وريث آل ماجد!

23 1 0
                                    

خلف القناع
الفصل الثاني

يوم جديد قد آتى مزيحاً ظلام الليل بالشمس التي تضيء السماء، إستيقظ سراج على لعق أنيس له من وجهه..
سراج بتعب: توقف أنيس لقد إستيقظت، حاضر سأضع لك طعامك إهدأ فقط.
ليكشر أنيس ويذهب بعيداً عنه فور ما أبعده سراج عنه وعن يده، نظر إليه سراج بتحديق بينما أنيس لا ينظر له حتى، وقف سراج ذاهباً ليحمل أنيس الذي تعلق به فلو كان القط ينطق لناداه بماما.
سراج بسخرية من نفسه: واه أيها العميل سراج أصبحت ماما لقط صغير.
***
نزل سراج من سيارة الأجرة وأنيس متعلق بكتفه، دفع سراج للسائق ورفع سماعة هاتفه رادفاً بصراخ: أين أنت أيها الوغد الحقير؟
تحدث الطرف الآخر بإنزعاج: صوتك إخترق طبلة أذني! لو نظرت وراءك لرأيتني كما رآني أنيس.
لينظر سراج وراءه ليرى صديقه يزن وهو يحمل بعض المستندات والأوراق، ليذهب إليه .
سراج: فعلت ما أخبرتك به صحيح؟
يزن بإنزعاج: بالطبع! وكأني خادمٌ لكَ سراج لما تتعامل هكذا؟
سراج بإستفزاز: لا، أنت ساعي البريد، أخبرني كيف حال والداي؟
يزن بتوتر: سراج لنتحدث عن هذا لاحقاً.
سراج بإقتضاب حاجبيه: أخبرني يزن، كيف حالهما؟
يزن بتوتر: وصلني البارحة من المشفى خبر وفاتهما، وأيضا...
توتر يزن أكثر ليصمت بينما سراج لم يهتم بوفاتهما فلم يكونا والدين له في يوم من الأيام!
سراج بهدوء: وماذا أيضًا يزن؟
يزن: لديك أخ في الخامسة من عمره، وقد وصا المحكمة لرعايتك له.

إتسعت عينا سراج فما هذة العقبة التي تظهر بطريقه مرة آخرى! ألم يكتفيا بمنعه من حلمه؟!
سىراج بعدم إهتمام وقد تقدم نحو العمارة السكنية: لترمه بأي ملجأ للأيتام، فلا ينقصني شبيه من آل ماجد.
تبعه يزن والقلق يعتريه من القادم، ركبا المصعد ليوصلهما للطابق السادس، ليخرج يزن المفتاح ويفتح الباب.

يزن: هذة هي الشقة التي أردتها، تطل على ما أردت وغرفة نومك تطلع على نافذة المنزل الذي أردته.
سراج: أحسنت صنعاً.
أطلق سراج أنيسه ليلعب في المكان، بينما يزن عرف سراج على المنزل.
يزن: وفقط أنت بحاجة لملابسك لوضعها هنا ولا تقلق لا تفتيش هنا.
سراج: أرحتني، ما رأيك أن تُحضر لي حقيبة ملابسي في طريق عودتك؟
يزن بتفهم: حسناً ولكن قبل ذلك، هذة الشكوى من المحكمة، تريدك اليوم لإستلام أخيك.
سراج بغضب طفيف: حسناً حسناً سنرى الأمر لاحقاً، وكأن أخي هذا أعرفه!
يزن: سراج، حاول إعطاءه فرصة، فلا ذنب له بما فعله والديك.
تجاهل سراج كلام يزن وتمدد على السرير ليتركه يزن ويذهب لعمله.
***
مرت ساعتان على تمدد سراج على السرير ليذهب أنيس له بينما سراج قد لاعبه وهو يتذكر ماضيه، وكيف أن والداه منعاه من الرسم ومن إكمال تعليمه، فقط لأجل العمل بأرضٍ زراعية مع أحد رجال القرية!

سراج: أتعلم يا أنيس، أنت صديقي المقرب، سأخبرك بشيء لم أخبرك إياه من قبل، أنا حقاً حائر بأمر أخي، لقد مر على هروبي من القرية أكثر من ثماني سنوات لا أعلم حقاً كيف سأتقبل شبيه ماجد أو شبيه مهجة، وأنا العلامة التي ورثتها منهما شوهتها حرفياً!
سكت سراج لبرهة وتجمعت الدموع في عينيه إثر تذكره لما حدث من تغير في حياته منذ هروبه من القرية، ليمسح دموعه فجأة ليردف لأنيس: سأذهب لأحضره، لن أتخلى عنه أيضاً!
ذهب سراج وقد ترك أنيس في المنزل بعد وضعه للطعام والماء له.
***
وصل سراج للمحكمة مع محاميه ليستلم أخاه الصغير، لم يتوقع سراج أن يكون بهذا العمر، ثلاث سنوات!  واهٍ يا ماجد!!
حمل سراج الصغير بينما الصغير أرتخى على صدره ليغط بنومٍ عميق، بينما سراج يفكر كيف سيعتني بطفلٍ بهذا العمر وهو حتى ينسى أكل طعامه!!
قاطع حبل أفكاره صديقه يزن الواقف عند سيارة تبدو من النوع الحديث..
يزن بإبتسامة واسعة أظهرت أسنانه: ها هي حبيبتك، وها هي الرخصة.
سراج بتعجب: كيف فعلت هذا بهذة السرعة؟
يزن بغرور: خبرتي ومالك يا صاح.
سراج بسخرية: ومالي كله صرفته بالطبع!
يزن: لا، فتحت لك حساباً بنكي، إستمتع بشراء الأشياء لك ولأنيس ولهذا الصغير، لو رأته لما...
ولم يكمل كلامه بسبب ركلة سراج له ليصرخ يزن بوسط الشارع لتتجه الأنظار عليهما..
سراج بغضب: إخرس! ستوقظ الصغير.
يزن بضحك من تعابير وجه صديقه: حسناً فهمت.

ركب سراج السيارة وأخيه لازال بحضنه، ليصل سراج للمنزل بعد أن طلب من يزن شراء المستلزمات لأخيه الصغير، نام سراج بجانب أخيه وفوقه أنيس.

يتبع..

خلف القناع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن