الأشياء الجميلة لا تدوم

53 9 1
                                    

مرحباً بني كيف حالك يا صغيري كم أتمنى رؤيتك يا بني يا ترى كيف تبدوا هل تشبهني أم تشبه سليم يا ترى؟ أراهن أنك ذا قامةٍ طويلة مثل والدك ولكن اتمنى ألا ترث صفاته ،أتعرف من أنا يا صغيري أنا من رسمت الابتسامه المشرقة على وجهها وحبست الدموع في قلبها أنا هي من الضحكات تعلو في حديثها والصرخات والآهات تملأ قلبها لم ينكسر قلبي من أحلامي أو مما يحدث لي بل انكسر من أصدقائي ومن هم حولي كان قلبي كبياض الثلج لا تشوبه شائبة أمّ الآن فأشك أن قلبي ينبض من الأساس .
لماذا دائماً يحدث هذا لي ؟ لما لا أجد أحداً مستعد لفعل المستحيل من أجلي ؟ لما أنا من عليها فعل المستحيل لأجل الناس لما أنا من تسعد الناس ولا أجد من يسعدني ؟ هل لأن من اعتاد إسعاد الناس لم يشعر أحداً بحزنه أم لأن لا أحد يعتبرني شيئاً مهماً لأجله؟!
لا أعرف ولكن لم أعد أستطيع أن أكمل في هذا الطريق من أرادني فاليأتي إليّ ومن لم يردني فهذا أفضل.
هل ترى كيف أصبحت ،أصبحت شخصاً بلا قلب بلا قلبٍ حقاً لا أهتم لأي شيء كل ما أريده الآن هو البقاء وحيدة لم أعد أريد أي أحدٍ بالقرب مني فأنا قد كسر قلبي مئات المرات وإن كان لديك فضول لماذا وصلت إلى هذه الحالة فاقلب الصفحه لأخبرك قصتي ومعاناتي كامله....
بدأت قصتي عندما كنت في الصف الأول الابتدائي أذكر جيداً أول يوم لي في المدرسة كما لو كان أمس ، فكعادتي كنت أستيقظ متأخرة في هذا اليوم أيقظتني أمي قائلة " هيا يا كسولة ستتأخرين على المدرسة"

ولكني وصلت متأخرة ليس متأخرة كثيراً فقط قليلاً فقد اضطررت أن أقف في نهاية الصف الصباحي كنت متحمسة وقلقة لأجواء المدرسة كأي طفل ولكن فجأة تلاشىٰ كل هذا التفكير والقلق بسماع صوتٍ رقيق يقول لي بهدوء:
" مرحباً أنا ريما ما اسمك أريدك أن تكوني صديقة لي ما رأيك "
مدت لي يدها لتصافحني حينها قد أعجبت حقاً بها فهي لطيفة للغاية وفوق كل هذا تعلو وجهها ابتسامة تنسيك كل همومك لهذا قررت أن أكون صديقتها وأن أبقى إلى جانبها دائماً فقد كانت ريما الشخص الوحيد الذي أحبني الشخص الوحيد الذي حاول إسعادي.

حينها قلت لها " أنا سالي وأنا موافقة على صداقتنا"

ابتسمت ريما حينها وقالت في هدوء كي لا يسمعنا أحد ونحن نتكلم:
" حسناً سنجلس بجوار بعض وسنغادر معا وعندما نغادر سأخبرك أين يقع منزلي وبالمثل أنتِ ،اتفقنا؟"

لقد كنت سعيدة للغاية فقد كانت أول صديقة لي وبالنسبة لي كانت رائعة جدا فهي فتاة جميلة ومرحه وطيبة القلب وتحاول إسعاد الجميع.
بعد انتهاء الدوام الدراسي خرجت أنا وهي معاً في الطريق عرفت أنها تسكن بقربي عرفت أشياء كثيرة عنها وأنا أيضاً أخبرتها بالكثير عني ، وحين اوشكنا على الوصول إلى المنزل قالت ريما بشغف:
" حلمي أن أسعد الجميع أنا أحلم أن أنشر السعاده في قلب كل حزين أن أكون سبباً من أسباب وصول السعادة إلى قلبه ، أتعرفين يا سالي عندما قلت هذا لأمي بدأت بالضحك وقالت لي آهٍ يا صغيرتي الحلوة هذا حلم جميل ولكن ثمنه سيكون غالٍ جداً ما رأيك لو تبحثين عن حلم آخر ، لقد أزعجني كلام أمي ولكن أنا أثق أن حلمي يستحق وأعرف أنني سأحققه ٠"
ثم نظرت إليّ وقالت " وأنتِ يا سالي ما هو حلمك؟"

قتلت نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن