إخوة سِراج

20 1 0
                                    

خلف القناع
الفصل الثالث

إستيقظ سراج على حركة الصغير الذي بحضنه، نظر له سراج بتمعن بينما الصغير فقط يحاول التحرر من يد سراج، أبعد سراج يديه ليتحرر الصغير براحة وهو يمسك ذيل أنيس الذي تعب من إبعاد يد الفتى عنه.
سراج: متى إستيقظت؟
أردف مازن بصوت طفولي وبعض الكلمات الغير مفهومة بأنه إستيقظ منذ قليل.
سراج بإبتسامة: إذاً صغيري أنت جائع؟
همهم مازن وهو يلعب مع أنيس، ليذهب سراج للمطبخ ويجد الأشياء التي طلبها من يزن موجودة، ليبدأ بإعداد الطعام له وللصغير، دخل سراج الغرفة ليجد مازن لازال يلعب مع أنيس.
سراج: صغيري هيا لتأكل.
نظر مازن له وإقترب منه محتضناً قدمه ليسير شعور غريب بجسد سراج، لم يتلقى حضناً مثل هذا من قبل، ليقطع أفكاره صوت مازن: ماما؟
سخر سراج من نفسه: واو أصبحت ماما لأخي!!
وضع سراج الطعام على الطاولة التي بجانبه ونزل لمستوى مازن ليحمله: لا ، صغيري، اسمها أخي.
مازن: همم، بابا!
سراج: حسناً بابا بابا أفضل من ماما!
مازن: بابا، هيا.
إبتسم سراج إبتسامة جانبية وأجلس مازن على قدمه ليبدأ بإطعامه وقد وضع طعام أنيس بجانبهم، شعر سراج بالدفء وهو يطعم أخيه الصغير، ويتمنى لو أن أيهم موجود أو أن يعثر عليه، لكانوا الآن عائلة متكاملة.
يقطع حبل أفكاره الصغير وهو يحاول إطعام سراج ليفتح سراج فمه ويمضغ الطعام.
سراج بمدح: صغيري الذكي.
ليحتضنه مازن بذراعيه الصغيرين ويكملا طعامهما.

***
في مكان آخر، دخل الفتى صاحب السادسة عشر عاماً، جسده كان متوسط الحجم، دخل المخزن وهو يرمي بعض الأوراق وفوقهم علبة سوداء فوق المكتب، إستدار السيد بكرسيه لينطق: أحسنتَ أيهم، كالعادة أنتَ فتاً ذكي، وأريدك أن تعمل مع العميل " و س ٦" .
أيهم بطاعة: كما تأمر سيدي، لكن أولاً أريد بعض المعلومات عنه.
- العميل " و س ٦" صاحب ثلاثٍ وعشرون عاماً، يدعى سراج ماجد.
توقف عقل أيهم فور سماعه إسم أخيه لكنه نفى الأمر فربما تشابه أسماء لا أكثر!
أيهم: وأين سأقابله؟
- أنت تعلم عنوان القصر صحيح؟
أبهم: بلى.
- بجانبه عمارة سكنية، سراج يسكن في الطابق السادس.
أيهم: سأذهب إليه؟
نطق الطرف الآخر بسخرية: لا، ستراقبه من بعيد. ليكمل بغضب:وهل هو محبوبتك أيهم؟! ستذهب له غداً صباحاً.
إعتدل أيهم بوقفته: كما تأمر سيدي.
أشار الآخر بيده ليذهب أيهم ويخرج من المكتب والتفكير يأكل عقله.." سراج ماجد، العميل و س ٦، سراج ماجد!!

نفى أيهم أفكاره بينما ذهب لغرفته بذلك المكان، دلف للغرفة المكتوب على بابها " و م ٩" .
دخل أيهم وألقى جسده على السرير، حاول النوم عدة مرات لكنه لا يستطيع، أخرج علبة سجائره ليشعله واحدة بينما ينفث دخانها يفكر بمستقبله، ماذا سيفعل عندما يُكمل الثامنة عشر من عمره؟! أسيبقى مع السيد أم سيذهب للعمل الحر؟
قطع أفكاره تذكره لواجبه المدرسي، لم يكمله وسيذهب بعد يومين للمدرسة، إتسعت عيناه ووقف ضاغطاً على زر الضوء لينتشر بأنحاء الغرفة، أخذ حقيبته وأخرج دفاتره ليبدأ بحل واجبه، إنتهت السجارة ليرمي باقيتها ويكمل الخل ليغلبه النوم بين دفاتره.
***
سراج: مازن صغيري، هيا لتستحم بعدها تنام.
مازن بعبوس: لا أريد.
سراج بغضب طفيف: لا تعاند صغيري، هيا وغداُ لتكمل مشاهدة التلفاز. 
ذهب مازن ودفن وجهه في قدم سراج وأردف بكلامه: لا، لا أريد.
تنهد سراج: حسناً عدة دقائق وأنهي عملي بعدها أحممك لننام، حسناً طفلي؟

إرتسمت ملامح الفرحة على وجه مازن ليذهب سريعاً مكملاً مشاهدة الرسوم المتحركة المفضلة لديه، لينهي سراج الأوراق التي بيده خلال عدة دقائق ليخلع نظارته ويذهب حاملاً مازن بيد واليد الآخرى أمسك جهاز التحكم بها ليطفأ التلفاز.
مازن بعبوس: أرجوكَ بابا قليلاً بعد، فقط القليل.
سراج بهدوء: لا، سأحممك وستنام.

أخذ سراج مازن بعد أن عدل وضعية حمله ليدخل ويضعه بحوض الإستحمام ليحممه بالماء الدافىء لينام مازن على يد سراج وسط إستحمامه، ليغسل سراج جسد مازن ويخرجه، وضع سراج مازن على السرير والمنشفة تلفه، ليمسك سراج بالحقائب التي أحضرها يزن ليخرج بعض الملابس ليلبسها لمازن وينام بجانبه دون قراءة الملاحظات التي تركها يزن لسراج بشأن مازن.

يتبع...

خلف القناع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن