الفصل السابع ( غدر وخيانة )

165 13 31
                                    

( لا تمنح الثقة لأي شخص فالبعض لا يستحقون نيل شرف منحها لهم )

رقت نسمات الهواء العليل مساء ذلك اليوم، غدا القمر في كبد السماء يترنح وكأنه زهرة هبت عليها رياح الربيع الهادئة، جلست في شرفتها وبيدها كوب من الشاي الساخن اللذيذ، عبقت رائحة الشاي الذكية في أنفها الصغير، أعادت رأسها إلى الخلف تستعيد اليوم الماضي الَّذي لا يذهب عن بالها، وعن تلك الذكرى السيئة الَّتي نقشت على حجر ذاكرتها بجانب تلك النقوش الأخرى.

أعادت تستعيد آلام ذكراها، تستعيد أهم تلك الآلام، تستعيد ذلك الحادث اللعين، الَّذي فقدت فيه والديها، شرعت تستعيد تلك الحادثة ويكأنها حدثت البارحة وليست منذ عشر سنين.

طفقت تحمد الله وتكفكف بأناملها الدموع عن مقلتيها السوداوتين، وعن وجنتيها الورديتين.

تناهى إلى مسامعها صوت طرقعة عكاز جدتها على أرضية الشرفة.

رفعت رأسها لتجد جدتها تقف بجانبها، جلست جدتها على كرسي أمامها وربتت على فخذها بحنو بالغ وقالت محاولة تغيير ما تفكر به:

- لسه راجعة دلوقتي من الشغل؟

- أيوة لسه داخلة، يا دوب صليت العشاء، أساسًا مش هروح تاني.

- ليه يا حبيبتي؟ حصل حاجة؟ حد زعلك هناك؟

- لا بس هم إدونا إسبوعين أجازة علشان بيجددوا المشغل.

ربتت جدتها على كتفها وقالت:

- على فكرة طنط سماح أم إيناس كانت عندنا من شوية.

ذهلت حفصة قليلًا ثم قالت:

- كانت عندنا!؟

- أيوة جت سألت عليكي وسألت على عائشة، و...

- وإيه؟

- دفعت إيجار الشقة لمدة سنة لقدام.

تأفأفت حفصة بضيق ونهضت من مكانها وقالت:

- وإنتي قبلتي منها ليه يا تيتا؟ أنا قبضت الشهرية إنهاردة وكنت هسدد كل حاجة.

- رفضت والله يا حبيبتي بس هي أصرت جامد.

وقفت حفصة في الشرفة مولية جدتها ظهرها وتنظر إلى السماء السوداء والنجوم اللامعة وغاصت في تفكير عميق.

______________________________

دخلتا الڤيلا سويًا وهي تستند عليها، وفور دخولها ارتمت على أقرب مقعد لها، وشرعت في بكاء مرير، شرعت تبكي وتنهمر الدموع من عينيها كمثل انهمار المطر في يوم عاصف.

جلست سلوى بجانبها تربت على كتفها، ترتبت وتقول:

- خلاص كله عدى، كله فات، إهدي.

بينما أصبحت عيني سندس كحبة طماطم من شدة الاحمرار والبكاء، تبكي وتبكي ولا تتوقف.

نطقت وقالت بصوت يتصارع ليخرج من لسانها:

يوميات فتاة ساذجة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن