مُطاردة عابِثة

الفصل الخامس🦋

كان المنظر مريعًا جدًا في الداخل بعد أن تراكمت كل هذه الاحزان فوق بعضها، الآن لا أعرف أي حزنٍ  غيرني لهذا الحد..

جحظت عيون "رزان" بصدمة وهي تري البيت المزين وأصدقائها يلتفون حولها بسعادة، لم تُصدق في البداية، لم يتذكر احدًا من عائلتها او اصدقائها يوم ميلادها قبلًا، شعور السعادة بدأ يتسلل إلى جسدها ببطئ..

_هو ده عشاني انا.؟!

تسألت بشك، لترد عليها"فجر" بمرح: لا عشان امي،اكيد عشانك انتِ يا رزان مفيش حد عيد ميلادة الشهر ده غيرك انتِ اصلًا

أعادت النظر حولها مرارًا وتكرارًا وهي تحفظ هذا المشهد المُميز الذي تُجرب شعورة لأول مرة،ادمعت عيونها بدموع الفرحة،لتجد "رهف" تنهرها بغضب

_بت هتقلبيها نكد ليه فرفشي ده احنا عاملين كل ده عشان تتبسطي.!

كيف تشرح لهم الآن انها سعيدة كأنها لم تري السعادة قبلًا،قد يبدو الأمر انه شيئًا بسيطًا لا يستحق تلك الضجة التي تحصل بداخلها، ولا يستحق ارتجاف قلبها بداخلها،ولكن الأمر يعني لها الكثير،تساعد تلك الصداقة على شفاء جروح خُبئت بداخلها لسنوات

اتجهت إليهم لتحضتنهم واحدة تلو الاخرى وهي تنبس بصوت سعيد: انا بحبكم اوي بجد ربنا يخليكم ليا.

_خلصونا بقا من جو الاحضان ده عشان انا هموت وادوق الكيك بتاع "خديجة"

وافق الجميع على رأي "فجر" ليتجهوا إلي الطاولة ويلتفون حولها، ويبدأن في الغناء لها في صوت واحد..

_ادوني انا اكبر حته يا بنات

_ليه يا حبيبتي كنتي الي عملتيها مثلا

_لا كنت الي نزلت جبت مكونتها

بدأ "خديجة " و "فجر" في الشجار كعادتهم المملة، لتصيح بهم "رهف" بغضب

_بس خلاااص!! في ايه هو احنا في الحضانه كل شوية خناق، اكبروا شوية بقا

_سيبيهم يا "رهف" خناقهم بيسليني اوي والله

نظرت لهم "رهف" باحتقار لتردف بصوت حاد: اتفضلوا اقعدوا هنا مسمعش صوت وانا الي هقسم الكيك

_طب استني خلي "رزان" تفتح الهدايا الاول

اومات لها "رهف" وهي تقول: سعات بحسك بتفهمي يا "فجر"

_طبعا يا بنتي هو انا اي حد

  
فتحت "رزان" الهدايا وعيونها تُفتح بانبهار شديد، نظرت لهم بحب

_دي كل الكتب و الروايات الي نفسي فيها، دوستويفسكي و احمد خالد توفيق كمان، تقريبًا انا مش عايزة كتب لسنة قدام

_بما انك مبسوطة كده يا "روز" هقولك خبر يفرحك اكتر

نظرت لها"رزان" بعيون فضوليه لتتابع "رهف" كلامها : انا ونوح هنكتب الكتاب في اجازة نص السنة ان شاء الله