ليس لدي طاقة لأشرح له تعاليم ديني فاكتفيت بكذبة أشعر بالبرد ، في الواقع أنا حقا أشعر بالبرد ...
أوقفَ السيارة و قام بنزع سترته و ناولني إياها فسترت بها ما أستطيع من جسدي ... أنا مرهقة ، أشعر بالنعاس ، سأنام قليلا ...همم صوت زقزقة العصافير ، أين أنا ؟! ... فتحت عيني فإذا بي أراني مستلقية على الفراش ... أهذا مستشفى ؟ ماذا حصل ؟!
استدرت فوجدت رجلا جالس في الكرسي جنبي ، إنه نائم ! ... مهلا ، إنه الرجل من ليلة البارحة … لحظة واحدة
تفقدتُ قدمي اليسرى فوجدتُ رجلي محاطة بضمادات …
رأسي يؤلمني ... لقد جرت الكثير من الأحداث ، لا أصدق أنني لم أشعر بجرح قدمي ! في الواقع هذا ليس أمرا جديدا ...
التفتتُ إلى الرجل النائم ، أيجب أن أوقظه ؟ ... إنه نائم بهدوء ... لديه وجه طفولي ، لكن لا أزال أتذكر ملامحه الحادة ، أتساءل من هو ؟
أعلم أنه من المستحيل أن يكون السيد مونتشيلد لأن خالتي أخبرتني أنه رجل طاعن في العمر أظن أنه خادمه ، و أيضا ...- " أرى أنك استيقظتِ باكرا ! هذا جيد ! "
دخلت الممرضة إلى الغرفة و تمتمت بلغتها التي لا أفهمها ... لا أعلم ما يجب علي فعله فسأبتسم ...ألقيتُ بنظري على الرجل النائم فوجدته غارقا في نومه
- " كيف حال قدمك ؟ أتشعرين بألم ؟ "
- "عفوا ، إذا كنت تسألين عن قدمي فإني لا أشعر بالألم ، أشكرك "
- " ااه .. أرى أنك لست اسبانية ... إن حبيبك كان قلقا جدا عليك لدرجة أنه سهر كل الليل بجانبك رغم أني طمأنته إصابتك ليست بتلك الخطورة ..."
- " ... إنه ليس ..."
- " اااه سيدي لقد استيقطت ! حبيبتك استيقظت و هي بصحة جيدة ! "
- " إنه ليس حبيبي ! "
...عمَّ السكوت في المكان بعدما صرخت بغضب بتلك الجملة ,هي لا تعرف من نكون حتى و قامت بجمعنا ، هل الناس هنا متسرعون هكذا ؟!
جيد و الآن الجميع ينظرون إلي ... ااه لا أصدق هذا ,أشعر بالغرابة الآن ...- " أعتذر عن غضبي ، أشعر بالتعب الشديد أريد أن أغفو قليلا ... "
نعم فالنوم أفضل حل للتهرب من أزمة المواقف المحرجة ... سمعتُ الرجل يتكلم مع الممرضة بلغتهم , أردت أن أشكره على مساعدتي ... أتمنى أن أقابله بعد أن أستيقظ ...
____________________
- " هل مضى الكثير من الوقت منذ أن استيقظتْ ؟ "
- " أنا لا أظن ذلك لأنني دخلت هذه الغرفة منذ عدة دقائق فقط "
- " هكذا إذن ... شكرا على اعتنائك بها "
- " … هي ليست حبيبتك ؟ "
- " لا ..."
- " اووه حسنا أنا متأسفة على ذلك "
- " إنها خطيبتي ..."…
لقد نامت لمدة ثلاث ساعات بعدما استيقظتْ على التاسعة ! هل هي حقا بخير ؟ لم أتمكن حتى من رؤية وجهها و هي نائمة لأن طريقة نومها غريبة بعض الشيء ، إنها من النوع الذي يمسك الوسادة و يحضنها مغطية بها وجهها !! خفت أن تختنق فعدلت وجهها و لكنها عادت إلى وضعيتها بعد عدة ثوان ... غريبة !
إني الآن أنتظر الممرضة التي أيقظتها و طلبت مني الخروج لكي تغير لها ضماداتها ...
ها قد إنتهت ...
دخلتُ فوجدتها ملتحفة بالوشاح الذي اشتريته لها مع الملابس عندما كانت نائمة ، أظنها أحبته ...
وصف الطبيب لها مرهما تأخذه لمدة شهر ، كما يجب أن تغير الضمادات كل يوم ، و أن لا تمشي على قدمها إلى أن تتحسن .
سددتُ فاتورة العلاج و ساعدني الطاقم الطبي في نقلها إلى سيارتي ...- " … أأنت مرتاحة ؟ هل المقعد يزعجك ؟ "
- " إنه جيد ... "
أظنها منزعجة مني ، لم تنظر إلي منذ البارحة ... متأكد أنها قلقة لأنها لا تعرفني حتى ... سأتأكد من اخبارها عندما نصل …
____________________ماذا أفعل ؟؟ أريد أن أشكره و لكنني متوترة ! و لكن لماذا أنا متوترة أصلا ؟! اااه لقد وعدت نفسي أنني سأعتذر منه على ضربي له البارحة ، و أشكره على مساعدتي ... و لكن لا أعلم ... أنا لا أعرف ، أشعر بالخجل على ضربي له و صراخي عليه ، ثم خوفي من الدم و عناقه فجأة ! متأكدة أنه يظنني مجنونة الآن ... اوه لا أصدق هذا ...
لقد وصلنا و أوقف السيارة ... سيأتي الآن و يحملني مجددا ، أشعر أنني أميرة ضعيفة ... ماذا ، ليس هنااااك وقت لهذااا ، حسنا سأتكلم معه عندما يضعني ... نعم سأفعلها
…لم أفعلها .
كنت متوترة جدا ... لا أصدق أنني لم أقل له شيئا و تركته يغادر بعدما وضعني في فراشي و أخبر آنا أن تبقى بجانبي ... ، هل سألتقيه مجددا ؟
حمقاء لقد أضعت فرصا كثيرا ...
أنت تقرأ
غرباء القمر
Romanceبعدما توفي والديها في حادث سيارة ، تمت كفالة مُنتهى ذات ال16 عاما من قبل خالها الذي قام بتزوجيها لعائلة مونتشيلد بعدما كان مدينا لها ، فإلى جانب حزن فقدان والديها ، و خذلان أقاربها على مساعدتها ، تشق مون طريق مستقبلها وحيدة مع شخص مجهول الهوية .