الفصل الخامس: غرفة العرش

11 3 1
                                    

حدى القلاع المخفية وسط الجبال…

نطق محارب أزرق الشعر والعين بجسده الهائل العملاق: "لقد قُمت بإنقاذ مدمر (فريستي) لأنك طلبت هذا... وقلت أنه سيساعدنا ولا أدري لما صدقتك؟... فكل ما أراه هو شخص عديم الذراع. مستلق على هذا الفراش منذ أسبوع"

كان الكلام موجها إلى رجل عجوز يبدو كالذي قابله ( سونان ) أمام قرية (الاندوغز).

فأجابه بصوت تملؤه الثقة: "في رأيك ما الذي سيحدث إن استعملتَ
'أرض الجليد' سبع مرات متتالية في نفس اليوم؟"

رد عليه بكل بساطة: "سأموت... حدي هو ثلاث مرات، لا زال جسدي ضعيف على تحمل درجات البرد المنخفضة"

إبتسم العجوز قائلاً: "هذا الشخص ينتمي إلى فئة المدمرين. مهاراته متخصصة في تحطيم المباني والأماكن أكثر من كونها قتالية أو حربية"

رفع المحارب حاجبه متسائلاً: "أنا فقط مستغرب!... كيف لشخص صغير السن أن يمتلك هذه القدرة الجسدية؟"

ناظر العجوز المحارب كأنه يقول "نحن نحتاجه".

لم تمر دقائق حتى إستيقظ ( سونان ) مفزوعاً، ناظر حوله مُعتقدا أنه قد تم القبض عليه من قِبل جنود المملكة.

نهض من سريره مردداً: "الوداع"

هذه الكلمة هي أداة تفعيل لمهارته. وبالفعل من شدة النور الناتج أضاء هذا الوحش كل القلعة.

بكل خفة ومهارة، جمد المحارب القنبلة المؤقتة.

ناظر المحارب في العجوز بكل استهزاء: "نعم... نحن نحتاج قنابل لا نستطيع السيطرة عليها"

…بعد عدت ساعات أخرى…

نهض ( سونان ) من النوم، وحوله شخصان أحدهما مألوف الوجه والملامح.

نظر في وجوههم وهو يقول: "تعلمون أنني أستطيع تفجيركم"

رد العجوز: "أجل ونحن سنجمدك مجدداً ومجدداً إلى أن ينفذَ صبرنا حينها سَنقدمك إلى المملكة، فكما تعلم أفعالك جعلتهم يشتعلون غضباً، وهذا سبب المكافأة التي تقدر ب خمسة ألاف قطعة نايتريس"

أجاب ( سونان ): "لا يهم... ماذا تريدون مني؟ "

تقدم المحارب: "بالطبع نظراً لقدراتك الجسدية والخاصة فنحن نقترحُ إنضمامك لنا في…" وقبل أن يُنهي كلامه قاطعه ( سونان ): "إنضمام!!... لست مهتما"

جلس العجوز على كرسي خشبي موضوع أمام السرير القديم... تنهد ببطئ عبر لحيته القصيرة: "نحن متجهون نحو (الطاحونة). يجب عليك الإنضمام لنا، هذه مصلحة متبادلة... أنت تصل إلى الطاحونة ونحن نسيطر على
(معسكر بالد).

( سونان ):" فقط! … حسناً، أصلاً الموضوع كان صعباً بمفردي... لكن كيف عرفت أنني ذاهب إلى (الطاحونة)!؟"

ضحك العجوز بإبتسامة ملئت الغرفة بجوا غريب من البهجة والسرور...

عقد المحارب حاجبه مستغرباً:" هل ستقبل بهذه السرعة؟!... هل ستضع ثقتك فينا بهذه السرعة؟!... "

( سونان ):" لا!... لم أقل إنني سأثق فيكم، أنا فقط سأتعامل معكم إلى أن أصل إلى (الطاحونة) ثم بعدها... كل في طريقه"

وقف العجوز من الكرسي:" إن كان هكذاً، دعني أقدم أعضاء فريقي، الشخص الذي تكلم الآن هو أحد جنود مملكة (سبيرو) قبل أربع سنوات. إنه شخص من فئة المحاربين، يدعى (ايرون)... يستعمل قدرات جليدية أهمها 'أرض الجليد'. أما أنا... لا أحد، مجرد رجل أكل اليأس روحه ويريد الانتقام من أحد الزعماء"

وقف (سونان) من السرير بملابسه الجديدة، ناظر ذراعه المفقود بكل اسى... رفع رأسه ثم خاطب العجوز قائلاً:" لقد رأيتك من قبلأايها العجوز أمام قرية الاندوغز، ماذا تفعل هنا؟"

العجوز: "لقد أخبرتك الأن"

(سونان): "لم أستمع"

العجوز وهو يصرخ: "كان من المفترض أن تستمع إلي!!"

(سونان): "انا اؤمن بأن كل كلام العجائز دون فائدة"

العجوز: "حسنا... هذا النقاشلا طائل منه... لنرى ماذا لدينا في غرفة العرش"

(سونان):"بالمناسبة أين أنا كيف شكل هذه الغرفة؟... "

تقدم (ايرون) نحو باب الغرفة ثم أجاب بعدها على سؤاله:"أنت في قلعة مخفية وسط الجبال...أما بالنسبة لغرفة العرش فلا تتحمس هي مجرد غرفة عادية مليئة بالورود والأزهار، لوهلة ستظن نفسك في أحد البساتين"

بعد هذا الحوار الكثيف إنطلق العجوز أولاً إلى وجهته، ليلحق به كل من (سونان) و (ايرون) تالياً.

خلال تقدمهم بين ممرات القلعة، قام المحارب بالتعريف بنفسه أكثر: "أنا (ايرون) من بلدة بعيدة في الجبال الشمالية للطابق الأول. أنا شخص من فئة المحاربين... أظن أنك لا تفهم ترتيب الفئات لهذا دع الأمر لي،
قبل آلاف السنين تم جمع كل القدرات في ثلاثة تصنيفات، محاربين... مقاتلين... مدمرين...، حيث المحاربين هم من لديهم قدرات تساعدهم في المعارك الجماعية خصوصا الجيوش والأعداد الكبيرة من الوحوش المنتشرة في هذا الطابق، المقاتلين هم من لديهم قدرات تساعدهم أكثر في المعارك الفردية، كمواجهة مستعمل قدرات آخر أو مواجهة الزعماء، أما أخيراً يوجد المدمرين وهم من يمتلكون قدرات تساعدهم في أعمال التدمير، خصوصا المباني والأماكن، ويمكنك اعتبارهم بمثابة قنابل... مثلك تماماً... وهكذا قد شرحت لك إحدى الأساسيات الستة"

(سونان): "أنا على دراية بالأمر مسبقاً... "

ناظره (ايرون) بنظرة إستحقار و حقد دفين لينفجر غاضباً : "إذاً لماذا تركتني أُتعب نفسي دون فائدة تذكر"

ناظر (سونان) بكل برود في وجه (ايرون) ثم انطلق يبحث عن غرفة  العرش.

تعجب (ايرون) من أمر هذا الرجل:"أنت حقاً تمتلك مشاكل في التواصل.."

وصل الإثنين إلى الغرفة... لكن قبل دخولهما بثوان معدودة.
قال(ايرون):"هذه الهالة… إنها له بالتأكيد، (ليبورنا دالوز)... "

رد ( سونان ) محكم إقفال قبضته: "ماذا؟!... هل تقصد زعيم مدينة (لاارا) هنا!... تباً"

Dungeons: The Circus |  الأبراج المحصنة:  السيركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن