Auguste winter|| شتاء أغسطس

||2: الرجل على كرسي متحرك||

"اسعَ إلى ما يلفت قلبك، وليس ما يلفت عينك."

...

"هذا يبدو كأنه لقطة من مسلسل صيفي مبتذل!"

"من أخبرك أن المسلسلات الصيفية مبتذلة؟!"

حدة صوتها جعلت ابتسامته المازحة تختفي، وزم شفتيه باستغراب، مما جعله يرفع حاجبيه.

"كما توقّف عن الضغط على زر التحكم، عروق يدك بارزة، ويداك أصبحتا حمراوين!"

توقف عن الضحك وأرخى يده عن زر التحكم في كرسيه المتحرك بعدما ألقى نظرة عليها، فلم يشعر بإحكامه عليه حتى أخبرته. نظر إليها باستغراب أكبر، فهي لم تبعد عينيها عنه، لكنها لاحظت شد يده الذي لم يلاحظه هو حتى؟ ذلك كان مثيرًا للاهتمام. ولأنه استغرق بعض الثواني للتفكير في ذلك، وجدها على وشك المغادرة. لذلك استدار بكرسيه المتحرك بصعوبة وابتسم ابتسامة واسعة وقال:

"دعينا نلتقي مجددًا."

توقفت عن السير، ورفعت حاجبيها وهزت كتفيها بعدم اهتمام، بينما أكملت طريقها نحو الخارج، متجهة إلى منزلها لإكمال مسلسلاتها وروايتها التي تنتظرها. بينما هو ابتسم مجددًا قبل أن يتجه للداخل، ينتظر موعده بشرود، حتى قاطعه صوت تلك المساعدة:

"سيد آرثر، تستطيع الدخول. هل تريد أن أدفعك؟"

"لا، شكرًا. سأقوم بذلك بنفسي."

ابتسم لها، بينما بدأ بالفعل بالتحرك بعد الضغط على زر التحكم، وفتح الباب بنفسه ليتجه للداخل وهو يبتسم.

"آرثر، سعيدة برؤيتك! أظن أنك اتخذت القرار الصحيح."

تحدثت نورث بابتسامة واسعة وهي تنظر إليه وهو يقترب من مكتبها بكرسيه الخاص.

"نعم، اخترت الجلوس على الكرسي بعد جهد أمي لإقناعي، لكن لأكون واضحًا، تبدين أكثر سعادة منها برؤيتي جالسًا عليه."

"لأنني أريد الأفضل لك، ووالدتك أيضًا تعلم هذا."

"نعم، أعلم. تناقشنا في هذا، لكن الجلوس عليه يجعلني أشعر بالعجز، رغم أنني ما زلت أستطيع السير."

أردف بذلك محافظًا على ابتسامته الهادئة نحو نورث التي هزت رأسها موافقة قبل أن ترد بسرعة:

"لكن حالتك أصبحت أسوأ، والعكازات لم تعد نافعة، وهذا أكثر راحة أليس كذلك؟ ألم تكن دائمًا تنظر إلى يديك التي امتلأت بالكدمات بسبب الضغط والاتكاء على العكازات باستمرار؟"

"سأقول إن معك حق، لكنه ما زال صعبًا."

أشار بيده وأعاد ضمها إلى كفه وتحدث بجدية كرجل أعمال يناقش صفقة وليس أمرًا شخصيًا، وهي عادة كانت لديه.