الفصل الثالث: لأجل ال سنوات السبع

16 9 5
                                    

... بعد ساعات معدودة...

لاحظ ( سونان ) الأبواب الحديدية للمدينة التي ظل أربع ساعات بين الغابات للوصول إليها. قال مخاطبا نفسه: "(فريستي) مدينة أسود الجبال، هذه هي وجهتي الأولى... أتمنى فقط أن أمر بسلام فأنا متعب حقاً بعد ذلك التفجير الذي حدث"

تابع طريقه إلى أن وصل إلى البوابة، إعترضه الجنود، ثم سألوه عن الهوية ليجيب: "أنا الناجي الوحيد من قرية (الاندوغز)"

استغرب الحارس من جوابه وطلبوا منه التوجه نحو مكتب التحقيق المتواجد داخل سور المدينة.

( سونان ) مخاطبً نفسه: "أرجوك... لماذا؟... يبدوا أنهم يشكون بي، هل هذا بسبب قولي إنني أنتمي للقرية... أو بسبب أنه جاءتهم أخبار بأن كل (الاندوغز) قد ماتوا... كان هذا غباء مني"

ظل ( سونان ) يناقش نفسه قائلا: "حسنا. لو بقي شخص في القرية حي، فسينتهي أمري... أو أنهم يدرون من الفاعل"

كل هذا النقاش ولم تمر دقائق منذ دخوله مكتب التحقيق. عم الصمت... ثم دون سابق إنذار صدر صوت خطوات الخيول في كل مكان.

( سونان ): "حسنا، يبدوا أن الضيافة قد انتهت! "

دق القائد الباب ثم دخل وهو يسأل: "إذا كيف استطعت تدمير القرية بكل تلك القسوة؟"

( سونان ): "أرجوك... لنكن واقعين... هم حاولوا أكلي..."

القائد: "حقاً... كنتَ تستطيع الهروب خلال الليل أو بإستعمال قوتك تلك إرباكهم وإخافتهم... لكنك إخترت القتل... ليس هذا فقط بل تحويل مائة وإثني عشر شخصاً نساء ورجال!... أطفال وعجائز إلى أصنام فحمية!... على الأقل حالفك الحظ لأن تلك مجرد قرية صغيرة لهم. لو فعلت نفس الأمر لقرية أكبر... لا أعتقد أن الملك سيكتفي بقتلك"

(سونان): "واو... وأنا كنت أظن أن الملك شخص كريم... لكن من الواضح أنه شخص صاحب بطن كبير، يتم التحكم فيه من قبل زوجته"

القائد: "أنا اعلم انك كنت في حالة دفاع عن النفس، لكن ما فعلته هناك... ليس إنسانياً"

(سونان): "إنساني... لا تجعلني أضحك هم وحوش مهجنة كانت تستحق ذلك... أشكالهم عشوائية، وأصواتهم كمن أخذ ينجر الخشب بملعقة... لكن أنت أمرك غريب فلهجتك تختلف عن سكان المدينة. لا بد أنك من مكان آخر... إذاً لما كنت تلاحقني!؟"

القائد: "هذا عملي إن لم أقم به سيتم إعدام كل عائلتي"

جلس (سونان) على الكرسي وهو ينظر في السقف.

مرت دقائق معدودة، حتى سَمِعَ كل من في المكتب صوت الحرس الملكي يتقدم. أجل هذا ما حدث قد جاء الملك.

دخل المكتب بكل ثقة وهو يسأل الحراس عن المجرم. ليشير أحدهم إلى(سونان).

أنزل المتهن وجهه محدقا بالملك وهو يقول في نفسه: "أنا لن اسمح لهذا المخلوق بقتلي!!... "

قال الملك وعلى وجهه نظرة من الاستحقار والتقزز : "إذاً أنت الفاعل... الأن سوف ترى بنفسك أشد أنواع العقاب، فعندما تعبث مع مملكة (سبيرو) كأنك تعبث معي... "

رد (سونان) بكل سخرية: "حسنا إذاً.... سنرى إن كان قلبك السمين سيتحمل... لهذا... وداعاً أيها الأخرق... "

بعد قوله هذا الكلام أحس القائد بهالة مختلطة من الغضب والكره على حد سواء مع نية خالصة للقتل مما دفعه يفعل أحد قدراته 'الدرع الحجري'... منطلقً بكل سرعة إلى الملك.

لحظات بسيطة مرت من خلالها تحول (سونان) إلى كتلة من النور الساطع كالشمعة في وسط الظلام. عقبه صوت إنفجار يقشعر له العظم قبل الجلد.

أصبحت المنطقة منيرة لدرجة تسبب العمى...

تسبب هذا الانفجار في ردم كل من السور والبوابة والأحياء السكنية القريبة منهما... الوضع أصبح مخيفاً وصامت فهذه كارثة حدثت في ثوان معدودة.

نهض القائد وهو يمسك المل.  رد الملك: "أبعد يدك المتسخة عني!! "

رد القائد جالساً على ركبته اليسرى: "أرجوك إقبل إعتذاري! …"

الملك: "إن أردت ذلك فقم بالإمساك بهذا الشخص المتفجر"

أومئ القائد برأسه منطلقا نحو حصانه... لاحظ حوله كل الدمار الحاصل  ثم هرع ليبحث عن فريقه. بعد بحث طويل، وجدا آخير أصنام فحمية في كل مكان، مستوعبا أن كل أفراد فرقته... قد تفحموا...

امتلئت عيناه بالغضب والحقد والكراهية، وأخذت الذكريات تسلك معبرها... فهو قد أمضى سبع سنوات معهم.

هؤلاء الأشخاص الذي إعتقد آخيراً أنهم عائلته. لكن كل هذا أصبح طي الزمان.

نهض بكل تأهب، وأخرج قرن ثور مجوف من حقيبته... هذه القطعة الأثرية من العصور القديمة تمنح القوة لمستعملها حسب كمية الدماء التي كتبت بها الرموز.

إستل سيفه وقام بقطع أصابع يده اليسرى إصبعاً إصبع دون تردد... لم يهتم بكمية الألم أو الدماء المنسكبة فكل ما سيفعله الأن سيكون من أجلهم... بل لأجل السنوات السبع...

وضع يده داخل القرن وترك الدماء تنسكب... بعد لحضات قام برسم دائرة تحتوي ثمانية أحرف زينية.

أكمل رسمته الملطخة بالدماء، والتي إنطلق ضوء لامع منها...

هو الأن قام بإستدعاء مسخ عظيم الحجم والشكل، ثور بجسد بشري!!.

رد عليه المسخ قائلا بصوت عميق: "أنا... (ما)… أحد... أفراد... سلالة... ثيران... مينوس...".

إبتسم القائد وقال: "كمْ من الوقت ستعطيني مقابل أصابعي الخمسة".

•  (ما): "خمس.... دقا... ئق.... "

•  القائد: "أكثر من كافية"

أخذ (ما) القرن وإبتلع محتواه من الدماء... ثم حمل القائد كالريشة ووضعه على كتفه.

منطلق بأقصى سرعة تجاه (سونان) الذي هرب بإتجاه القلعة.

Dungeons: The Circus |  الأبراج المحصنة:  السيركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن