النهر الخالد

103 7 1
                                    

حكى (عاشق نورة) لـ (هنان) و (ضارم) ما حدث معه لحظة وصوله لأرض الفراعنة التي لم يزرها من قبل، ولم يكن يتقن اللغة التي يتحدث بها قاطنو تلك الأرض من أنس، أو من جن أو من شياطين. بمجرد وصوله إلى تلك الأرض بدأ عاشق نورة بالبحث عن أكبر تجمع للبشر هناك، وبعد بحث قصير رأى في الأفق المثلثات الحجرية الكبيرة التي سمع عنها من أجداده، والتي كانت مقابر الفراعين حكموا تلك الأرض عبر سنوات مضت حط (عاشق نورة) بالقرب من تلك الأهرامات الضخمة وتشكل بهيئة بشرية، كي يندمج مع الناس ولا يلاحظ أحد وجوده، لم يكن تشكله موفقاً لأنه تشكل بهيئة رجل بملابس عربية، ولم تكن تلك الهيئة مبعدة للشبهات عنه بل جذبت إليه الانتباه ودفعت بعض الناس للاقتراب منه ومحاولة الحديث معه.

أدرك (عاشق نورة) أن تشكله هذا سيسبب له المشاكل، لذا توارى عن الأنظار وتشكل كهيئة أحد الجوارح المألوفة في تلك الأنحاء... وهو الصقر، أمضى (عاشق نورة) بضعة أيام يحلق من مكان لآخر، وهو متشكل يراقب فيها الناس وحياتهم اليومية واكتشف أماكن تواجد كبار الكهنة بواسطة رصد تجمعات الشياطين التي كانت تتزاحم حولهم بين مسخر و خادم ... بعد فترة وجيزة من المراقبة حدد (عاشق نورة) مكان كبير الكهنة، وبدأ يراقبه لعدة أيام ومن وقت لأخر كان بعض الشياطين يحاول التواصل معه بلغتهم، لكنه لم يكن يرد عليهم ويكتفي بتجاهلهم وإكمال مراقبته، لم يدم تجاهل (عاشق نورة) لتلك الشياطين طويلا حتى تحدث معه أحدهم بالعربية وقال له:

عصبة الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن