البجعة السوداء

7 2 2
                                    


《في احلامي انت لي ، لكن في حياتي انت مجرد حلم》

_

"دار الاوبرا الفرنسية"

قرأت اللوحه بجانب الباب الرئيسي أثناء دخولي الي مكاني المفضل ، دار الأوبرا حيث يمكنك التعبير عن فوضى عقلك واضطرابات قلبك على ألحان الموسيقي ، وان تسمح لنفسك بالتحرُر من جميع السلبيات وتدع جسدك يتمايل بدقه كما تتمايل الأوراق فوق غصون اشجارها في حضور نسيم بارد يُداعبها ، وهل هناك أفضل من الباليه للتعبير عن هذا الفن وإيصال تلك المشاعر للعقل والقلب دون كلمات ؟

انتهيت من ارتداء ملابس للتدريب وكما عادتي احبها سوداء ، أري أن الأسود أكثر الألوان رُقي ولا يرمُز للحزن كما يعتقد البعض وانما هو في عيناي الجمال الذي لا يحتاج أن تتحدث عنه وانما هو ظاهر بما يكفي وبهيئه مميزة ، نظره سريعه الي جعلت الابتسامة ترتسم علي شفتاي ، لستُ بتلك المثاليه ولكن هيئتي تروق لي

في الحقيقه كل شيء اليوم يروق لي بما ان التدريبات الطويلة قد انتهت وسوف نحصل علي ادوارنا في الرواية المسرحيه القادمه "بُحيره البجع" ، انها الاشهر في باريس وسيحضرها عدد كبير من الأشخاص الهامه والناقدين وغير ذلك ، كنت اتدرب باجتهاد شديد للحصول على الدور الرئيسي وقد حصلت على الكثير من الثناء طوال التدريبات لذلك لدى آمال عاليه حول ذلك

تجمعنا في منتصف قاعه التدريب تحديدا حول المدرب الذي تحدث عن الرواية اولا وعن الشخصيات الرئيسية والثانوية بها ، والتي اعرفها جميعا وجمعت المعلومات عنها سابقاً لذلك لا حاجة لسماعها مجددا ، انجذبت عيناي اليه حين وجدته يستمع بإنصات الي المدرب ، حينها تركت مُقلتاي تتنقل بين تفاصيله الهادئه والجذابه بالوقت ذاته ، خصلاته الشقراء التي تُداعب عيناه ، ملامح وجهه المنحوته بدقه كتماثيل الرومان ، عيناه العسلية اللامعه مثل الكُرة البلورية ، طبقه صوته اللطيفه والتي تبعث الدفيء في قلبك ، كان مثالي للحد الذي يجعلك تظنه ملاك ساقط من السماء

الجميع يعلم أن الدور الرئيسي للامير سيكون من نصيبه ، بارك جيمين الفتى الذي تتفاخر الأكاديمية بموهبته ، بجانب وسامته وهيئته المثاليه للدور الا انه ايضا أمهر المتدربين الفتيان هنا ومن تحصل علي فرصه التدرب معه هي محظوظه بلا شك ، استطيع تخيل اننا سنكون الثنائي الافضل حين نقدم هذا الأداء سوياً ، وقد رأيت ابتسامته الخجوله عندما أكد المدرب حصوله علي الدور الرئيسي ، ارتفعت نبضات قلبي فرحاً لأجله وتلهفت أن نتشارك هذه السعادة ولكن آمالي جميعها تحطمت عندما سمعت اسم فتاه اخري يُقال إنها من حصلت علي الدور ، هل ما سمعته صحيح ؟؟ ، اوديت من ستكون أمام جيمين ويكونوا الثنائي الذي حلمت انا به !

ياله من واقع قاسي ، يدع الاحلام تملأ عقلك وتنشر الآمال في قلبك الى أن يتعلق بها كأنها واقِعهُ ومن ثم تُنزل الحقيقة عليه كالصاعقه وتحطمه الي أشلاء صغيره مُبعثرة من الصعب تجميعها من جديد ، توجهت نظراتي الحائِره الى المدرب راجية أن يكون أخطأ في الاسم او لربما هذه مزحه او ما شابه ، لكنه حقيقي ولا مفّر منه ، سمعته بعد ذلك يتلفظ اسمي ومن بعده "البجعة السوداء" ، في تلك اللحظه شعرت بكُرهي الشديد للون الأسود واردت تمزيق جميع ما امتلكه بهذا اللون ، لماذا اكون الطرف الذي يتعذب من رؤيه من يُحب مع شخصاً آخر ، لماذا يكون مصيري مشاهده من اُحب من بعيد وفقط لا شيء اخر

لا أستطيع قبول ذلك ، سئمت الحب من بعيد ، طوال فترة التدريبات ومنذ ألتحاقي بهذه الأكاديمية وانا اراقبه دون ان يراني ، تتراقص نبضاتي كلما رأيته لكن قلبه أصم من ناحيتي ، وكل ما يشغله هي اوديت ، هذه الفرنسية ذات الدم البارد ، لا تمتلك احساساً بالمشاعر إنما هي فقط كـ دُميه راقصه بدون روح ، ما يُحركها هي الخطوات وليست النغمات ، قلبها لا يستشعر الفن ولا تهتم به الا لجعل عائلتها الثرية تتفاخر ، لست حقودة لكنها حقا حصلت علي الدور الرئيسي لمكانتها فقط ، وذلك الاحمق الذي يُحبه قلبي منجذب لها ، استطيع رؤيه القدر وهو يسخر ويضحك بشدة علي ما حصلت عليه من نصيب ، يالها من مأساة

𝓛𝓸𝓼𝓽 𝓲𝓷 𝓽𝓱𝓮 𝓵𝓲𝓰𝓱𝓽𝓼 || ضائع في الاضواء Where stories live. Discover now