"أشباح الحياة"

50 5 0
                                    

"الأسرار تتغلغل في الظلام، كالأشواك التي تخفيها الورود."

"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


في صباح بارد من شتاء إيطاليا، بدا المطار هادئًا بشكل غير معتاد، كأن المدينة تحتفظ ببرودتها الصباحية لأولئك المنتظرين لرحلاتهم أو المستعجلين للانطلاق في رحلاتهم الخاصة.

تقدمت لارا نحو الموظفة، وهي تحمل بيدها جواز سفرها المزيف. كانت ترتدي فستانًا كلاسيكيًا أنيقًا بلون الكراميل مع معطف طويل فاخر، يعكس ذوقها الرفيع ويضفي عليها هالة من الفخامة التي جذبت انتباه كل من حولها، بما فيهم الموظفة التي تأملت لارا باستغراب. كان الجواز يعرّفها على أنها "ماريا مولان"، امرأة تبلغ من العمر اثنين وثلاثين عامًا، وتعمل في قطاع الصحة. تفاصيل لا تتطابق مع هذه الشابة الأنيقة في منتصف العشرينات.

نظرت الموظفة إلى لارا مجددًا، محاولة فهم التناقض، ثم جذبت انتباهها بحمحمة طفيفة. لارا، التي كانت منشغلة بمراقبة أندريه بينما يكافح مع حقائبه الثقيلة، التفتت نحو الموظفة، التي قالت لها بنبرة رسمية:

"سيدتي، لقد أكملنا إجراءات سفرك، طائرتك ستقلع بعد عشرين دقيقة."

ردت لارا بابتسامة مميزة: "

أنتظر زوجي، أيتها السيدة."

الفضول دفع الموظفة للتساؤل، وبصوت خفيض قالت:

"إذا سمحتِ بسؤال... تبدين أصغر بكثير مما هو مكتوب في الجواز، هل هذا طبيعي؟"

قهقهت لارا بنعومة، ثم أشارت بإصبعها نحو أندريه، الذي كان يرتدي بدلة رسمية داكنة، مع لمسات من الإكسسوارات الجلدية كالمحامين الجادين، وقالت:

"يحدث هذا عندما تعرفين كيف تعتنين بنفسك، وتختارين الزوج المثالي."

أخذت أوراقها من طاولة الموظفة، وتوجهت إلى منطقة الانتظار، حيث التفتت لترى أندريه، الذي أنهى إجراءاته أخيرًا. تبادل الاثنان النظرات، قبل أن تقف لارا عند نداء الطائرة الأخير وتتوجه نحوه.

غموض الوريثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن