الفصل الرابع 🦋

124 10 4
                                    

بعضي لديّ وبعضي لديك
وبعضي مُشتاق لبعضي
فهلّا أتيت؟
- محمود درويش

_بس...بس مش حاسس يعني أن احنا مستعجلين.؟!

قَطَّبَ جبينهُ في استعجاب من إجَابتِها،توقَّع أن تسعَد لهذا القرَار

_مستعجلين على إيه مش فاهم..؟؟

_يعني انا لسه في تانية جامعة مش حاسس أن كدة ممكن مستقبلي يتعطل.؟!

_اولًا ده هيكون كتب كتاب بس،عشان حتى الكلام الي بنشوفة عادي دة ممكن يغضب ربنا، وانا عايز اتقي الله فيكِ وابدأ معاكِ حياة من غير مشاكل أو معاصي، ثانيًا حتى لو هيبقي ده فرح انا عمري ما همنعك عن انك تشتغلي وتحققي احلامك، بالعكس انا هدعمك وهكون معاكِ ديمًا 

كانت ابتِسامتُهَا تتَّسِعُ لا إرادِيًا وهي تستمعُ إلى كلامهِ وهي تَحمِدُ الله بداخلها على اختيارِهَا لهُ،لتنبِس بسعادة وحماس شديد للفكرة بعد دعمِه لها..

_طيب وبابا قالك ايه بقا؟!

_قالي انه موافق طالما انا هسيبك تكملي دراستك وشغلك والقرار الاول يرجع ليكِ، موافقة بقا ولا الغي القرار ده دلوقتي؟

تشكَّلت ابتِسَامة على وجهِهَا،وهي ترد على سُؤالِهِ بخجل : لا خلاص موافقة بس خليها في اجازة نص السنة

_طيب خلاص هانت ده كده فاضل اقل من شهرين

_ايوه اتصل واتفق مع بابا بقا

_خلاص ماشي
__________________♡________________

"تلكَ الدُنيا غريبة بشدَّة، تأتِيهَا مُحملًا بالإحلام، فتأخذُهَا منكَ واحد تلو الآخر،تذهبُ إليها بقلبٍ مُحبٍ،فتطعنهُ بسِهَام الغدرِ، وكأنَّك جئتَ إليها لتصارِعهَا،وانتَ لستَ مُصَارِعًا، انتَ مُجرَّد رِيشةٍ بين يديها، المُواجهة معها ليست عادِلة، ليست عادِلة بالمرَّة!!"

أنهت "رزان" كتابة رسَائِلِهَا التي اعتادت كتابتُهَا في أوقات حُزنها، لتضعها في ظرف قد رُسم عليهِ بطريقة رائعة، تعشق الرسم بشدَّة، هو مَخرجُها الوحيد من الضيق والحزن بعد الكتابة بالتأكيد،وضعت الرسَّائِل في الصَّندوق المُخصص لها ثُمَّ اتجهت تجلس معهم في الخارج..

_اخيرًا تكرمتي وهتقعدي معانا  

أجبرت "رزان" شفتيها على الابتسام لوالدتها، لتجلس أمامها تُحاول خلق أي حديثٍ للتواصُل معها بصُورة طبيعيَّة مثل أي ام وابنتها.

_عاملين ايه بقا في غيابي، اكيد البيت وحش من غيري

_هو في فرق اصلًا.؟!يا بنتي ده حتى وانتِ موجودة بتبقي في اوضتك وقافلة علي نفسك الباب،أنتِ وجودك زي عدم وجودك يا "رزان"

شعرت "رزان" بدمُوعِهَا التي بدأت بالهُبوط على وجهها، تلكَ عادةً في أي نقاشٍ مع والدتها،ثواني  وأردفت بصوت غاضب رغم بُكائِهَا..

مُطاردة عابِثة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن