التقوا بعدَ سنتين من فراقهما
نظرَ إلى عينيها فقال لها:
تعبتُ كثيرا بغيابكِ حاولتُ أن انساكِ ولم استطيع..
أردتُ أن اخرج من ذكرياتكِ رجل بلا ذاكرة لم أستطع
حاولتُ كثيراً ولكن لم أنجح..
عاشرتُ بعدكِ الكثير من النساء لكن ولا واحدة منهن استطاعت أن تأخذ قلبي..
كان قلبي لكِ دائماً.. كنتِ مختلفة جداً
لدرجة أني احتاجك حتى في الهواء الذي استنشقه
تضحكين، تركضين، ترقصين فانسى غربتي
كيف أتكلم؟ وأنتِ لغتي وماذا افعل وأنتِ كل أشيائي
تعبتُ من كل شيء وتعب كل شيء مني ومعي..
شعوري من دونكِ مفرط جداً.. اعتذر منكِ على كل شيء سببتهُ لكِ عن الألم عن الحزن الذي في قلبكِ.. الآن كل ما ارغب بهِ هو انتِ..ردت عليه قائلة:
بعد أن غابت كثيراً في كلامه
واصبحت حائرة ما بين قلب يريد وعقل يرفضُ
مابين كبريائها ورغبتها وكرامتها وحبها له
هذا الحب الذي جعلها لا ترفض لهُ طلباً..
قالت:
قبل سنتين... ومنذ اليوم الأول على فراقنا أدركت أن كل مابيننا أنتهى ولم يعد موجوداً.. وأصبح رماداً
اليوم الأول على فراقنا غفوت وفي قلبي ألف غصة..
غفوت وعيناي ممتلئة بالدموع
انتضر منكَ رسالة اعتذار ولكنّي كنت انتضر عبثاً..
انتضرت يوماً بعد يوم على أمل أن تبعث لي رسالهً
وتخبرني انك اسف على كل شيء..
لم أكن أتوقع أن قلبي الذي اصبح ملاذك
"واعطيتك اياه ستعيده لي بهذا الشكل "
كنت مشوشة وقلقة دائماً..
كنت أدرك ما بيننا لم يعد لهُ وجودا
ولكنك كنت في داخلي دائماً..
أنا اسفة ايضاً.. لان "لم يعد هناك متسع في العمر"
لنكرر اخطاءنا ونؤذي أرواحنا..
احسست دائما في هذهِ الفترة (فترة غيابك) أن كل شيء ناقص..
منذ اليوم الأول على لقائنا رأيت في عينيك سعادتي..
فجازفت في الحب.. ولكن يحب أن اخبرك شيئاً.. تصور.. تعودت على الغياب.. تعودت أن استيقظ ولا أجد منك رسالة تخبرني بأنك اشتقت لي.. انت الذي تخليت عني في ذلك اليوم المشؤؤم..
فأنا آسفة.. لا استطيع تكرار الخطأ نفسه
وأعود اليك..
بعد غياب طويل
☆ ☆ ☆
قد جاء يشتكي من حنينه باحثاً عن حضني ليضمه
جاء مكسوراً، متعباً، باكياً
جاء يخبرني عن رحيله بأسف كبير
سيدي...
أين كنت حينما يسدل الليل بضلامه فلا اجدك..
أجد وحشتي
أين كنت حين الليل يفرشني وسادة للحزن
وهناك فقط كان ضلاً يرافق خيبتي
أين كنت حينما غرقت بدموعي وحيرتي
حينما كان يزورني طيفك في المنام
فاكره النوم
استيقظ مذعورة داعية الله ألا يصيبك بمكروه
أين كنت من كل هذا !
أرحل حيث جئت حلماً كنت أم حقيقة
أبواب القلب قد قفلت
والنوافذ منذ رحيلك تحولت إلى جدران
اعذر قلبي الذي اصبح أقوى بفضل خيبتك...
لن انفض ركام غبارك يوماً
فأرحل..
أنت تقرأ
هدوء
De Todo"هدوء" للكاتبة شروق سمير "- عندما تعصف بنا الحياة نحتاج إلى الهدوء". هذا الكتاب يتناول مواضيع تتعلق بالسلام الداخلي وكيفية مواجهة التحديات والضغوط في الحياة. كتاب "هدوء" هو مجموعة من النصوص الأدبية والخواطر التي تهدف إلى تهدئة النفس وإضفاء شع...