'صَفعة ¡

56 30 49
                                    

الخذلان…
ماهو الخذلان؟ برأيك أخبرني؛

الخذلان، هو ركض فتى باكياً لأمه طالباً منها الأحتواء فيتلقى منها صفعة توقف بكاءه بصدمة!

هذا الخذلان أن تتوقع شيئاً من شخصٍ ما
فيخذلك بتصرفٍ جعل من أكتافكَ
تُرخى ومن عيناك تهتز
ومن قلبك يتوقف للحظات..،

هذا هو الخذلان، عبارة عن صفعة …

هذا ما شعرت به… بعدما تشاجرت مع أمي،

لقد خذلتني بحق، لم تصدقني إتهمتني بالخيال الواسع
لم تسمعني أبداً ولو من باب التسليك..،
تَضحك علي كأنني مسرحية كوميدية،

"لا فائدة من المحاولة معكِ"…هذا ماقلته بعدما إلتفت أخرج للشرفة
أبكي وحدي أضمض الشرخ الذي سببته أمي
لقد خذلتني …

7:23 pm

بدأ الأمر حينما أمرتني بتنظيف المطبخ قليلاً،
لم أمانع وذهبت أنفذ ماقالته، أكملت أعمالي
من توضيبه ومسح أثاثه من آثار الطبخ
وتلميع الأرضية..،
كل ذلك وتلك العينان عند الباب
كلما أفعل شيئاً ألمحها
فألتفت فتختفي
فأشرد للحظة، فأنتبه لها، فتختفي
كل ذلك حدث بكمٍ من الخوف والرعب الذي يشاركني بتحركاتي..،

بالنهاية جففت يداي وأخذت قارورة المياه خاصتي
فتحت الباب وأطفئت الضوء خلفي
مشيت بهدوء مشغولة بقارورتي
ولكن..، أشعر بشيئ خلفي
يلحقني!
أسرعت حتى إصتدمت بأمي التي خرجت من الغرفة
وصرخت بي متذمرة …!

هنا لم أستطع منع نفسي من البكاء…،
أمسكت معصمي وقادتني للصالة
لنجلس وتستفسر

" لا أعلم ما حدث كنت أعمل كالعادة ولكني أتخيل أشياء وكأن شخصاً يراقبني أمي..، "

"متى سننتهي من هذه الأشياء أنتي لا ترين شيئاً
مجرد تهيؤات كالعادة"

"لما لاتصدقيني لما…؟  لما قد أكذب أأنا مسرورة بحالتي لتمثيلي عليكِ؟ "

"توقفي عن قول الهرائات ولاترفعي صوتك علي!
كله من وحي خيالك "

"لا فائدة من الحديث معكِ أمي..،  يوماً ما ستجديني
منتحرة بسبب هواجسي تلك"

"إخرسي لعنة الله عليكِ، أتودين فعل مالايحبه الله
متى سأتخلص من تخيلاتك الغبية
تقلقين نومي، وتزعجين نهاري!
تركضين هنا وهناك وكأن وحشاّ يلحقكِ،
لا تنامين إلا بمعجزة!  ولا تستقظين إلا بمعجزة أخرى!
ماهذه التصرفات؟
أهو الهاتف من جعلكِ تتصرفين هكذا؟ هذا ماربيتك عليه أن تكون إبنتي مجنونة متأثرة بالمواقع والأفلام؟؟"

"أمي إسمعيني ولو لمرة إنا أبنتك حبيبتك لما لا تفتحين لي المجال، دائما ماتقولين أن أجعلكِ بمقام صديقة وليس فقط أمي
وها أنا الآن أشكو لكِ واتلقى الرفض؟  لما؟"

"لم يعد بيننا كلام، أنتي معاقبة وهاتفك مسحوبٌ منكِ
لديكِ أسبوعٌ واحد لتحسني من تصرفاتك الطائشة،
أصبحتِ بالخامسةَ عشر ولم تنضجي للأن..، "

"ماذا..؟ أنا مراهقة ألا يحق لي عيش مراهقتي؟"

"قلت إذهبي للغرفة، لم يعد هنالك مراهقة كلها ترهات
هيا ناوليني الهاتف!"

ناولتها على مضض وأنا كُلي أحترق خارجياً وداخلياً
لم تسمعني، لم تتفهمني،
أكره وجودي، لقد ضَجُرَت مني
ولعنتني أيضاً من أين سأجد الرضا؟
لقد باحت بما في قلبها..،
هي تمقتني بحق

أكره نفسي، أنا مختلة يجب علي الدخول لمصحة الآن كي أريح أمي واجعلها تنام براحة…،

دمتم بخير 🖤🪄

࿐ هَـواجِـ,س اللَيـل 𓏸 ۫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن