كورديليا... الفتاة البلورية

41 7 10
                                    

مرحباً أيها المسافر في صفحاتي...
سأخبرك بقصة قصيرة....
قصة فتاة صُنعت من البلور...
كان هناك فتاة...
سُمِيت كورديليا
فَرح الجميع لولادتها
فقد كانت مباركة!
عم الرخاء اواصل عائلتها عندما ولدت
لكن الرخاء لا يدوم أبداً...
حرب نفسية قطعت أوصال العائلة السعيدة
فتفككت...
كورديليا... كأسمها قوية.... كانت قلب العائلة النابض
فوضِع على كاهلها مسؤلية تفكك عائلتها
وتحملت...
دفعت ثمن ذنب لم ترتكبه
وتحملت...
كانت كورديليا كيس الملاكمة الذي يفرغ الجميع طاقتهم به
و تحملت...
مع كل يوم تقضيه كورديليا في امتصاص غضب خطأ لم ترتكبه
كان هناك شق يجد طريقه من جسدها نحو قلبها البلوري...
وكانت تنظر إلى كل تلك الشقوق في شحوب...
تحدث نفسها بأن لا بأس...
كل هم سيمضي...
كل حزن سيزول...
ستجد السعادة طريقها الينا دائما
وبهذه الفلسفة العقيمة... اكملت حياتها
الشقوق تزداد في جسدها كل يوم
ولا أحد يراها غيرها
لا أحد يهتم...
حتى وصلت الشقوق أعماق كيانها..
و أخذت تلتف وتمتد لتحدث شرخا كبيراً بقلبها
فتنظر كورديليا الى ذلك الشرخ في ارتياع
تتجه إلى المرآة و دموع الندم تتساقط على وجنتيها
....
لم تعد كورديليا كما كانت
فقد كرهت كل ما أحبته يوماً
لم تعد شفافة ونقية...
اللون الاسود تدفق من ندبة قلبها و اجتاح جسدها...

الحقد على من حولها التهم روحها الصافية
لتنظر مرة اخيرة في المرآة
لم تعد هذه كورديليا الَّتي عرفتها يوماً
فقدت نفسها في سبيل تجميع شظايا عائلتها...
نظرت نظرة الوداع....
و العبرات تفتت صدرها شيءً... فشيءً
حتى تناثرت قطع روحها على الأرض الباردة.
....

أطياف الكلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن