يوميات فتاة ساذجة

الفصل الثاني ( السلعوة )

( الكره لا يدوم سينتهي في وقت ما لكن الحب مستمر طيلة الحياة )

توقفت فجأة ونظرت خلفها فلم تجدها أمامهم، تصنمت مكانها ونظرت فرأتها تقف من بعيد وتتحدث مع تارا وبعدها سارت تارا وهي خلفها.

وقفت مكانها لا تدري ماذا تفعل، هل تتبعهم؟ هل تخبر الفتيات؟ هل تذهب إلى الامتحان، وبعدها حسمت قرارها وقررت أن تتبعهم؛ لأنها لا تطمئن لما سيحدث، سارت سلسبيل في خطوات سريعة متعقبة إياهم.

______________________________

الحزن أضحى يحوم حولها، مزيج من الغضب بها، اشتعلت بها نيران الانتقام، تساقطت دموعها من عينيها البنيتين كما تتساقط قطرات الندى على الأرض في همسات الصباح الأولى.

فُتح الباب على حين غفلة بينما هي كانت قد فقدت الأمل، نظرت وإذا بها ترى سلسبيل أمامها، نهضت من مكانها وارتمت في حضنها وبدأت تبكي بشدة ربتت سلسبيل على كتفها وقالت:

- إهدي، محصلش حاجة، لسة الامتحان مافاتش، أنا كنت عارفة إن رضوى الصفرا مش هتسكت، كنت عارفة إنها هتحاول تأذي حد فينا.

ابتسمت إيناس على قول سلسبيل الصفرا، ثم مسحت دموعها بكلتا كفيها وقالت بنبرة قوية:

- كفاية لحد كده، أنا هوريهم مين هي إيناس السفير.

كادت أن تركض فمسكت سلسبيل يدها وربتت عليها بحنو بالغ وقالت:

- دلوقتي مش وقته، لازم ندخل الامتحان وبعد الامتحان أنا هوريها كيف تلعب مع حد فينا.

__________________________

كانت أول واحدة خرجت هي حفصة الَّتي كانت ابتسامتها تشق جلست تقرأ من القرءان قليلًا حتى تخرج صديقاتها.

خرجت سلوى وسلسبيل معًا كان وجههما مغتاظ جدًا، جلست سلوى بجانب حفصة وقالت بضيق:

- الامتحان في مستوى الدكتور مش الطلاب، بالذمة ده امتحان انجليزي، ده عايز واحد من نيويورك علشان يحله، يكونش الدكتور فاكرنا جايين من حواري لندن.

ابتسمت حفصة في وجهها وقالت بسعادة بالغة:

- بالعكس ده سهل جدا جدا.

- ما إنتِ دحيحة نقول إيه، وبعدين الامتحان كله بالانجليزي مفيهوش كلمة عربي.

قهقهت حفصة عاليًا وقالت:

- يعني إنتِ المفروض في كلية تربية انجليزي وفي آخر سنة عايزاهم يجيبولك امتحان أسباني، وبعدين نفسي أفهم نجحتي كيف السنين الِّي فاتت.

نكست سلوى رأسها للأسفل واحمرت وجنتيها وكأنها حبتي طماطم وقالت بخجل:

- متكسفنيش بقا يا حفصة.

قهقهت حفصة عاليًا وقالت:

- لأ مش بمدحك على فكرة، أنا مستغربة كيف عديتي.