الفصل الخامس ✨🍒

29 8 0
                                    

الفصل الخامس


*****
حينما عاد مع الطبيب .. كانت جالسه في
ظلامها تنتظره ... جاء وبعد دقائق غادر من كان معه
أحست بقربه منها يخبرها انه سعيد
لوجودها ..وسعيد أنها أدركت وجوده
وبدأ يقرأ في روايتها المفضلة
حتى وصل لحوار بين ' جمان ' و ' عزيز '
انتهي من هذا الحوار ... وسمعته يقول
انه يشفق على ' جمانة ' لحبها لرجلها
الذي لا يستحق هذا الحب
كان يظهر من صوته انه لا يريد تكملة القراءة
سمعته يطلب منها ان يتحدث معها عن نفسه
فقالت ِلطيفه  مرحبة :" سأكون أكثر من سعيدة لمجرد سماعك..."
" فقط تحدث فيما تريد ..وانا سأستمع .."
سمعته يتحدث عن طفولته
وكم عاني حرمان من والديه ..ولكنه كان محظوظ
بوجود جدته .. وحكي عن دراسته وفقدانه لجدته
فقالت ِلطيفه بمواساة حزينة لما لاقاه بحياته..
" يا الله يا ملاكي !!! ... كم تألمت ...أدرك
الآن لما صوتك حزين .. "
" أنا أتألم من أجلك ملاكي .. وأحس بقبضة تعتصر
قلبي لمعرفتي انك مررت بكل هذا .. "
....
سكتت ولم تدرك انها تذرف دمعاً حزناً
وتأثراً به ..
سكتت وهو يستأنف كلامه
فقالت : " اذاً انت طبيب .. تستحق كلمة
ملاك بالفعل .."
سكتت تستمع له وهو يخبرها عن فتاته
وهي تشعر بالغيرة او الغباء لما تشعر به
من ناحية هذه الفتاه التي عذبته بهذا الشكل
وقالت ِلطيفه بفخر.. :" لا تحزن ملاكي .. انها لا تستحقك
لا تقدرك ..وعملك الذي لا يعجبها ..عمل شريف .. تعبت وتعبت حتي تكون طبيب
وها أنت طبيب "..
حين قالت
كلمتها الاخيرة ...كان هو يقول في نفس اللحظة
" وها أنا امامك الآن .. طبيب "
...
سمعته وهو يقترب منها
يخبرها ان الوقت تأخر
وسيغادر ... ولكنه عندما أقترب منها
أحس بدموعها التي لم تقدر على رفع يدها
ومسحها ولكنها أحست به وبلمسته على خدها
يمسح دموعها بكل عطف
" حنون انت يا ملاكي "
حدثت طيفه بهذا ..
واخبرها انه سعيد لأنها حزينة من اجله ..
فقالت لطيفه
" لا أعلم لماذا ملاكي ... ولكني سعيدة بوجودك
بجواري "...
" ولا أعلم ايضا ..لما انا منجذبه اليك هكذا .. فقط كم أود
رؤياك .. "
وعندما كانت تحدث طيفه
انها تريد رؤياه .. كان هو يخبرها
أنه يريدها أن تفتح عينيها ليراها
...
وبعد وقت ليس بالكثير ... كان يخبرها
أنه سيغادر ويأتي
في الصباح
*****



في الصباح .. قبل ان يذهب اليها
تحدث في الهاتف وأخبر أهلها أنها تفاعلت معه وأنها بخير
وبالفعل هناك تطور في حالتها النفسية حينها فرحت خالتها كثيراً وأخبرت
الطبيب انها تود المجيء والجلوس معها
منعها  وأخبرها انها بالفعل بخير ..ولا حاجة لوجودها هناك
اطمأنت الخالة كثيراً  وشكرت الطبيب على تعاونه وإصراره
ومثابرته حتي تتعافى ابنتهم
......
ذهب إلى غرفتها .. ودخل .. اقترب من سريرها ومال بوجهه
قائلاً مبتسماً براحه...
:" صباح الخير   ليان  اشتقت لك حقاً... أتدرين !, أشعر براحة غريبة بعد حديثي معك بالأمس ...حسناً .. اليوم سنكمل حديثنا ولكن سيكون
محور الحديث عنكِ ..  "
...
بالفعل بدأ يتكلم عن كل تفاصيل حياتها
التي أخبرته بها خالتها
: " ماذا تحب .. ماذا تكره ..حتى ذوقها في اللبس
وصفه لها من خلال صورها ..
كل شيء يعرفه عنها أخبرها به حتى انتصف النهار
أقترب من رأسها ومال اليها وقال متأثراً بوجده معها
ووجودها الغائب المهيمن..
: " أتدرين أنك تجذبين أي شخص اليكِ
" ليان " "
رفع رأسه مره اخرى وأكمل حديثه عنها
حتى حل المساء كان قد بدأ يقرأ لها
ولكنه أبدل الروايات ..واختار شيئاً آخر
فأختار " انتِ لي "
وفتح الرواية وبدأ القراءة
وكان يقرأ ويقرأ
ويعلق علي بعض المقتطفات
وينظر لها ويتحدث
وكأنها تستمع اليه وكأنه ينتظر منها المشاركة
حتي حل منتصف الليل وهو يقرأ
أدرك تأخر الوقت .. أقترب من رأسها
وقال مجهداً  :" حسناً يا صديقتي ... لقد تأخر الوقت
سأغادر الآن وسآتيكِ في الصباح ... "
وخرج من الغرفة تاركاً لها
تتخبط في محاولاتها للاقتراب من عالمه
******

عندما أتى في الصباح كانت تنتظره بشوق غريب
كانت تريد التواصل معه بأي شكل
تريده ان يسمعها ... ان تراه ولكنها لا تعرف كيف
حضر اليها و أحست به بجوارها يتحدث معها ...
واليوم احست براحة غريبة في صوته
وكأنه كان يحتاج للحديث
...
سمعته يتحدث عن كل شيء يخصها ... كل تفاصيلها
واحبت حديثه عنها
...
قرأ لها من رواية أخرى وكان يناقشها في تفاصيل
هذه الرواية وكانت ترد لطيفه
وتناقش طيفه أيضاً.... حتى تأخر الوقت
أحست باقترابه منها وهو يخبرها ان الوقت تأخر
وأنه سيغادر ويأتي في الصباح  استكانت في راحتها علي صوته
ولكنها ظلت تفكر وتفكر .. كيف
تتواصل مع عالمه ..كيف تجعله يراها
وهي ايضاً تريد ان تراه
ظلت على هذا التفكير إلى أن غلبها النوم
*****
ظلوا على هذا الوضع فتره
ليست بالقصيرة هو يحكي
وهي تسمع وفي غيبوبتها هي تحكي
وهو لا يسمع وكل نقطة التواصل بينهم
هو جهاز ضربات القلب الموصول بقلبها
الذي يدل على أنها تحيا
.....
في يوم من الايام وفي الصباح كالعادة
انتظرته وانتظرته ولكنه لم يأتي
لماذا؟! هل غادر ؟!
ألن يأتي مره أخرى ؟! لماذا لم يخبرني أنه سيتخلى عني ؟!
كان معي بالأمس ولم يقل شيئاً حدثت نفسها في ظلمتها بكل هذا
بل قالت اكتر من هذا
" تركني ...تخلي عني ... سيغادرني هو ايضاً
بعد ما اصبح  النور الوحيد في ظلمتي ... تركني
انا لا اريد ان اعيش "
ظلت تهذي وتهذي ... حتى جاء
الليل ... كانت كل هذه الانفعالات أودت
بهدوئها .. ولذلك عند منتصف الليل
حصل ما لم يخطر على بال احد
...
"" توقف قلبها ""
وحدث هرج ومرج بالمشفى
ويصنعون لها صدمات كهربائية ... ولكن بدون فائدة
....
عند تطور حالة انهيارها الصحي
اتصل الطبيب المتابع لحالتها ب
الدكتور " ياسين " ...
الذي حضر من فوره
دخل إلى غرفتها التي كانت تعج
بأناس يرتدون الزي الابيض وكان هو أيضاً في حالة يرثي لها
حين رآه طبيبها قائلاً براحه... يحمد الله على مجيئه..
" دكتور " ياسين " ..حمداً لله على مجيئك "
" قلبها يتوقف ونقوم بعمل جلسات كهربائية ..
يعود للحياة ويتوقف مره اخرى  "
صُدم " ياسين "
وقال في ذهول: " لماذااا ؟!  كانت بخير ..هل حدث شيء ؟ "

أحبني ملاك.. إعادة نشر 🍒✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن