نَدب

401 36 15
                                    

صباحًا فالساعه السابعه
صحيت بنشاط مفعم بعد جلسه مطوّله مع ذاتي بالأمس تحررت فيها من افكار عدّه
اعتقد كثيرًا ما نحاصر انفسنا بقوقعه مظلمه ظنًّا اننا نحمي ذواتنا بينما فالواقع قاعدين نخلق فينا علّه ثانيه و جديده

لو ريهام هنا
لو شافتني بهذا النشاط و الأبتسامه تعتلي وجهي
كانت يمكن بتمسك يدي
او بتقرّبني منها بحميميه و بتهطل علي بكلمات الداعمه و المحبه
أحيانًا اشعر اني بحاجه ملحّه للأهتمام الي ما اقدر اقدمه لذاتي حتى، فيني احتياج كبير لوجود شخص حولي يشجعني و يمتدح اي نجاح لي أحققه ولو اني ما اطلبه بالشكل الصريح لكن كانت ريهام تقدّمه لي و كأنها مكلّفه بذلك
اليوم عازمتنا أماني عندها و عزمت على مواجهتها حتى بالرغم انها رفضت الحديث معي هذيك المرّه و رفضت عزيمتي لكن مع ذلك ما تضائل الأمل بداخلي
رن جوالي مُعلن عن اتصال قادم من أماني

- صباح الخير!! -
قلتها بنبره بشوشه

- معليش داقه عليك بهذا الوقت لكن فيه شي لازم تعرفينه -
بنبره تغلفها الجديه نطقت أماني

- وش فيه ؟ -
نبرة صوتي انخفضت و بدأ القلق يتفاقم بداخلي

- ذكرى
طلعت بنت خالة عهود -

سكت أحاول استجمع انفاسي
النفور الي كنت احسه اتجاه ذكرى ما كان احساس عابر، شكل النفور و السوء مبثوث بهذيك العائله
لو ذكرى عرفت ؟
ما اقدر اتخيل الضعف الي راح أكون عليه
خصيصًا ان هذيك الشخصيه الي كنت عليها اعجز امحيها من عقلي
كانت مريعه وهي سبب الحطام الي أنا فيه الأن، معقوله هذا كله راح يُعاد احيائه ؟

- نوره ؟ معي ؟ -

- معك -

هذا الي ناقصني
زفرت انفاسي المرتعشه و اغمض عيني بقوه
قلبي ينقبض بألم

- كيف عرفتي ؟ -

- هي عندي فالسناب و كانت حاطتني برايفت، صوّرت مقطع لها و فجأه لفته الا اشوف عهود جنبها
سألتها عنها و قالت لي
و قالت انها بيوم دخلت جامعتها و شافتك معي لأن ذكرى كانت بتعرّفني على عهود لكن لما شافتك معي عهود كنسلت -

- طيب قالت ان عهود قالت عني شي ؟ -

- لا
نوره تبين تشوفينها ؟، اوريك المقطع ؟ -

- لا! ماقلت اني ابغى اشوفها ولا ابغى أصلاً -

- طيب اعتذر منك
بس هذا الشي ماراح يخليك تتراجعين عن عزيمتي صح ؟ -
بنبره مازحه حاولت أماني تلطف الوضع

- أكيد -
فجأه كل الطاقه الي فيني تبددت
احس اني قاعده اتهاوى و بأي لحظه راح اطيح
احتاج أجهش بالبُكاء
احتاج احد يعلمني انه ماضي و عودة عهود لا يعني عودة الماضي معها
كانت مشاعري اتجاه عهود عفيفه بالرغم اني كنت محطمه و كنت أهاب كل شي حولي و اخجل من نفسي
كنت اقول لنفسي كيف ترضى تكون حول شخص مثلي ؟ كنت الاحظ انزعاج الي حولي لما اخذ وقت طويل على ما تخرج مني كلمه وحده على الأقل، دائمًا امشي منحنية الرأس و صوتي منخفض حتى اخجل من اني اشارك بالحصص و أفضّل اني اقعد بزاويه منعزله حتى لو شاركت المعلمات يسكتوني لأني أطوّل على ما انطق بالإجابه، كنت دائمًا خايفه و متوتره و كثير ما ترجف يدي و جسدي بشكل يوضح علي احيانًا
الأسباب تعود لأشياء عدّه و شنيعه
لكن مع ذلك كله احببت عهود و جتني الشجاعه اني اصرح بهذي المشاعر
توقعت الرفض لكنها قبلت فيني! عاملتني بكل حب و حنّيه ما كانت تخجل حتى من الوقوف معي امام مرأى الجميع
لكن فجأه
دوامت مثل اي يوم و بمجرد ما شفت عهود لوّحت لها من بعيد بإبتسامه لكن كل ما تلقيته منها - نظره جامده

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

«قُنوط الجوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن