و‌َصِية؟، أَمّ تَحذِير..؟

46 19 26
                                    

في أعماق ذاكرتي..،

اذكر ان في لقاءٍ لي مع الجدة "أم محمد"
حينما جلسنا سوياً في غرفة واحدة،
بين اربع حوائط
وطاولة تتوسطها
والآرائك تلتف حول الطاولة
ونحن نجلس عليهم

كان هذا لِقائي الخامس لها
إني لأحفظُ كل لقاءٍ ذهبناه لها
وها هوَ الخامس

كعادتي اجلس جانباً والسماعات بأذناي
حيث اعزل أصواتهم عني غير مكترثة لنظرات الجدة لي بين الفنية والأخرى،
لم أشأ ذكر ايّ من تفاصيل هواجسي لها بَعد،
فأنا لا أؤمن "بالمُتَمشِيخين"

أحدث نفسي في كل مرة، انها مجرد خُزعبلات..، يأخذون المال مدعين انهم قادرين على إخراج الجن والسِحر وإلخ...،

"لا تأبهو كلام فتاة عُمرها (13)"

المهم..،
عيناي مركزتان على هاتف أمي، مثل أي طفل يلجأ لعالمه الخاص في أماكن غريبة كـ هذه..  ومملة ~

لعبت game واحد فخسرت..
حينها تأفأفت أعدل جلستي بينما عيناها علي،
نظرت لها مبتسمة على مضض
لكنها خرجت عن صمتها وتحدثت توجه كلامها لي:

"هل تخبئين شيئاً ما يا حلوة؟"

تفاجأت بسؤالها نقلت بصري لأمي رأيت إهتزازة رأسها تحثني على الكلام..
"ا. ااا. أنا لا لم آخذ شيئ من بيتكم!"

"ههه، لم اقصد ذلك، ما أعنيه هل تشعرين أو تسمعين شيئاً ما.. أو ترينه..؟!"

نظرت لأعماق عينيها نقلت بصري لخلفها أبحث عن تلك الإبتسامة لكن لم أجدها
"لا..، لا أبداً"

عادت للخلف وبصرها معلق علي وكأني لم أستطع تفسير نظراتها لي..
"همم، ع كلٍ سيبان الأمر مع الأيام.. "

قبل خروجنا ببضع دقائق، وقفنا انا وأمي نرتدي أحذيتنا بينما هي تلحقنا على مهل بسبب جسدها المتعب، وقفت امي تسلم عليها وتخبرها
بمهاتفتها إن إحتاجت شيئ
وإلى ذلك...،

سلمت عليها أبتسم إبتسامة مزيفة،
لكنها أحكمت الإمساك على يدي
تنظر لي بأبتسامة حنونة،
"مهما حدث ومهما ظهر..! لا تخافي، حصني نفسك
انتي تعلمين انهم يتغذون على الخوف صحيح..؟"

"من هم..؟! "

إبتسمت بدفئ تهدئ نظراتي المرتابة لها

"هيا لا لاتتأخرو علي في المرة القادمة"

إبتعدت ببطئ أنتظر امي بينما كلامها يجوب عقلي بتوتر، وتزاحم الأسئلة ترافق دماغي بضجيح

هل علمت بها؟ هل تستطيع التنبؤ بشيئ؟
كيف لها قول ذلك أنا متأكدة انها تعلم ما أخفيه..!؟
لا، لا يستحيل ذلك..
مهلا..!
أيعقل ان امي أخبرتها.. عني؟!

أيقظني صوت امي وهي تخبرني باللحاق بها
علينا بإيجاد سيارة إجرة
كي لاتظلم علينا السماء ونحن خارج المنزل...

______

هل كان كلامها تحذير..؟ أم هي توصيني للقادم..؟
أيعقل ان استسلم لها واخبرها بما يحدث..

نقلت بصري لتلك الواقفة في زاوية الصالة بهالتها
السوداء المريبة
بينما ليس ظاهرٌ منها شيئ
سِوى عيناها الكبيرتان..، وهما تنظران لي..
أنا خائفة...!

'دمتم بخير نُجومي اللطفاء ~٭'

࿐ هَـواجِـ,س اللَيـل 𓏸 ۫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن