إحتواء

600 42 9
                                    


كان النوم يطرق بابي لكن الحماس يأبى فتحه
سهرانه لأن فكرة تكريمي بكرا تزرع فيني نشاط مفعم
كنت عند كلمتي لما رغبت بأني احقق إنجازات عدّه بحياتي، سويت بحث علمي و راق لدكتورتي مما دفعها لعرضه عند أشخاص ذوي مناصب و حصلت على دعوى تكريم ضخمه منهم برا الجامعه

تجهزت بشكل لائق حاولت بقدر المستطاع ان مظهري يكون رسمي حتى قاعده احفظ الملامح الي راح ارسمها على وجهي، قالت الدكتوره ان هناك راح تحصل بيني و بين الآخرين محادثات قد تكون مطوّله و اكثرها بتكون مع الرجال بعد
كانت تتوقع مني الحماس لكن خيّبت امالها كل الي ارغب فيه اني اخذ شهادتي و اروح الجامعه عشان أقعد مع اماني او بشكل آخر عشان تحتفل فيني




اجر اقدامي من بوابة الحفل اطلع منه بصعوبه تخلّصت من الدكتوره الي كانت تحاول تقديمي لعدّة اشخاص وأنا مو عادتي التملق كانوا يسألوني و اجاوب على قدّ السؤال البعض يرتسم على ملامحه الأنزعاج و البعض ما كان يهتم بتاتًا للطريقه الي اتحدث فيها
وصلت لزاويه منعزله تقريبًا عن الآخرين و من مسافه لابأس بها اشوف اماني تلوح لي بيدها بسعاده و اقدر اسمع صرخاتها المكتومه
كنت على وشك اني اتكلم لكن سحبتني بعناق خانق

- فيني الصيحه -
بصوت منتحب تتكلم أماني و ازدادت إبتسامتي توسعًا
ممكن تتغير أماني احيانًا لكن طريقتها بالتعبير عن فرحتها فيني ما تتغير بتاتًا
أماني انفعالاتها واضحه و هذا الي يعجبني فيها

- ليش !
اروح ارجع لهم الشهاده ؟ إلا دموع أماني عاد -

- عشان اقص يدك -

- الكيكه وصلت طال عمرك انزلي خذيها -
ريهام نطقت من خلفي بنبره ساخره من أماني

- ليش علّمتيها ! -
بعصبيه نطقت أماني

- أماني ترا أنا الي مختاره معك نوع الكيك الي ابيه -

- ايه صح -

خذت أماني جوال ريهام لأن كما يبدو لي انها طلبت من جوالها و مضت بطريقها رايحه تاخذها

- هل لي من عناقك نصيب أنا بعد ؟ -

- طبعًا -

بإنحناء منها نظرًا لكونها أطول مني أحاطتني ريهام بأذرع حانيه
يد توسدت ظهري تمسح عليه و يد على خصري
كان أكثر من مجرد عناق
كانت يديها تشتد أكثر علي و أنا من فرط الشعور ما كنت اقبض عليها بنفس شدّتها، كان بإمكاني اشتم عبيق عطرها و الي كان خفيف لكن يحمل ثقل قليل بمكوناته و بعض خصلات شعرها كانت تداعب وجهي
ما كان عناقها مزعج حتى طريقة تمسيدها على ظهري و شدّها لخصري ما كان يجعله عناق منفر
عناقها كان كأنه يدعوك للبكاء فيه، للإستراحه فيه او النوم او يكون وجهه مثاليه تتوجه إليه بعد يوم شاق و اوقات عصيبه
شعرت بحنيّه مبكيه
من فرط الأمان أكاد انصهر بوسط هذا الحضن

- رائعه يا نوّاره مثل عادتك فخوره فيك
كنت اتطلع لك دائمًا و هذاك قاعده تحققين إنجازات كثيره قدام عيني، مبروك لك -
بنبره دافئه و خافته نطقت ريهام وهي لازالت تمسد على ظهري

ابتعدت عنها لما حسيت ان الدموع كانت تهددني بالظهور
- شكرًا لك جدًا -

- مع ذلك اعتب عليك
يعني أعرف هذا الخبر من أماني ؟ أنتظرت رسالتك -

- ما جيتي فبالي -

و كرهت سرعة ردي لأني لاحظت بعد انتهائي فورًا تبدلت ملامح ريهام من سرور إلى ملامح جامده عجزت تحديدها

- زين أنا بروح الحين
مبروك لك مره ثانيه -
ما كان الجمود يتخلل ملامح ريهام فقط حتى نبرتها كانت خاليه من إي شعور اقدر التمسه

و راحت



- يلا خلينا نقعد طلبت لنا قهوه بعد -
ظهرت أماني من العدم
او ممكن من سرحاني ما لاحظت إقبالها علي من البدايه

- وين جوال ريهام ؟ بوديه لها -
كنت أبغى اي طريقه اقدر أتواصل فيها واقعيًا مع ريهام
جهلي للمشاعر الي راودتها أزعجني

- جتني و خذته -

- ما قلتي لها تجي تاكل معنا ؟ -
مُجددًا
أحاول

- لا، من البدايه قالت لي بيكون مو مريح لها و لك أنها تحتفل معنا خصوصًا انك ما علّمتيها -

رد أماني كأنه يؤكد ان حركتي مالها داعي
- هل كانت منزعجه لما قالت لك كذا ؟ -

- لا عادي بملامح اعتياديه قالتها لي
طولتيها يابنتي خلينا ناكل -



- شكرًا على الكيكه أماني، الصدق تصرّفك يعني لي الكثير
مبادره جميله منك حتى كنت متحمسه اجي الجامعه -

- الصراحه عشان ابرّي ذمتي الكيكه و القهوه من ريهام قالت تبغى تشاركني الفرحه فيك حتى لو انها ماراح تكون موجوده
عمومًا أنا جدًا مبسوطه اليوم أتوقع بتكونين دافع جيّد اكمل فيه الأسبوع -

اكتفيت اني أرد على كلام أماني بإبتسامه لأن من بعد السطر الأول من كلامها بدأ عقلي يغيب عن الواقع نسبيًا
و أفكر هل أنا احس بتأنيب ضمير ؟
ابغى أتصرف بناءً على المشاعر الي راودت ريهام بهذيك اللحظه مو بناءً على مشاعري

و ادركت أن ريهام صعبه جدًا
شخص صعب قراءته
تحكم بالأغلاق على عواطفها و مشاعرها
شخص ما يمديك تخمّن مشاعره او مزاجه حاليًا ولا تظهر لك إلا ما تنوي هي إظهاره بنفسها
-

لحد الأن حاولت اغدقكم بمشاعر عذبه لأن البارتات القادمه ماراح تعجب البعض
يعني لازم تكونون متأهبين للخواء القادم

«قُنوط الجوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن