الفصل الثاني: حانة الفطر

36 13 21
                                    

إقتربت فرقة فرسان مكونة من أربعة عشرة رجلا كل منهم على
خيله، تعلوا على أبصارهم الدهشة لهول المنظر. العديد من العظام المتفحمة... منازل ومتاجر تحولت إلى قطع من الحطام.

_تقدم شخص يملك وساما أصفر اللون على صدره، تشبه قطعة
ذهبية فوق طبق فضي، من السهل عليك أن تعرف أنه القائد.
تحرك صوب جماعة من الأصنام الفحمية كانت محيطية بفرن قديم
العهد، ناظره جيداً ثم غير طريقه ليتوجه نحو المنزل الوحيد الذي
كان سليما رغم أن نصفه قد ردم، لم يتوقع الكثير لكنه لمح أثر يد
يمنى لشخص.

قال أحد الجنود المبتدئين: "ماذا سنفعل الآن؟ كل قرية الاندوغز قد
تفحمت... ماذا سنخبر الملك؟"

رد عليه القائد: "سأفكر في هذا الموضوع. أما الآن علينا أن نقبض
على الشخص الذي فعل هذا"

استغرب الجنود من كلام القائد مرددين بصوت واحد: "الشخص الذي
فعل هذا!!!"

القائد: "الأمر بسيط كل من الرجال الذين كانوا حول الفرن إجتمعوا
في شكل دائري وهذا يعني أن الإنفجار أتى منه"

تغيرت نظرت الجنود إلى الدهشة والتعجب.

_إستئنف كلامه: "... وأيضا لا يبدوا أن انفجار فرن قد يسبب تفحما
كاملا ل مائة واثني عشر شخصا... ناهيك أن البيت الذي بقي نصفه كان به أثر يد، وأنتم بالطبع تعلمون موقع اليد بالنسبة إلى الجسم، فهذا يعني أن طول الشخص هو أربع أذرع وثلاثة أرباع الذراع، أو بصفة أخرى متر وتسعة أعشار المتر"

أجاب الجندي المبتدئ: "لم اخترت فرقة كشافة بدلا من الالتحاق
بمكتب التحقيق؟"

القائد: "الإستكشاف هو عبارة عن التحقيق في أشياء غير معروفة...
لا يهم الآن، علينا القبض عليه، لو كان يريد الخروج من القرية لكان
ليأخذ الطريق الرئيسي، لكن هو يعلم أنه سيلاقي مرتزقة هناك، فهذا
يعني أنه سيأخذ طريق غابة (ألبانا)"

بعد معرفة الجنود الفاعل، قاموا باللحاق به من خلال غابة (ألبانا).

…عند إحدى الحانات المتواجدة في غابة (ألبانا) …

دخل (سونان) الحانة متجهاً نحو ساقي الحانة، جلس في الكرسي
وقد طلب كوبا من حليب البقر، ليسأل الساقي مباشرة.

(سونان): "أريد الوصول إلى (الطاحونة)... "

ساقي الحانة: "(الطاحونة)!، لما هي بالضبط؟"

(سونان): "أريد الوصول إلى الطابق الثاني"

ساقي الحانة بضحكة خفيفة: "حسنا شخص مثلك لابد أنه يعرف عن
ماذا يتكلم، لكن أنا مجرد شخص بسيط يطلب رزقه بشتى الأشكال..."

أخرج (سونان) ستة قطع برونزية منحوت عليها رأس أحد الملوك...

أخذ الساقي العملات وإستئنف حديثه...

"(الطاحونة) متواجدة في أقصى الشمال، بعد تجاوزك العديد من
المدن مثل '(فريستي)، (تسوس)، (جينارو)، و (معسكر بالد).
أنت لن تواجه مشاكل في رحلتك، الصعوبة الوحيدة هي إجتياز
المعسكر، فأنت تعلم مملكة (سبيرو) كانت تخوض حربا مستمرة منذ
مائة وخمسين سنة للسيطرة على (الطاحونة)... هذه المعلومات
سرية ولكن لسبب ما هي في أيدي العامة. كل الناس تعرف وجودها
ولكن لا أحد يعرف بالظبط شكلها أو حتى... يمكن أن تكون مجرد
شائعة أخرى إنتشرت قديماً ولازالت قائمة "

(سونان): "حسنا هذا يكفي"

رد الساقي ضاحكاً في صمت: "حسنا احذر أيضا من (التشو)... "

(سونان): "حقا تحذرني منهم... مهما كنت قويا فتلك العمالقة النارية
ستستخرج كل عظمة موجودة في جسمي لتجعلها لعبة للأطفال"

وقف من الكرسي ثم تحرك من أمام الساقي ليخرج متجها نحو مدينة (فريستي).

…بعد عدة دقائق…

دخلت فرقة الجنود إلى الحانة، إتجه القائد نحو الساقي بكل سرعة
وهو يقول: "أريد معرفة كل حرف قال الرجل صاحب طول الأربعة
وثلاثة أربع الذراع"

الساقي: " أسف لا أعرف شخصاً بهذه المواصفات "

ناظر القائد الساقي بكل حزم ثم أخرج كيس صغير يعلوا منه صوت
رنين العملات.

رد الساقي بإبتسامة عريضة: "آويه... ذاك الرجل كان هنا منذ ربع
ساعة، كان يسأل عن مكان (الطاحونة)، فأخبرته عن الطريق الذي
تعرف كل الناس إلا هو... وبالطبع حذرته من كائنات (التشو)"

القائد:" اعطني تفاصيل شكله"

الساقي:" شعر وعيون سوداء، ملابس شتوية... حقيبة من جلد
الخيول، ثلاثة سكاكين من النحاس الابيض"

القائد: "شكرا على المساعدة"

لم ينتظر القائد رداً، بل أخذا ينطلق مسرع نحو خيله.

ركبت الفرقة الخيول وانطلقوا.

بينما الفرقة تتحرك بكل سرعة سأل أحد الجنود القائد عن كائنات
(التشو)، ليرد عليه: "(التشو)... إنها كائنات تعيش في الطابق الثاني،
لا أعلم من جلبها للطابق الأول، كل ما أعرفه أنها عملاق تتراوح بين
الستة والسبعة أمتار... كائنات مرعبة تستطيع إطلاق النيران من كل
شبر في جسدها. ولا أعلم حقا كم أو كيف حصلت المملكة على هذه
المخلوقات المخيفة... "

رد الجندي: "هذا العالم مرعب، في البداية تعتقد أنه فقط الظلم الشر
الذي ملئ قلوب البشر، لكن مع إستمرار عيشي أكثر. تعلمت أن هذا
العالم تحت الأرض. يتكون من تسعة طوابق، كل واحد فيهم أسوء
من سابقه. وحوش في كل مكان... حروب، مجازر.... لا أعلم ماذا اقترفت من أخطأ في حياتي السابقة حتى أولد هنا"

صمت الجميع وهم يستوعبون كلامه، ليدركوا الحقيقية... حقيقة أن
هذا العالم دون رحمة.

Dungeons: The Circus |  الأبراج المحصنة:  السيركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن