المتجر السحري

6 1 1
                                    


《كل أضواء المدينة لا تلمع مثل ابتسامتك》

_

انهيتُ عملي باكراً اليوم ، خرجت من البِناية وقررت أن اتجول قليلاً قبل العودة الى منزلي ، بدأ فصلُ الربيع والزائرين من البُلدان الأخرى تكاثرت اعدادهم بالفعل ، الجميع يأتي لحضور موسم الساكورا ومشاهده تساقط الأوراق الوردية ذات المظهر الساحِر للعين ، لا ألومهم فأنا ايضاً اعشقُ رؤيتها ، لكن يحدث هذا مساءً عندما تكون خالية من تجمعات البشر

لستُ منطوية في الحقيقة اشعر ان الوِحدة تقتُلني ، لكنها لا تزال افضل من التقرب لأشخاص سيئين لا يُلقون إلا الكلمات السامة والقاسية دون إدراك انها تؤذي ، لذلك انفصلت عن عائلتي وانتقلت للعيش بمفردي في العاصمة ، ما إن انهيت الجامعة ايضا ابتعدت عن جميع اصدقائي ، لم يكونوا الافضل على كل حال ، لكني وحيدة تماماً وهذا سيء ، بِخلاف العمل أكاد لا أتحدث حتي شعرت بالخوف من فقدان القدرة على التحدث ، لكن لا بأس انا بخير وبعيدة عن ما يؤذي ، لا انتظر أن يأتي احدهم ويُغير عالمي ، اشعر بالراحة هكذا

تحطمت جميع جدران الحماية التي بنيتُها عندما رأيت عائلة تقضي وقتاً سعيداً في التنزه ورؤية المدينة ، هل كان من الصعب علي والداي جعلي سعيدة مثل هذا الطفل ؟ ، لا أعتقد ولكنهم لم يهتموا لفعل ذلك ، كان محور اهتمامهم هو شقيقي اللعين على الرغم من اني لا اكرههُ لكن لا يزال يأخذ ما استحقه انا أيضا ، انا ابنتهم كما هو ولكن هناك ما يجعله افضل في نظرهم عني ، كنت احصد درجات أعلى منه واتفوق في دراستي ولكن هذا لم يكن كافياً ، ما عدت اهتم الان يكفي انني ابتعدت عنهم جميعاً وحصلت علي الراحه التي طالما أردتُها

أبعدت هذه الافكار عن رأسي فهي بلا فائدة الان ، اشتريت بعض الأغراض من البقاله وكنت في طريقي الي المنزل لكن لفت نظري متجر غير مألوف ، اعرف جميع متاجر الحي لكن هذه المرة الأولى التي أرى بها هذا ، لم أستطع منع فضولي من الذهاب ورؤيته عن قرب ، لاجل المعرفة لا أكثر

"المتجر السحري"

قرأت اللافِته التي تتوسط اعلي واجِهةُ المتجر الخشبية ، ايضا الزجاج لا يكشف ما بداخله لذلك لم أعرف ما يقدمه بالتحديد لكن اسمه يُثير فضولي ، وضعت يدي علي المِقبض وحاولت فتحه لكن المكان مغلق ، هذا سيء سوف انتظر إلى وقت غير معلوم لأعرف ما هذا المتجر الغريب ، عدتُ الي منزلي وتناولت بعض الطعام ، كنت أود مشاهدة أشجار الساكورا لكن لا طاقه لي لفعل ذلك اليوم ، جلست أشاهد التلفاز حتي شعرت بالنعاس وذهبت الي النوم لكن ذلك المتجر لم يُغادر عقلي ، هناك شيء ما يدفعني لمعرفة ما بداخله ، علي كل الحال غداً هو يوم عطلتي لذلك سأتنزه عند نهاية اليوم واذهب لأراه مجدداً

في اليوم التالي نهضت بِتكاسُل ونظرت الي الساعة ، اللعنة انها التاسعة لماذا لا انام حتي الظهيرة بما انه يوم العطلة ، وعندما يكون لدى عمل لا أقوى على الاستيقاظ كما لو اني سهرت طوال الليل ، الحياة عنيدة بحق تعطيك ما تريده في الوقت الخاطيء

حالما استعدت تركيزي نهضت لإعداد الفطور والقيام بترتيب المنزل ، لست فوضوية لكن احب تنظيفه كل عطلة ليكون بمظهر جيد ، لا اعلم لماذا ولكني قررت تناول الإفطار في شُرفتي والاستمتاع بالنسيم قليلا ، لذلك عندما انتهيت من تحضيره حملت الأطباق وكوب القهوه وجلست اراقب الحي والأشخاص القليلة المارة به ، لفّت نظري وجود شاحنه كبيره أمام ذلك المتجر العجيب ، حاولت معرفه ما يتم إنزاله منها لكن زاوية الرؤيه لا تساعد ، لا بأس سأكتشف ما به قريباً

بعد الانتهاء من التنظيف تجهزت للخروج وأخذت مِعطف معي ، انه وقت الغروب وقد يصبح الطقس بارداً في المساء ، ألقيت نظره سريعه إلى مظهري للتأكد انه جيد وحملت المِعطف على ساعِدي وخرجت من المنزل ، مررت بجانب المتجر مجددا و وضعت يدي علي المِقبض للدخول ولكن ..

𝓛𝓸𝓼𝓽 𝓲𝓷 𝓽𝓱𝓮 𝓵𝓲𝓰𝓱𝓽𝓼Where stories live. Discover now