الفصل الثالث

22 3 0
                                    

                      ________________

كانت ليلة خريفية هادئة ، قمر تحجبه الغيوم ، و أغصان تداعبها الرياح ، الخروج لبرهة من أجل استنشاق الهواء الليلي كانت فكرة لا بأس بها ، هذه الأمسية مرت بجو جميل ، صحيح علي أن أعود لإكمال مراجعة الملفات الباقية ... ظللت أتسائل طوال هذه المدة ، هل من اللائق لصاحب البيت أن لا يرحب بضيفه ؟ هل من الطبيعي أن أتجاهل وجودها كليا ؟ ... المخبول هو الوحيد الذي يرتكب مقثل هذا الجرم و يختبئ وراء أكاذيب الانشغال ...

- " سيدي ، ماذا تفعل هنا في هذا الوقت المتأخر ، الجو بارد ، عليك الدخول إلى المنزل قبل أن تصاب بنزلة برد "
- " هل نامت ؟ "
- " أتقصد الآنسة ؟ ، إنها في غرفتها حاليا "
- " و ماذا عن العشاء ؟ هل تناولته بالكامل ؟ "
- " ااه بخصوص العشاء ، لقد طلبت الآنسة من آنا أن تبعد الأطباق المطبوخة باللحم و الدجاج ، و أخبرتها أنها نباتية ."

إذن لم تتناول العشاء كاملا ، يا لي من فطن ، أهكذا ينبغي أن يتعامل الشخص مع ضيفه ؟ ، اااه مني ...

- " سأنهي مراجعة باقي الملفات و آخذ حماما قبل أن أخلد إلى النوم ، قم بتحضير الحم... "

!!!

لمحتُ القمر ، و لكن أين اختفت الغيوم التي كانت تحجبه ؟ ... شعر طويل منسدل ، عيون تبرق كبريق البرق في ليلة باردة ممطرة ... قمران في ليلة خريفية ، واحد غطته الغيوم ، و آخر حجب النجوم …

- "... سيدي ؟  "
- " … "
( ضجييييج) - " أأحضر الحمام ؟؟ "
- " ااه نعم ، انا قادم ... "
- " هاه ما هذا الضجيج ؟!! ... سيدي ! ... إلى أين أنت ذاهب ؟!! "

                      ________________

قلبي... قلبي ينبض و كأنني نجوت من حادث سيارة .... ضغطت على صدري بعدما لففت لفة راقصي الهيبهوب حول ستارة النافذة ، و نتيجة تعثري بها سقطت الستارة و فولاذها الذي يثبتها ، ااه حقا دائما ما تقع علي ستائر النوافذ ... ااه قدمي تؤلمني ، أظنني أصبتها يراودني الآن سؤال واحد ، من ذلك الشاب ؟ أهنالك ضيف آخر في هذا المنزل ؟ اووه لا إنهم سؤالين، لا أصدق أنه رآني بدون حجاب ، أتمنى أن لا يقابلني مرة أخر...

    ( فُتح الباب بقوة )
…..

ماااااهذاااا !!! ما الذي يفعله في غرفتييي ؟!! إنها غرفتيي صحييييح ؟؟ أقصد إنها غرفة السيد مونتشيلد ، المهمم كيف يتجرأ على الدخول دون طرق الباب حتى ! اااه حجابي ...
زحفتُ للسرير حتى ألتحف بالغطاء ... و لكنه أقبل نحوي دون تردد و أمسك بيدي
- " هل أنت بخير ؟؟ ألم يصبك مكروه ؟؟؟ "

سألني و هو لا يزال ممسكا بيدي ، أحلال علي قتله ؟ ... دفعته بعيدا ، و لكنه لم يتحرك و لو شبرا ، أهو صخرة ؟ ... و لكنه سألني باللغة الانجليزية

- " ابتعد عني ! "
- " سألتك هل أنت بخير ؟؟ "
- " نعم أنا بخير أخرج من هناا ! "

لا أصدق ! كيف تجرأ أن يصرخ علي ؟!! صحيح أنني دفعته و صرخت عليه أولا و لكنه من حقي الصراخ عليه ! ... شعرت بقبضة كفه تخف على يدي فاطمئن قلبي قليلا ... مهلاااا

- " ماذااا تفعلل !!! أتركنييي !! لاااا !! أنزلنيي !! ماا الذي تفعله يا هذاااا !!! "

لا إجابة ، أتمنى لو كان معي سيفا لكي أشقه إلى نصفين ، صرختُ بكامل قوتي بعدما حملني هذا الرجل الغريب بين يديه و كأنه يمسك صندوقا ، هل هو بكامل قواه العقلية ؟ ااه جيد لقد اكتملت روعة رحلتي بتعرضي لهجوم من مجنون ، يا ليتني نمت مباشرة بعد عودتي من العشاء .

غرباء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن