اليه وهو يحكي
******

غادرت الخالة مع زوجها وظل الدكتور " ياسين "
مع الفتاه المريضة اخذ بعض حاجيتها بيده
وكانت عباره عن صور لها واخذ احد الكراسي الموضوع بالغرفة
ووضعه  بجوار السرير باتجاه رأسها
لكي تسمعه جيداً في نومها الذي طال
وبدأ حديثه معها قائلاً بهدوء...
: " هاااي ( ليان ) كيف حالك ؟! طالت غيبتك ليان
ألن تعودي ؟"

*****

ظل ينظر للصور في يده
وينظر لها في الفراش
يعترف لنفسه انها جميله
ولكن غيبوبتها أخذت من
جمالها الفاتن ...فوجهها شاحب
كالموتى ..
اكمل قائلاً بصوت مبتسم..
: " حسناً " ليان " ..
هل لي ان اعترف لكِ بشيء ؟ ا تعلمين أنك بالفعل جميلة ؟!
اعلم انك لو مستيقظة لخجلتي الآن وتلون خديك بحمرة الخجل
أتدرين ... أتمنى ان نصبح أصدقاء
فأنا ليس لدي أصدقاء حتى فتاتي ...تركتني
سأحكي لك فيما بعد عما حدث بيننا
أما الآن فسأتركك لترتاحي وسآتي إليك مساءاً... "
وبالفعل تركها مع وعد اللقاء مساءاً...
*****

أحبني ملاك.. إعادة نشر 🍒✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن