لوحةُ عين التنِّين

29 2 3
                                    


《حتي اشهر اللوحات هنا لا تُقارن بقدر إبداع الخالِق في رسم تفاصيل وجهك》

_

انه يوم الأربعاء اخيراً ، لقد وصلت للتو إلى متحف سيؤل الوطنى ، نظرت إلى ساعة يدي التي تُشير لتمام الرابعة عصراً ، رائع لقد آتيت في المعاد المحدد ، كيف يمكنني التأخر عن موعدي الخاص مع عزيزي؟

اخذت طريقي بين اللوحات والمزهريات الأثرية حتى وصلت إلى مُرادي ، اللوحة الاسطورية للتنين الملكي او كما اُطلق عليها "لوحة عين التنِّين" ، حيث أرى عيناك بداخلها ، لطالما كنت من الاشخاص ذات العيون النادرة والحادة بشكل مميز ، لامعه وقوية تماماً مثل عين التنين ، عند زيارتنا الأولى لهذا المتحف اخبرتني انه المفضل لديك ، وكنت انت المفضل لي ولكن بعد أن رحلت لم يبقي لي سوى تلك اللوحه ، آتي إلى هُنا باستمرار لأراها كلما افتقدتك واتذكر عندما كنت اتغزل بك وكم أن عيناك تُشبهه ، أحببت فعل ذلك لأراك تحاول إخفاء خجلك بـ كافه الطرق ، على الرغم من بِنيتك الضخمه إلا انك كنت لطيفاً وحنون

تنقلت عيناي بين تفاصيل اللوحه بدقه ولكني لا أستطيع رؤيه ذلك التنين ، كل ما أراه هو وجهك انت ، لماذا لا يضعون لوحه لك أيضا هنا في المتحف؟ ، أعني انك شديد الجمال وبشكل نادر لذلك إن وضعوا لك لوحه سوف آتي يومياً واتأملها لساعات طويلة دون ملل

شعرت بالماء البارد يُبلل وجهي وقد افاقني من شرودي ، لم اشعر متى بدأت البكاء حتى لكنه لا يتوقف ، اشعر اني مُتأذيه وبشدة ، الامر لم يكن سهلاً لاتخطاه حتى بعد كل تلك السنوات منذ افترقنا ، طوال الوقت أتساءل لماذا فعلت ذلك وانت تعلم انه من المستحيل ان اتخطاك ، حبي لك لا ولن ينتهي ياعزيزي وانت هجرتني ورحلت بعيداً دون النظر خلفك حتى ، تركتني اُعاني وحدي ومضيت قُدماً بطبيعية ، اما انا مازلت عالقه في ذكرياتنا سوياً ، اعيش في الماضي وبين الاحلام إلى ان يأتي الواقع بكل قسوة ويُذكرني بـ يوم فراقنا حين تخلصت مني تماما ولكني مازلت احتفظ بك داخل قلبي

في بعض الأحيان اشعر انك كنت قاسياً معي كثيراً نامجون ، اكرهك ثم أبكي واعود الي تذكر أيامنا وحبك مجدداً ، فكرت عدة مرات في الحصول على مساعدة من طبيب نفسي ولكن لا اريد التخلص منك كما فعلت انت ، ايضا أرى ان هذا مستحيل بعد مُضى خمس سنوات ، على كل حال يكفي تفكير بهذا السوء لا أريد إفساد يومك المُفضل

أخرجت منديلاً ورقياً وجففت الدموع التي ملأت وجهي ومن ثم غادرت المتحف ، الطقس معتدل هذه الأيام حيث أن شهر سبتمبر قد بدأ وهدأت موجات الحرارة العالية ، لكن الحصول على القهوة الباردة كما تحبها انت سيكون أمر جيد لمشاركته مع نسمات الهواء التي شعرت بها تُداعب خصلاتي ، توجهت إلى المقهى القريب واحضرت ما أريده واكملت طريقي إلى الحديقة العامة ، لا احتاج للبحث عن الشجرة الخاصه بنا لاني احفظ موقعها أكثر من عنوان منزلي ، جلست اسفلها وتحديداً حيث حفرنا اسمائنا على جِزعها ، وضعت سماعات الاذن وقمت بتشغيل موسيقى هادئه ونظرت الى المكان من حولي

"هوا يونغ ، هل تظنين اننا سوف نصطحب أطفالنا يوما ما إلى اللعب في هذه الحديقة ونجلس لمراقبتهم كما فعلنا منذ قليل مع الطفله التي لعبت بجوارنا؟"

"بالتأكيد سوف نفعل هذا عزيزي ، سوف اخبرهم عن إلتقائنا الاول هنا وأريهم اسمائنا ودائما سأخذهم إلى جميع الاماكن المفضلة لدينا ليُحبوها ايضاً"

"لا أستطيع الانتظار لرؤيه هذا حقيقياً ، تعلمين اني احب الأطفال بشدة ولكن ان كانوا يشبهونك سأرغب بقضاء حياتي باكملها رفقتهم"

𝓛𝓸𝓼𝓽 𝓲𝓷 𝓽𝓱𝓮 𝓵𝓲𝓰𝓱𝓽𝓼 || ضائع في الاضواء Where stories live. Discover now