يوميات فتاة ساذجة

الفصل الثالث ( وأخيرًا خطبة )

{ المرح مع الأصدقاء هو الملاذ لك من كل الضغوط حولك، فأحسن اختيار أصدقائك }

قد حل غسق الدجى وأنار القمر المكان، هبت نسمات الهواء تلطف من الحرارة.

في تلك الشقة المضيئة، الضجيج يعم المكان، كان معتز يجلس مع والدته نسرين ووالده رأفت، وكان يجلس معهم سامح وسماح والدي إيناس.

كانت إيناس تزفر بحنق وكانت ترتدي فستان من اللون الكفاية الهادئ وترتدي خمار من اللون البني الغامق.

كانت تضع القليل من مساحيق التجميل الَّتي تكاد تكون منعدمة، لكنها فعلت ذلك بناء على طلب أمها.

كانت تقيم معهم مكالمة جماعية هن الخمسة، قالت حفصة معاتبة إياها:

- عيب يا إيناس لازم تطلعي، دول جايين للمرة التالتة وإنتِ مش بتديهم رد.

تأفأفت إيناس فردت سندس وقالت:

- عيب يا نوسة، ما ييجي على كرامتهم وهم جايين عندكم للمرة التالتة، ما ييجي على منظر أمكِ وأبوكِ وأخوكِ قدامهم، والواد بيحبك يا نوسة.

ردت إيناس وقالت:

- عارفة إنه بيحبني وأنا كمان عندي مشاعر ناحيته بس أنا رافضة إني آخد خطوة في موضوع الجواز غير لما أخلص كلية.

قالت سليبيل بصوتها الخفيض المعتاد:

- مفيش حاجة لما تاخدي خطوة الخطوبة بس، والجواز ييجي بعد كده خطوة بخطوة.

ردت سلوى وقالت الَّتي كانت صامتة طوال تلك الفترة؛ لأن فمها مشغول بالطعام قائلة:

- عارفة يا بنت يا نوسة لو جالي عريس لقطة زي الواد ده ابياضاني وعينيه خضرا.

ردت إيناس بعصبية وقالت:

- متعاكسيهوش يا بنت.

فأتبعت سلوى وقالت:

- وإنت حتى متقربيلهوش، بتدافعي عنه ليه؟

قالت حفصة:

- يلا يا نوسة، روحي إطلعي ليهم، إنتِ مش صليتي استخارة ومرتاحة؟

- أيوة مرتاحة جدًا كمان.

- خلاص يبقى توكلي على الله.

خرجت منهم الجملة دفعة واحدة، فزفرت بحنق وأغلقت المكالمة.

طُرق باب غرفتها، ودلف والدها، جلس بجانبها وقال:

- إيه الأخبار يا نوسة؟ موافقة ولا لأ؟ بصي يا حبيبتي لو مش موافقة محدش أبدًا يقدر يغصب عليكي، بس دول تالت مرة ييجوا وإنتِ كل مرة بتقولي هفكر ومش بتردي، لو مش موافقة قولي وأنا هنهي الموضوع علطول، أنا عمري ما هغصب على حد فيكم لا إنتِ ولا إخواتك، زي ما إيمان أختك اتجوزت الِّي هي عاوزاه، إنتِ كمان إختاري الِّي إنتِ عايزاه بس يكون محترم وابن حلال وييجي يتقدملك.