الفصل الثامن والأخير 🍒✨

42 10 2
                                    

الفصل الثامن

********

بعد إخباره لأهلها
حضروا ... وكانوا سعداء للغاية
ولكنه طلب منهم عدم التحدث او مجرد التلميح
بالحادثة ... وبالفعل تفهموا الامر
...
ترك أهلها معها وخرج هو لإنهاء بعض الاعمال الخاصة به ..
وما كان هذا سوى حجه لتركها مع أهلها
حتى تألف وجودهم بعد غيابها ..
جلس بمكتبه وهو يتذكر
عندما استعان به الدكتور " أنيس "
طبيب نفسي وهو يطلب منه التفرغ للحالة
وعندما حاول الرفض قال له الدكتور " أنيس "
أن رسالة الدكتوراه الخاصة به
تناقش هذه الحالات ..وأنه أفضل من سيقوم
بهذه المهمة ... وبالفعل عندما قرأ ملف حالتها
وجدها فتاه في الثالثة والعشرين
تخرجت من كلية التربية الموسيقية
تعزف الموسيقى من صغرها
.......
كانت في رحله مع والديها وأثناء
رجوعهم فقد والدها السيطرة على
مقود السيارة ... مما جعلها تنحرف عن مسارها
وأثناء حركة السيارة العنيفة على
الطريق ...انقلبت السيارة وفي إحدى اللحظات
كانت " ليان " خارج السيارة ملقاه على الأرض
تنظر للسيارة التي تستمر بالانقلاب في ذهول
وصراخ منها لبقاء والديها في السيارة .. ظلت هكذا حتي استقرت
السيارة على جنبها ومشتعلة من الاسفل ظلت تصرخ حتي فقدت وعيها
وظلت فاقده وعيها حتى استفاقت
منذ ساعات .. شرد بها ...وبسعادته التي لا توصف
منذ رجوعها لوعيها حدث نفسه ...كيف كانت جميلة
حتي وهي نائمة ذكرّته بأسطورة الأميرة النائمة
ابتسم لما آل اليه خياله ولكنه بالفعل يجدها جميلة ..
فاتنة .. أميرة بالفعل ذات عيون بلون السماء
وشعرها كما الليل وملامحها .. سبحان الله
مرسومة بإبداع الخالق ذات بشرة بيضاء
وجسمها نحيل ... بالفعل نحيلة
ولكنها بصورها رشيقة
فبالتأكيد نحولها هذا بسبب مرضها
والغيبوبة التي كانت مستسلمة لها
فكانت تتغذي على المحاليل
المغذية لها
...
فاق من شروده بها
وجد نفسه يريد وبشدة رؤيتها
ولم يتوانى لحظة استقام من كرسي مكتبه
وذهب اليها .. وجد أهلها مازالوا موجودين
استأذنهم الرحيل .. لمتابعة راحتها
وبالفعل غادر الأهل وبقي معها ...يريد أن يستمتع بوجودها
مستيقظة .. جلس بجوارها كما تعود
وظل ينظر لها ... يمتع نظره بوجودها
وهي بدورها كانت تنظر له تشرد في ملامحة الوسيمة
كان وسيم بالفعل شردت عينيها علي ملامحة
تستكشفها أكثر فكان يبدو أنه في السابع أو الثامن
والعشرين من عمره وسيم ..ذو ملامح رجولية ... أسمر البشرى
والشعر ... وعينيه كانت بلون الشوكولا
ستعشق الشوكولا من الآن حدثت نفسها بهذا
وخجلت من نفسها ومن تفكيرها فخفضت نظرها
للأسفل في خجل مبتسمه وهي تعض على
شفتها السفلى فنظر لها وقال مستفهماً ...
" ماذا ؟!! "
" ما بكِ ؟!! "
لم ترفع نظرها
وقالت مبتسمه... " لا شيء "
ابتسم لها بتسلية فهو أدرك شرودها في ملامحه
فقال بعبث.....
" أنا الطبيب الخاص بكِ " ليان " "
" ومن المفروض أن أعرف كل ما تفكري به
لذلك أخبريني .. بماذا كنتِ تفكرين ؟!! .. "
نظرت له وهربت من الإجابة
ولكنها ردت بشيء آخر

" أين كنت ؟!! "
نظر لها وعلم أنها تهرب .. لذلك أحترم
صمتها  ..فقال: "كنت بمكتبي ... كان لدي بعض الأعمال "
فقالت: " وانتهيت منها ؟ ! "
قال بهدوء..
" نعم "
فقالت بلهفه: " إذن ستجلس معي ؟!! .. "
قال بسعادة ...
" أتريدين هذا ؟!! "
لم ترد واكتفت بإيماءة رأسها صعوداً
ونزولاً بمعنى " نعم "
......
وبالفعل جلسوا سوياً ... يحكون عن كل شيء وأي شيء
وظلوا هكذا لمدة شهر تقربوا من بعضهم كثيراً
حتى أصبحوا يتعاملوا مع بعض كأنهم أصدقاء
بل أكثر في الحقيقة
ولكن لم يكن لدي أي منهم شرف المبادرة
..
وبالرغم من هذا كان " ياسين " قد حزم أمره
تجاه مشاعره لها
علم انها تمثل له واقع يريد ان يعيشه
حب افتقده ويرغب في الحصول عليه
دفء سيسعي ليملأ به حياته ولكنه قرر الانتظار قليلاً
حتي يجتازوا المرحلة الأخيرة من علاجها ...فهي مازالت في حالة
نكران لما حدث لذلك طوال هذه الفترة كان ينتظر أن تبادر
هي بالسؤال عن والديها ولكن هذا لم يحدث
لذلك قرر السكوت لحين تتحدث هي
وحين وجد أنها لم تسأل بالفعل فهذا أكيد من غير الطبيعي
ولذلك قرر هو مواجهتها بما حدث بالرغم أنه يتوقع انهيارها
ولكن التأخير أكثر من ذلك سيصعب الامور أكثر
لذلك حسم أمره وقرر التحدث اليها ...
ذهب الي غرفتها في صباح أحد الايام
وطرق علي الباب ودخل
قائلاً: " صباح الخير يا فاتنة .. "
خجلت من لفظه الذي اعتاد أن يناديها به
وردت ..
" صباح الخير ... "
قال وهو مازال واقفاً بجوار سريرها
" هل تسمحين لي بالجلوس ؟ "
نظرت له مبتسمة وقالت :
" ومنذ متى تستأذن الجلوس معي ؟!! "
قال وهو يبادلها الابتسام:" اليوم غير ..فأنا اريد إذنك للجلوس لأني أريد إذنك بالحديث في بعض الأمور الهامة "
شحب وجهها ولكنها قالت :" أي أمور هذه؟  .. "
أحس بخوفها ولكن عليه حسم الأمر .. فقال: " سأتحدث عندما أجلس
.. هااا .. أجلس أم أغادر ؟ "
قالت بدون تردد ...
" لالا تغادر .. اجلس من فضلك .. "
جلس علي الكرسي بجوار السرير وقال بهدوء ....
" " ليان " في البداية أريد أن تسمعيني للنهاية
ولا تتحدثي بأي شيء لحين أنتهي أنا اتفقنا .. ؟ "
نظرت له ولم ترد فقط إيماءة خائفة صدرت منها
فأكمل مسترسلاً بهدوء: " حسناً... في البداية
هل تعرفي كيف جئتِ هنا ؟؟؟ "
هزت رأسها بالنفي ..
يعلم انها خائفة وأنها ستنهار ولكن ما باليد حيلة ..
أكمل قائلاً :" من جاء بك للمشفى ... الإسعاف حين
وجدك أحد السائقين علي الطريق الذي كنتم عليه .. "
راقبها وهي تستمع إليه , رآها تغمض عينيها في ألم ولم تتحدث كما
طلب منها فقال آمراً  ...
" " ليان " أفتحي عينيك و واجهيني "
فتحت عينيها ... ورأي بهم
ألم وحزن وهروب أيضاً
فأكمل قائلاً..
" عندما أتيتِ إلى المشفى كنت بحالة صدمة ...
بجسمك العديد من الكدمات والخدوش وكان هناك كسر بذراعك اليمنى ولكن كل هذا انا أعتبره هين في مقابل هروبك من الواقع .. سكت ونظر لها .."
نظرت له في تساؤل فأكمل  ..
" نعم " ليان " ... أنتِ كنتِ في حال
في حالة صدمة ...وحالة هروب من الواقع ,رؤيتك للحادث جعلك لا تريدين الواقع بدونهم "
سمع همسها وهي تقول
:" يكفي   ياسين   "
ولكنه لم يعيرها اهتمام وأكمل قائلاً : " من الواضح ان أثناء انقلاب السيارة
أنتِ ُقذفتي منها  وحين رأيتِ استمرار انقلابها واشتعال
النار بها ... كنتِ حينها بدأت قواكِ في
الانهيار ... حتى فقدتِ الوعي ,  جئتِ إلى هنا وتم تعافيكِ من جروحكِ وكسوركِ
وكانت مؤشراتك الحيوية جميعها في تحسن ... وبالرغم من هذا
كنتِ ما زلتِ في حالة فقدان لوعيك  او بمصطلح آخر هروبك من الواقع "
" حالتك هذه كانت باختيارك "
...
كان يتكلم وهو متابع لانفعالاتها التي بدأت ُتنبء بالانهيار
ولكنه أكمل قائلاً  : " استغرقت بالغيبوبة ثلاثة شهور
وخلالها تم توصيلك بالمحاليل اللازمة لتغذيتك  وأيضاً تم إيصالك بجهاز القلب
حتي تكونين تحت الملاحظة الدقيقة وبالفعل كان جهاز القلب هذا
المؤشر الأول لمعرفتي بتواصلك معي حين إحتار الأطباء في أمرك
استدعاني طبيبك الدكتور " أنيس " فهو أستاذي وكان على علم
بموضوع مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بي
و التي كانت تناقش عدة حالات مثل حالتك هذه
وبالفعل بدأت تنفيذ ما تعلمت معك وحمداً لله انها أعطتني نتيجة "
....
سكت وهو ينظر اليها يرى دموعها
تجري مدراراً  ولكنها هادئة ... !!
تعجب ...هو توقع انهياراً
لذلك أقترب منها  وقال  ..
" " ليان " هل أنتِ بخير ؟! .. "
نظرت له في ألم ولم ترد ... فقط
التفتت للناحية الأخرى وتمددت علي السرير
وهي تبكي وقالت :" أريد أن أبقي لوحدي "
ولكنه لا يريد تركها بمفردها ... يريد
معرفة ماذا يجري معها..

" لكن " ليان " .. !! "
قطعت باقي كلامه حين تحدثت

" أرجوك اريد البقاء بمفردي "
....
قام من مكانه وأقترب منها
وقال متفهماً لحالتها...
" سأتركك بمفردك " ليان " ولكن ليس لوقت طويل "
" سآتي اليك بعد قليل .. او حتى تهدئي  وأريد أن أخبرك أني أكثر من سعيد
لوجودك هنا ... أمام عيني وأستطيع التحدث إليكِ  "
واستقام في وقفته وخرج من غرفتها ...
خرج ولم يعي للنحيب الذي ألمّ بها .
....
ظلت تبكي وتبكي ...
تبكي والديها اللذان فارقوها
بل فارقوا الدنيا ... تركوها بمفردها
تبكيهم ... وهي في أشد الحاجه اليهم
تبكيهم ... وكيف الحياة بدونهم
تبكيهم وتبكي حالها تبكي لأنها حالة ... !
مجرد حالة في قائمة الطبيب المبجل
...
ظلت تهذي مع حالها .. حتى سمعت
طرقات علي الباب ... سمحت لمن كان
بالدخول ... الطارق الذي لم يكن سوي
الدكتور " ياسين "
الذي دخل اليها ووجدها على وضعها
ولم تتعب حالها وتلتفت اليه
سألها
" هل أنتِ بخير " ليان " ؟؟! "
أكتفت بقول :
" نعم ... بخير ... شكراً لك "
علم انها لا تريد ان تتحدث احترم رغبتها وغادر
ولكنه بين الوقت والآخر كان يأتي ليطمئن عليها
حتي في هذه الليلة قرر البيات بالمشفى لم يستطع
المغادرة ... تحسباً لأي رد فعل لها
فآثر البقاء .. حتى يكون بجوارها
.....
ولكنها ظلت تتهرب من الكلام معه
بكل الأشكال ... فتارة تتحجج بأنها متعبة
وتارة تريد ان تنام ... وتارة أخرى
تريد العزف وكثرت حججها حتى تعدت
لحظات الهروب لأيام ... عشرة أيام
يأكله القلق عليها  ولا يريد أن يحاصرها ... يريدها راغبة
في الحديث  ولكن المدة طالت ... وهو في قلق بالغ
ففي أحد الايام ذهب لغرفتها
وطرق الباب ودخل حين سمح إذنها بالدخول
وجدها واقفه بالقرب من النافذة ....
اقترب هو وقال بحنان....
" " ليان " هل أنتِ بخير ؟!  "
نظرت له وقالت بقوة...
" نعم دكتور .. انا بأفضل حال
البركة في الله ثم حضرتك "
وسكتت ... ولكنه لم يرتاح لنبرة صوتها
وطريقة حديثها ...فهذه اول مرة تتحدث معه بهذه اللهجة الرسمية
سكت ينظر لها وقال
" حسناً " ليان " انا اريدك دائماً بأفضل حال
ولكني بالفعل أريد أن أعرف ماذا بكِ
رد فعلك غريب ..توقعتك تنهارين ولكن "
قاطعته قائلة
" لكن ماذا دكتور؟؟!!! ...ظننت انك فشلت مع حالتك
اطمئن ... انت نجحت نجاح باهر "
صُدم من العدائية في صوتها
فقال متسائلاً: " ما الذي تقولينه " ليان " ؟! "
التفتت له في حدة وقالت ...
" ماذا أقول ! انا لم أقل شيئاً ... اطمئن, انا بخير وافضل حال ايضاً ..
وايضاً بما إني بخير ... أريد الخروج من هنا "
....
هو تقريباً فقد القدرة علي التفكير والكلام
كلٌ على حد سواء
نظر لها وهو يقترب منها أكثر إلى
أن وقف بجوارها .. يستمتع بحضورها
قال بصوت غلبه الشوق لها..
" " ليان " ... سأخبرك بشيء ..وأتمنى التفكير به جيداً "
لم تعير لحديثه اهتمام ولم تلتفت اليه
ولكن هذا كان ظاهرياً
أما داخلها فكانت تغلي ... تريد أن تتهجم عليه
تضربه ممكن .. او حتى تغرس أظافرها
في بشرته الجميلة هذه ..أو تفقأ عينيه
الساحرة هذه حتي لا يرى غيرها
ولذلك كتفت ذراعيها خوفاً من تنفيذ ما فكرت به
ووقفت تستمع له في سكون
فقال :" منذ زمن وأنا بمفردي ...بين عملي ودراستي
لم يكن لدي أصدقاء , لم يكن هناك من يهتم لأمري .. أو أهتم لأمره
حتي ُكلفت بحالتك ...كنتِ لي .. حالة لا انكر هذا ولكن ... أنتِ أصبحي لي كالإدمان ليان ,
كان يومي أقضيه بجوارك .. وسط كتبك التي كانت لي كالمغامرة ... وسط موسيقاكِ التي
أدمنت الاستماع إليها  بين يوم وليلة ... كنتِ كل شيء , كل شيء يبدأ بكِ وينتهي بكِ "
" تسربت ليومي .. لحياتي "
" تسربت لفكري واحساسي ..
لأوردة دمي .. تسربت لقلبي  ... "
...
التفتت له .. كانت عيناه مليئة بالحب
وعينيها مليئة بالفرح والصدمة
ولكنه أكمل قائلاً :" نعم " ليان " انتِ أصبحتِ في حياتي
كل شيء... بل أنتِ أصبحتِ حياتي "
....
سكت ولم ينتظر .. قرر المغادرة
وترك المساحة الكافية لها
وتحرك باتجاه باب الغرفة
ولكنه وقف عندما سمع همسها
كأنه كان ينتظرها
همست باسمه ..
" ياسين "
وقف ولم يلتفت لها
أحس بها تتحرك باتجاهه وقفت بجوار كتفه ورفعت يدها تريد
لمسه ولكنها لم تجرؤ ..أخفضت يدها وقالت
: " ياسين   أرجوك لا تغادر .."
التفت لها ووجدها تنظر للأسفل وتبكي ... أوجعه قلبه عليها
ولكنه لا يريد أن يفرض نفسه عليها , تماسك ... في حين أكملت هي
قائلة :" لا تتركني بمفردي ... أنت أيضاً أصبحت لي كل شيء..
لم يعد لدي أحد,  سأخبرك بسر ..."
جذبت انتباهه فتحرك بها ..
يمسكها من مرفقها الي ان أجلسها
على كنبة بجوار النافذة جلسوا بجوار بعضهم ووجوههم متقابلة
فأكملت قائلة..
" عندما استيقظت من غيبوبتي .. تذكرت كل شيء
وكنت كل ليلة أبكيهم ... ولكني كنت أشعر بالأمان
يملئني لمجرد وجودك بجانبي ,  لم أكن أريد التحدث عن الحادث .. لألم الذكرى
وكنت دائماً أري الحادث كأنه مجسد أمامي , كنت أرتعب وانا بمفردي .. وكان هذا الخوف
والرعب يزولان بمجرد سماع صوتك قبل رؤيتك .."
".. فدائماً كان صوتك مصدر الطمأنينة بالنسبة لي .. أثناء غيبوبتي قبل أن أسمع صوتك ..
كنت أحس بالخواء بداخلي ومن حولي .. وكان صوتك
لي هو مصدر النور في ظلمتي لدرجة أني تخيلت أنك ملاك ..وانا ميتة .. "
" وكنت دائماً أناديك " ملاكي " "
نظر لها باستغراب وهو يتذكر همسها
عندما استيقظت من غيبوبتها
وقالت " انا هنا ملاكي "
همس يعيد الكلمة عليها ..وكأنه يستفسر منها

"" ملاكي.... ؟!!! ""
قالت بحب خالص :
" نعم " ياسين " كنت ملاكي .. ملاكي الحارس ... الذي طرق كل نواقيس
الحياة بداخلي ,  كنت ملاكي الذي أسرني بصوته قبل رؤيته
كنت لي النور الذي أضاء عتمتي , ولا أعرف ماذا كان سيحل بي اذا لم تكن موجود  "
.... سكتت لبرهه وأكملت بعشق..
" ياسين انا لا أريد الحياه بدونك .. أريدك بجواري
معي في كل مستقبلي القادم "
" أرجوك لا تتركني"
مع رجائها الأخير ..
قام من جوارها ..والتف حولها واجهها
وجلس بركبتيه علي الأرض أمامها مبتسماً ... قائلاً
: " لم أكن أعلم أني من أكثر الناس حظاً
علي وجه الأرض .. "
نظرت له بتساؤل .. فأكمل موضحاً ..
: " نعم ... كم انا محظوظ ..بعملي على حالتك
محظوظ بكونك انتِ الحالة , محظوظ بوجودك ... محظوظ بكِ انتِ ..."
" ليان " ؟
نظرت له .. وأكمل هو
" أتقبلين الزواج بي ؟  "
نظرت له في صدمة ... ولكنها سعيدة
وأكمل هو 
" تزوجيني " ليان " فأنا أحبك "
" ولا أتخيل حياتي بدونك
وأيضاً لن أكون مطمئناً بوجودك بمفردك عند
مغادرتك للمشفى .. وأريدك انتِ بداخل حياتي بأسرع وقت "
" ماذا قلتِ حبيبتي ؟!! "
مع كلمته الأخيرة ابتسمت
ابتسامة واسعه ساحرة
وعينيها مليئة بدموع الفرح
وأومأت برأسها بمعني " نعم "
أبتسم " ياسين بدوره وقال مبتهجاً غير مصدق ان أميرته
ستكون له :"  حسناً .. سأكتب لك علي خروج غداً
وبعد أسبوع ... ستكون خطبتنا وسأتكلم مع خالتك وزوجها .. وسنجعلها عقد قران
بدل الخطوبة .. فأنا أريدك زوجتي بعد أسبوع مع أني أريدك زوجتي الآن ..
ولكني سأنتظر حبيبتي "
.....
وبالفعل خرجت ليان من المشفى
ونفذ الطبيب الوسيم كلامه ..
وطلب يدها من أهلها وتم عقد القرآن بعد أسبوع
كما أتفق معها  وفي الأسبوع الثاني
كان الزفاف
****
في الزفاف
....
اقترحوا علي بعض أن يكون الزواج بأحد
النوادي الرياضية .. فكرة مجنونة
وأحبوا تنفيذها
وبالفعل ... على أحد المساحات الخضراء بأحد النوادي
كان المكان مزين بالورود
والطاولات مزينه بأقمشة باللون الوردي
والمكان حولهم مليء بالأشجار الخضراء
الجميلة ... فكان الاحتفال بسيط في ترتيباته
ولكنه رائع في جماله
.....
وقف ينتظر قدومها مع زوج خالتها
وما هي الا لحظات حتي
ظهرت ..
أميرته النائمة .. بفستانها الرائع
الذي يشبه فساتين الأميرات
مع ظهورها .. صدح صوت
" ماجدة الرومي "  في الخلفية
وهي تغني ...

ِطليِّ بالأبيض طليِّ
يا زهره نيسان
ِطليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريان

ِطليِّ بالأبيض طليِّ
يا زهره نيسان
ِطليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريان

واميرك ماسك ايديكِ
وقلوب الكل حواليكِ
والحب يشتي عليكِ
ورد وبيلسان

كان يراقصها على أنغام الأغنية الرائعة
و يديه ملتفه ممسكه بخصرها
أما هي فكانت رافعه أحدى يديها على
كتف .. واليد الأخرى ...كانت كفها
مفروده فوق قلبه تستمتع بدقاته التي تهدر بحبها
قربها منه قائلاً   بعبث واضح..
" أكنت ملاكك اذاً ؟ "
نظرت له بكل حب وعشق لهذا الشاب الوسيم
وقالت بعشق اذابها...
" كنت وستكون دوماً ملاكي  "
....
قال لها وهو يمد يده يمسك
ذقنها بأطراف أصابعه
" وانتِ دوماً أميرتي ومليكتي "
أحبك " ليان "
قال كلمته وهو يميل امام شفتيها
يقبلها بكل رقه .. فها هي فتاته
بل أميرته .. أصبحت له
وإلى الابد
******


تمت بحمد الله
23/3/2017

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 30 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحبني ملاك.. إعادة نشر 🍒✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن