الفصل الثامن🦋

116 8 8
                                    

من ذا الذي يَنسى بَرِيقَ عيونهِ، يا ليتَني منهُ كَقُربِ الاجفُنِ.♡

فستان باللون الأبيض الناصع مُرصع من الوسط والمعصمين ببعض اللؤلؤ، ويسِدُل من الكتفين إلي الأرض قماش شيفون يُعطي شكلًا ملكيًا للرداء..

بعدت انظارها عن المرآة لتوجهها نحو اصدقائها ومن معها من عائلتها وتحدثت بصوت متوتر.

_شكلي حلو؟!

انهالت عليها عبارات المُغازلة والتهنئة وكان من بينهم أصدقاء جامعتها الاعزاء، ادمعت عيون "فجر" بتأثر وهي ترى صديقتها بردائها الأبيض التي تُزَيِنهُ هي لا يُزَيِنُهَا هو..

اقتربت منها "رزان" تعدل لها موضع حجابها وهي تهمس لها : أجمل عروسة شافتها عيني والله، الف مبروك يا روح قلبي

بينما "خديجة" احتضنتها بفرح والبهجة تظهر على معالم وجهها لتردف..

_ما شاء الله شكلك حلو اوي اوي بجد يا "رهوف"، ربنا يسعدك ديمًا يارب

اقتربت منهم "فجر" وهي ترمي نفسها بينهم بسعادة عَارِمَة

_وسعولي مكان كدة، انتم ايه بتحضنوا بعض من غيري قدامي كدة عادي؟!

ابتسمت "رهف" تضمها بحب و جاوبتها: لا طبعًا ده انتِ الأساس يا "فجر"

عقبت والدتها على كلامهم بابتسامة قائلة: اخيرًا شوفتكم يا بنات دي "رهف" لما بتروح مش بتتكلم غير عنكم

دلفت في تلك اللحظة ابنة خالة "رهف" تهتف بصوت متهدج أثر المشي سريعًا..

_"رهف" "نوح" وصل

زاد اضطراب و توتر "رهف" لتهمس: انا حاسة ان الموضوع ده كبير عليا اوي، ما تخلوني اروح البيت اكمل الرواية بالله عليكم

طُرق الباب في تلك اللحظة لتتجه والدتها لفتحهِ، دلف "نوح" في كامل أناقته وهو يرتدي حلة بيضاء تتناسب كثيرًا مع بشرتهُ القمحية وعيونهُ الزيتونية البراقة ..

منعها خجلها من الالتفات إليهِ، لتجدهُ هو يأتي و يقف أمامها، فاض الحُب من عيناه عندما رأها بشكلها الفاتن الأخَّاذ، نزلت دموعه ولم تكن فرحًا بل كانت عشقًا، وكأنَ هواهُ يفيض منهُ على هيئه دموع

بادلته النظرات العاشقة وقد ادمعت عيونها هي الاخرى،امسك يديها وقبلها وهو يردف: اخيرًا اتجمعت مع بطلة روايتي!

امسك "نوح" يدها وهو يتجه معها إلى مكان العُرس يتبعهم صوت الزغاريد التي يُطلقها الفتيات..

_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

لم تستفيق مما يحدث لها سوى عندنا نطق المأذون بتلك الكلمات التي هزت كيانها وجعلتها تبكي من السعادة..

استقام "نوح" لتتبعهُ هي الأخرى، ودون أن يتفوه بكلمة واحدة احتضنها بكامل قوته،شعر بقلبه يتراقص فرحًا وهو يقسم أن اليوم أكثر ايام سعادة عاشاها في حياته بل أنه يبدأ الآن ايام المسرة والفرح، أدرك امتلاكهُ كنوز الأرض جميعها وهي بين احضانهِ،"رهف" حُلم طفولته وفتاة أحلامهِ مُنذ الصغر أصبحت زوجته وقريبة من قلبه إلى هذا الحد!

مُطاردة عابِثة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن