الفصل الثاني «أبي حي!»
البارت ده بمناسبة نجاحي وكمان هدية لصديقي الصدوق الكاتبة مريوم علشان يخفف عنها 🥺♥
ما تنسوش تعملوا كومنتات بآرائكم وماتنسوش الفوت علشان الحاجات دي بتشجعني اوي 🥰
صلو علي من وصفنا بالمؤنسات الغاليات 💕
قرائة ممتعة 💕
ــــــــــــــــــــــــــــ
"يونس.. خالتو.. إلحقها!"
كانت تلك الكلمات كافية لتحرك كل ذرة في جسد يونس، كأنها أشعلت نيران الرعب في قلبه. ركض بأقصى سرعة، تاركاً محل بقالة عم سعيد خلفه وكأن الحياة كلها توقفت إلا عن صوت قلبه الذي ينبض كطبول الحرب. كل خطوة كانت تزيد من قلقه، وكل دقة قلب كانت تقربه من حافة الهاوية.
وصل إلى المبنى وصعد السلالم كأنه يطارد الزمن نفسه، تعثّر أكثر من مرة، لكن لم يلتفت لأي شيء. كل ما يشغل باله هو والدته التي ربما تكون في خطر، كل خطوة كانت ترفع درجة التوتر في داخله.
وصل أخيراً إلى الباب، طرقه بعنف وكأن حياته تعتمد على فتحه. فتحت له مليكة، والدموع تغمر عينيها، مما زاد من لهفته، فسألها بصوت مكسور:
"ماما فين يا مليكة؟ ماما مالها!"
لم يكن بوسعه سوى التحديق في عينيها الباكيتين، وهو يحاول أن يفهم من ملامحها ما تخفيه. أشارت بيدها إلى الداخل، فاندفع يونس إلى الغرفة كأنه في سباق مع الموت. وجد والدته على الأرض، مغشياً عليها، فشعر كأن الأرض انهارت تحت قدميه. اقترب منها وضمها إلى صدره، يهمس بكلمات مليئة بالخوف:
"ماما! ماما قومي يا حبيبتي مالك! ماما!"
نظر إلى مليكة، وعيناه تفيض بالدموع، وكأنه يبحث عن تفسير أو عن أمل:
"ماما مالها يا مليكة؟ ايه اللي حصل!"
كانت مليكة مترددة، الكلمات تهرب منها وكأنها تخشى أن تطلق العنان لخوفها. قلبها كان يقرع بإيقاع مخيف:
"مـ معرفش يا يونس! لما جيت من عندك كانت نايمة، ولما صحيت كانت دايخة شوية بس قالتلي انها كويسة، يدوبك دخلت المطبخ وخرجت لقيتها اغمي عليها!"
صمتت للحظة، وهي تحاول أن تتماسك، لكن دموعها كانت تسبقها:
"أ أ نا كلمت الدكتور قبل ما اكلمك"
"طب كويس، يا رب ما يتأخرش"
لم يكن لديه الوقت للتفكير، فقط حمل والدته بحذر وكأنها قد تنكسر بين يديه. وضعها على الفراش برفق، وقبل رأسها بحب، متوسلاً بصوت خافت:
"كوني بخير يا ماما بالله"
لحظات مرت كأنها دهر، قبل أن يسمع صوت جرس الباب. ركض كالمجنون نحو الخارج، وكان الطبيب ومعه الممرضة قد وصلا. الأمل بدأ يتسلل إلى قلبه، لكنه كان يتلاشى بسرعة مع كل ثانية تمر.
أنت تقرأ
المملكة المحرمة
Fantasyفي الوقت الحالي الذي تجلس به على سريرك تتفحص هاتفك، قد يكون هناك في مكان بعيد، بعيد كل البعد عنك، ليس في بلد أخرى أو قارة أخرى، عالم به حروب وصراعات تحدث، ودماء منتشرة في الأركان، وأنت هنا لا تبالي وتتفحص هاتفك، فما رأيك أن تخوض الرحلة معي ومع أبطال...