صمت خيم على ارجاء ذلك البيت الخالي
بوضوح من اي بسمة او كلمة حلوة
او ضحكة عابرةينظر حوله بنظرات تعجج اشد الكلمات تعبيرا
عن وصفها ، هي ليست مجرد نظرات
بل هي القصة ترويها الذكريات
لصاحبها كلما غابت الشمساخرج الهواء المكبوت داخل
رئتيه ببطئ كمن يتمنى لو افنته
الحياة بعد زفيره التالي و يغدو ناسيا منسيا
أو هكذا يبدو الامر فقط ...سمع خطوات قادمة ليقف امامه الظل
لشخص ذو جثة اضخم من جثته الضئيلة
انخفض صاحب الظل ليناديه" نيراس عزيزي هيا علينا الذهاب الأن فالموعد الموعود قد اقترب "
بصوت خافت نطق كمن يخاف لو ان صوته اذا
علا للحظة قد يتقب اُذُنٓي ذلك الصغير الهشة
كهشاشة قلبه بالفعلرفع رأسه ليبتسم بخفة كالعادته الناعمة
الإبتسام رغم كيد الحياة ضده ليومئ
برأسه كالجواب لصاحب الكلامو هاهو اليوم الموعود قد أتى
اليوم الذي حلم به نيراس منذ فترة طالت
لسنوات و قد اختتمت بأشهر السابقةحين اتى الفرج على شكل جاسوس
من الشرطة قد طلب منه يد العون
امام المحكمة بشهادته ضد والدهبإزعام ارتكابه لأشد الجرائم
ضد قانون الدولة و القانون الحياةلقد كان يائسا و مقهورا من ظلم والده الجبار
ولكنه ... كان خائفا من نبس الكلمة
كلمة قد تخل بأعصاب والده و تجعلها تفور عليهلكن عندما وجد الفرصة لتخلص
من كل ما مر بهمن ظلم في حق نفسه
البريئة و طفولته المسلوبة نصفهاقرر المخاطرة و وضع يده في اليد
ذلك العم اللطيف و الذي أخبره في ما بعد
انه من رجال الشرطةوصلا اخيرا امام باب القاعة المحاكمة
ارتعش بدنه فجأة لا يدري مصدره
اهو خوفا ياترى او قلق من لقاء والده
بعد هذه الأيام التي قضاها بعيدا عنه ؟شعر بيد دافئة وضعت على
كتفه ليلتفت ببطئ للعم اللطيف الذي بدوره
تبسم مردفا بنبرة حانية" سيكون كلشيئ بخير .. اعدك "
" حقا ؟" اردف بصوت خافت يقارب الهمس
ليومئ له الأكبر" اجل .. عدني أنك لن تخاف منه بعد الأن "
ابتسم ابتسامة أظهرت خدوده الطرية
التي صبغتها الطبيعة بلون وردي خفيف
كخفة الرياح و هي تداعبها
أنت تقرأ
bird feather
Short Story" ستعزف طيور الموت الحانها فوق جثتك و ستغرم الغربان بدمائك " كانت أخر كلمات والده قبل تأخد أقدامه اول خطوات نحو الباب المحكمة