"ميلاد في قلب العتمة"

61 4 1
                                    

"عندما يبتلع الانتقام ما تبقى من قلوبنا، نكتشف أننا نعيش في ظلام صنعناه بأيدينا، حتى الحب يصبح سلاحاً في أيدينا لا ملاذاً."

تأملت لارا مشهد عائلتها الكبير وقد بدأ الجميع بالتفرق إلى سياراتهم بعد مراسم تأبين لورين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تأملت لارا مشهد عائلتها الكبير وقد بدأ الجميع بالتفرق إلى سياراتهم بعد مراسم تأبين لورين. رمقت بعينها زوجة عمها المنهارة بالبكاء على فقدان ابنتها. حاولت كبت شعور الغضب الذي يغلي في صدرها، لكن أعصابها لم تتحمل. أسرعت باتجاهها وكأنها تستعد لتفجر في وجهها، ولكن يد قوية أطبقت على فمها فجأة. نظرت خلفها بتعجب… بالطبع، إنه أندريه نفسه.

"ما الذي تفعله هنا؟ هذا ليس مكانك! هل تعاني فقرا في الادرينالين اليوم ؟"

ابتسم أندريه بغموض، وكأنما يعبث بقوانين لم تُكتب، وبدون أن يأخذ خطوات للوراء، أجاب بمزاح:
"فلنفترض أنني أحتاج لجرعة من الأدرينالين."

همست لارا بالقرب من أذنه، وعيناها تتلألأ بوميض التحدي:

"حسنًا، ستنال جرعة ستجعلك تتمنى لو لم تبحث عنها."

وبعد لحظات فقط، صرخت بأعلى صوتها:

"أي شخص يتحرك من مكانه هو وغد ميت!"

ومن دون تردد، سحبت خنجرها في يد، ومسدسها في اليد الأخرى، واندفعت نحو أندريه الذي صد هجومها ببراعة مماثلة، وبل وبدأ بمهاجمتها هو أيضًا.

أحد الحراس، تحت تأثير المفاجأة، تحرك نحوهما محاولًا التدخل، فما كان من لارا إلا أن غرست خنجرها في حلقه بحركة خاطفة لم تنقصها الشراسة. وفي حين انشغل الجميع بالتحديق المصدوم، استمر الاشتباك الفردي بين زعيمَي العشيرتين الأكثر خطورة في إيطاليا.

فيليب كان مذهولاً من سرعة حركتيهما حتى أنه ظن للحظة أنهما يختفيان ويعودان للظهور. أما جدها فيليكس فقد ظل يشاهد في صمت مصدوم، وقد أدرك للمرة الأولى أن حفيدته تستطيع مقارعة أندريه بتلك المهارة الفائقة.

وما هي إلا لحظات، حتى نجحت لارا في تثبيت أندريه على الأرض، شهق الجميع من هول المفاجأة، لكن المفارقة الأكبر كانت عندما جلس الاثنان جنبًا إلى جنب، يضحكان بهستيرية وكأنهما مجرد صديقين بعد مبارزة ودية.

غموض الوريثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن