《وعندما رأيتُكَ للمرة الأولى اُنير عالمي الرمادي باللون الذّهبي البراق الصادِر من عيناكْ》
_
انه ديسمبر مجدداً وتحديداً انها ليله الكريسماس ، الجميع يقضي وقتاً دافئاً مع عائلته ، اصدقائه او احبائه أما انا وحيدة تماماً ، منزلي بارد كما هو الحال مع قلبي ، لم اقم بتعليق الزينه او إحضار شجره الاحتفال حتى ، ما الذي يستحق أن احتفل به بعد فقدان كل ما أملك في بدايه الشهر ، الامر ليس بـ جديد لكنني سئمت البقاء وحيدة طوال الوقت
يكفي إلى هذا الحد ، احتاج للخروج والتخلص من شعور الاختناق الذي يُحيطني داخل هذا المنزل الكئيب ، نهضت من فِراشي ولأجل دفع نفسي للمُضي قُدماً قمت بأخذ حمام بارد بدلاً من الساخن وارتديت مِعطف ذو تصميم مميز يعود أصله إلى جدتي و وِشاح طويل لتدفئتي بعد هذا القرار المتهور الذي قمت بإتخاذه وتوجهت إلى الخارج قبل تغيير رأيي
انا فكرة حمقاء وأقل وصف لها هو التهور والاندفاع ، البرد يكاد يقتلني وما زاد الامر سوءاً هو تناثُر الثلج مثل قطع الكريستال المتلألاة ، ليست بهذا السوء فقد قامت بإضافة البهجه على زينه العيد والمتاجر و رؤوس العابرين كما الحال مع رأسي لكنها تُزيد من شعور بالبرد
استمريت بالتجول دون وِجهه محدده لِما يُقارب النصف ساعة ، لا يوجد شخص يسير بمفرده عدايّ انا فقط ، سيكون الأمر درامياً للغاية إذا حدث اصطدام بيني وبين احد المارة والذي سيكون بسبب شرودي وركضه للوصول إلى شيء ما ومن ثم ينهض ويعتذر سريعا ويذهب إلى حبيبته التي تنتظر خلفي على الأرجح ، وابقى وحيدة كما الان وكأن شيء لم يكن او ان هذا لم يحدث حتى ، فرّت ضحكه ساخره من ثغري على هذا المشهد الدرامي الاحمق داخل مُخيلتي
توقفت فجأة و عدتُ خطوتين إلى الوراء ، لفت انتباهي مقهى ذو تصميم فريد من نوعه لم أراه من قبل على الرغم من مروري عدة مرات من ذات الطريق لكنها المرة الأولى التي انتبه له بها ، واجِهته بيضاء اللون والكثير من الازهار البنفسجية ذات بلورات الثلج العالِقه في بتلاتها تُزيّنه بالكامل ، يبدو مميز بشكل لا يتكرر للحد الذي جعلني لا أستطيع التوقف عن التحديق به، إلى ان فُتِح الباب فجأة وخرج شاب طويل القامة لديه ملامح منحوته واعيُن بـ لون العسل وكانت نظراته مُجهه إليّ
فزعتُ من خروجه المفاجيء وأخذت خطواتي بعيداً عن المقهى سريعاً ، شعرت بالتوتر من التوقف والتحدث معه ، لا أعرفه علي كل حال ولا أريد البقاء بمفردي داخل مقهى لان هذا لن يختلف عن المنزل ، لكنه لم يسمح لأفكاري بالاكتمال فقد قام بسحب يدي وجعلني ألتفت إليه ، ونظر لعيناي مباشرةً وتحدث "لا داعي للهرب آنستي ، لقد لاحظت وجودك امام الزجاج لذلك خرجت للتحدث معك .. اعتذر عن إفزاعك"
"لا بأس انا بخير ، فقط جذبني تصميم المقهى المُختلف .. تعلم اللون الاحمر والبُني منتشر هذه الايام بما انه العيد" تحمحمت موضحةً موقفي وقد حاولت الابتسام ولو قليلاً لأكون ودودة كما هو معي
إتسعت ابتسامه الشاب إلى ان كشفت عن جميع اسنانه وتشكلت شفتاه على هيئه مُربع ، كان يبدو لطيفاً ودافئاً مثل الكعك المخبوز للتو في ليله شتوية باردة "إن نال إعجابك يجب ان تقومي بأخذ نظره على ما يوجد داخله ، هذا ليس عرضاً آنستي هيا معي الان" جذب يدي مرة اخرى إلى داخل المقهى عندما انهى حديثه ، يبدو عفوي ومندفع أيضا
"سيدي لا داعي لفعل هذا حقا ، بالتأكيد هناك عائله او أصدقاء ينتظرونك لقضائك ليله الكريسماس معك" حاولت الاحتجاج وتخليص نفسي من الانتهاء بالجلوس وحيده لكنه لا يستمع ، كان المقهى هادئاً والأشخاص الجالسين بداخله يتحدثون بخفوت وهناك الكثيرين منهم مُنجذب للألحان الصادرة من جهاز غرامافون يتواجد في الزوايه أعلى رخامية تقديم الطلبات
YOU ARE READING
𝓛𝓸𝓼𝓽 𝓲𝓷 𝓽𝓱𝓮 𝓵𝓲𝓰𝓱𝓽𝓼 || ضائع في الاضواء
Fantasyلا توقظني لا تحاول إنقاذي أريد أن ابقي في هذا الحلم Yun Hwa Yong unknown persons الرواية الأولى من نوعها* • الكتاب الأول •