قتلت نفسي

ماضٍ مريب

سيدتي هل بإمكاني سؤالك بعض الأسئلة إن لم تمانعي؟

بالطبع يا بني ولكن نادني ب جدتي زهراء.

حسناً. إذن جدتي ما هي علاقتك أنت وأماليا بأمي يا جدتي ؟

سأخبرك بقصتي ولكن سأدع قصة أماليا لتخبرك هي بنفسها يا بني .

قبل خمسة عشر عاماً جآني اتصال أن سيدة طلبت مني الحضور إلى منزلها كي اعتني بطفلة تبلغ من العمر عشر سنوات وأعد الطعام للسيدة بينما هي تعمل وتبحث عن ولدها الضائع وقتها كنت أعمل في هذا العمل منذ مدة طويلة وعندما أتيت اعتقدت أن السيدة سالي ستعاملني بقسوة واحتقار كباقي النساء اللواتي عملت عندهن من قبل ولكن حصل العكس تماماً كانت السيدة سالي لطيفة جدا معي تعاملني كما لو كنت إحدى صديقاتها بل كأختها ومن هنا لم أعد اعمل عند السيدة بل أصبحنا كشريكات في السكن ، كنت أعتني ب أماليا ريثما تعود السيدة سالي واستمر هذا الوضع إلى وفاة السيدة سالي يا بني حتى أنها قد أعطتني عقاراً باسمي كي لا احتاج الى العمل بعد موتها كانت دوماً تقول لي بأني أختها الصغرى بالرغم من أني أكبرها بعشر سنوات كانت غريبة حقاً تعامل الجميع بلطف برغم من أنهم يستغلون هذا ويقومون بأذيتها .
إذن يا بني هل لديك أسئلة أخرى؟

في الحقيقة لدي يا جدتي ، تلك الأمانة التي أعطتني إياها أماليا لما هي بالذات من تركتها أمي ؟

الحقيقة يا بني لا أعرف حقاً قبل سنتين في يومٍ ماطر جاءت السيدة بعد منتصف الليل والذعر والخوف واضح عليها جداً وكأنها رأت شبح في طريقها لقد خفت كثيرا عليها وأردت أن اعرف ما سبب هذا ولكنها فضلت الصمت وبقت في غرفتها لمدة يومين لم تخرج منها بتاتاً من بعدها أصبحت تصرفاتها غريبة وبدأت بكتابة شىء أشبه بمذكرات كلما سألتها عليها قالت لي أخاف على ابني يا زهراء لا أريده أن يبرم ذاك العقد مهما حدث ، واستمرت على هذه الحال كلما سألتها تذكر عقد أو عهد وملامحها تتغير بشكلٍ مخيف وكأنها ترى شبح أمامها.

ألم تسأليها ما هو هذا العقد جدتي؟

بالفعل سألتها يا بني ولكنها لم تجبني اكتفت بقولها لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال يا زهراء لا يمكنني أن اعرضكم للخطر.

هذا الكلام زاد تعجب فريد يتسائل عن حقيقة ماضي والدته مذكرات تبدأ بعنوان قتلت نفسي ولكن محتوى هذه المذكرات عادي يحكي عن ماضي أمي فحسب إذا ما هو هذا العقد ولما فجأة تغيرت أمي هكذا ؟ كان فريد يحدث نفسه متسائلاً فهذه الأحداث بدت غريبه و أيضاً على حسب كلام أبيه كانت أمه تسكن في العاصمة لما فجأة قررت شراء هذا البيت الكبير في الريف لما ؟
انتهى فريد من محادثة نفسه و اتجه ببصره إلى أماليا التي تأكل بهدوء وكأن الأمر لا يهمها ،حسناً لقد استفزه برود هذه الفتاة لا تبدو كباقي الفتيات في سنها يحبون كثرة الحديث وجذب الإنتباه هي لا تتحدث إلا إذا تم توجيه الحديث لها بسؤال ثم ما علاقتها بوالدته ولما أمي اعتنت بها لقد علمت أن أمي لم تتزوج بعد أبي وأيضاً هي من نفس عمري إذن ما علاقتها بأمي ، حسناً حسم الأمر سأسألها بنفسي فهي لن تتحدث هكذا.